المتاحف والمعارض

افتتاح لا يليق بأول متحف للخط العربى فى المنطقة العربية

image

 

افتتاح لا يليق بأول متحف للخط العربى فى المنطقة العربية
حنان النادى

لوحة خطية من معروضات المتحف للفنان إبراهيم المصري
في صمت .. وتكتم شديد .. افتتح أول متحف للخط العربى فى المنطقة العربية وذلك بمتحف الفنون الجميلة بالاسكندرية ويضم روائع خطية ومخطوطات نادرة ..
انعكس عدم الاهتمام علي حفل افتتاحه، فكان الحضور ضعيفا من قبل المتخصصين والفنانين، ولم يتم دعوة أساطين الخط فى المنطقة والعالم ولا المؤسسات التراثية الدولية المعنية بهذا المجال ، التي من شأنها وضعه في بؤرة الإعلام الدولي والإقليمي، وتبرز دوره الوثائقي والسياحي ..كل ذلك جعلنا نتساءل من المسئول عن هذا الإهمال الذي أثار استياء الكثير من الفنانين والمهتمين بالخط العربى؟

يقول الدكتور مصطفى عبدالوهاب – المشرف العام على متاحف الإسكندرية سابقا- بداية فكرة إنشاء متحف الخط العربى منذ عام 1998، حينما كان متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية تابعا للمحافظة، وصدر قرار بنقل تبعيته الى قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، وقتها ذهبت إلى المتحف لاستلامه، فوجئت بمجموعة من البراويز المغطاة بالأتربة، واكتشفت أنها لوحات خط عربى لأشهر فنانين الخط، مسجلة لدي مسئول المخازن على أنها مجموعة من البراويز الخشبية.. وقتها أبلغت الدكتور أحمد نوار رئيس قطاع الفنون الأسبق، فأرسل اللوحات إلى إدارة الترميم ، ورفض كل من الدكتور نوار وبعده الراحل محسن شعلان إقتراحى بإقامة متحف للخط العربى، مما دفعني لعرضه على وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى، الذى وافق بعد إطلاعه علي الدراسات اللازمة، ونقلنا الادارة داخل مبنى المكتبة حتى يتم تجهيز مبنى الادارة للمتحف الذى اقترحت له اسم “روائع الخط العربى”، وكان من المفترض افتتاحه منذ عدة سنوات ولكن الظروف السياسية حالت دون ذلك حتى تركت منصبى . وفوجئت خلال الأيام الماضية بافتتاح المتحف في صمت وكأنه حدث محلى، رغم أن مخططته كان يضع في الحسبان أنه حدث دولى، يدعى اليه فنانو الخط علي مستوى العالم، لدرجة وصلت بالقائمين عليه إلى عدم توجيه دعوة لى بالحضور رغم اننى صاحب الفكرة وقضيت سنوات طويلة فى إعداد المتحف.

الفنانون والمتخصصون

يعلق الدكتور اشرف رضا -الاستاذ بكلية الفنون الجميلة ورئيس قطاع الفنون الاسبق – بقوله: متحف الخط العربى يضم لوحات لرواد الخط منذ عهد محمد على امثال عبدالله زهدى وامين البغدادى وعبدالكريم المولوى وحسن سرى وغيرهم، بالاضافة لعدد من المخطوطات النادرة، وعند رئاستى لقطاع الفنون عام 2011، كان المتحف فى مرحلته النهائية، ونستعد لافتتاحه بشكل يتناسب مع كونه الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط، ومن الحتمي أن يكون افتتاحه عالميا بمشاركة فنانين من جميع أنحاء العالم.

واضاف الدكتور رضا: فوجئت بحفل الافتتاح الأسبوع الماضى، بشكل لايليق بقيمة الحدث، لأننا دائما أصحاب الفرص الضائعة، رغم ما نمتلكه من كنوز إلا أننا نتميز بفكر إهدار الفرص الممكنة.. فبجانب أنه حدث فني يمكن استغلاله لدعم السياحة ودعم الاقتصاد، عن طريق إرسال دعوات دولية إلى جميع سفاراتنا فى الخارج للمشاركة فى الحدث.. والأدهى من ذلك أن من بذلوا جهدا طوال السنوات السابقة حتى يرى المشروع النور لم يتم دعوتهم.. ويضيف اشرف رضا عندما افتتحت دولة ماليزيا متحفا للخط، كان افتتاحه عالميا حضره فنانون من جميع أنحاء العالم على الرغم من أن المتحف لا يحتوى حتى على ربع ما يحتويه متحف الخط المصرى، فيجب ان يكون هناك رؤية أوسع وأشمل.

ويقول الدكتور الخطاط أحمد الأبحر: إنشاء متحف الخط حلم نسعى وراءه منذ أكثر من 15 عاما، وكنت من ضمن الذين اكتشفوا اللوحات الخطية والمخطوطات النادرة، التى ترجع أصلها إلى معرض أقامه الفنان محمد إبراهيم سنه 1970 فى متحف الفنون الجميلة، وضم عددا من لوحاته بالإضافة الى عدد من مقتنياته الخاصة، بعدها قام بتخزينها فى المتحف ثم توفى، ليتم اكتشافها بعد حوالى ثلاثين عاما، وقد كنت من ضمن اللجنة التى قامت بتقييم وتصنيف اللوحات فى ثلاث درجات بناء على اهميتها وقيمتها المادية، ومؤخراً قرأت خبر افتتاح المتحف فى الصحف وبالتالى ذهبت لحضوره، ولكن لاحظت ان تنسيق اللوحات على الجدران بها خلط بين الفنانين والعصور المختلفة، كما ان هناك بعض أعمال للحرفيين وهى أعمال معاصرة لا يجب وضعها فى متحف، فالمتحف من المفترض ان يضم اللوحات الكلاسيكية والتراث الاثرى، وكذلك لاحظت ان بعض الأعمال والتى قامت اللجنة بتصنيفها على أنها درجة ثالثة تم وضعها فى أماكن مميزة وتصدرت المشهد على الرغم من ان قيمتها التراثية والمادية منخفضة، وبعض الأعمال والتى صنفناها من الدرجة الأولى مثل “فرمان تركى من الخديوى عباس”، غير معروض أصلا بالرغم من أهميته، وكذلك ساورنى الشك فى بعض اللوحات انها مقلدة، لذا لابد من وجود خبير لأنه لا يليق وضع أعمال مزورة أو مقلدة فى أول متحف للخط فى منطقة الشرق الأوسط.

رد إدارة المتحف

يشير الفنان على سعيد – المشرف على متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية والذى يضم متحف الخط العربى- إلى أن الافتتاح شهد إقبالا كبيرا من المهتمين بهذا النوع من الفنون، إلا أن هناك بعض التقصير فقد كان من المفترض ان يتم توجيه دعوات إلى فنانين من خارج مصر، إضافة الى بعض الشخصيات التى كان لها دور فى إنشاء المتحف، والسبب يعود إلى قصر الفترة الزمنية التي جري تبليغنا فيها قبل موعد الافتتاح، بحيث يواكب افتتاح قناة السويس الجديدة، فلم يتسن لنا الانتهاء من تجهيز دعوات الافتتاح، واعتمدنا على الأسلوب الجديد فى الدعاية وهى الميديا فأرسلنا دعوات عن طريق البريد الالكترونى داخل وخارج مصر وكذلك عن طريق الفيسبوك، والرسائل القصيرة من خلال الموبايل، وعموما اعترف انه جانبنا الصواب فى أجزاء والخطأ فى أجزاء اخرى، وأقدم اعتذارى الى كل من لم تصله دعوة للحضور، وخاصة للدكتور مصطفى عبدالوهاب الذى كان له الفضل الأول فى إنشاء المتحف.

رابط دائم:

الاقسام

اعلانات