متاحف قطر تفتتح معرض “ركز” الأحد القادم
بورترية لإنجي أفلاطون 1958
سمية تيشة
تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، تفتتح متاحف قطر، مساء الأحد القادم، معرض “ركّز: أعمال من مجموعة متحف”، والذي يضم معارض منفردة جديدة لفنانين عرب رواد من مجموعة متحف الدائمة، ويستمر لغاية 14 فبراير المقبل، وذلك بالمتحف العربي للفن الحديث.
وقام فريق التنظيم الخاص بـ”متحف” والأمناء الضيوف، باختيار أول خمسة فنانين من ضمن العاملين في هذا المعرض: فرج دهام (قطر)، إنجي أفلاطون (مصر)، سلوى روضة شقير،( لبنان)، عبدالحليم رضوي ( السعودية)، فريد بلكاهية (المغرب)، بهدف إبراز التعدد في وجهات النظر الفنية التي تمثلها مقتنيات المتحف وتنوع التفسيرات والرؤى التي يقدمها فريق التنظيم.
ويأتي “ركّز” في إطار دور المتحف بتقديم سبل لرؤى وتجارب جديدة أيضًا، واختيار أعمال فنية جديدة في ضوء الأحداث الجارية والخيارات التنظيمية، حيث أن هذه المعارض تدعو الجمهور لإعادة التفكير بتاريخ الفن وعلاقته بالعالم خارج جدران المتحف، وأنها تشهد على دعم المتحف للأبحاث الأصلية والكتابات وعمليات التنظيم.
(مناهج فنية)
ويحكم المعارض الخمسة منهج تنظيمي أصلي، حيث ويعرض كل منها مناهج فنية متعددة تتعلق بالهوية والحداثة والتجريب، وتجسد أعمال هؤلاء الفنانين فترات زمنية حاسمة من تاريخ تأسيس الحداثة العربية، إذ يلتزم دهام وأفلاطون وشقير ورضوي وبلكاهية بإنتاج نماذج جمالية جديدة، ويؤمن كل منهم كمثقف أن لديه مسؤولية لتبني التقاليد التاريخية والتقدم الاجتماعي، وقد قاموا بابتكار سبل جديدة للممارسات الفنية أثبتت أهميتها للأجيال القادمة، ووفرت لهم الخلفيات المتنوعة والتعليم والاهتمامات التي يتمتعون بها وتفانيهم في الإصلاحات الاجتماعية فرصًا إبداعية ذات طابع أصيل وعالمي، ولعب هؤلاء الفنانون الخمسة بطرق وأشكال مختلفة دورًا رئيسيًا في توليد الأفكار وابتكار التقنيات الجديدة، وذلك من خلال اتصالهم بالحركات الفنية العالمية، والمناطق الجغرافية الأخرى، وجسدوا للجمهور عوالمهم الفنية والاجتماعية والسياسية..
(الإنتاج الفكري)
ومن جانب آخر يواصل المتحف العربي للفن الحديث بعرض مجموعته الفنية والتي تعد الأكبر والأضخم في منطقة الخليج والشرق الأسط، إذ تضم “8” آلاف قطعة فنية تعود لأكثر من 100 عام من الفن الحديث والمعاصر، وذلك من خلال معرضه الدائم “مجموعة متحف:فهرس، جزء 1″، حيث يتخطى الجزء الأول من أعمال المجموعة والتي تأسست في أوائل التسعينيات ما زالت تنمو حتى الآن، مفهوم معارض التواريخ الخطية التقليدية للفن، من أجل إظهار المواقف المتباينة والإنتاج الفكري السياقي داخل الحداثات المتعددة، في حين ينتمي فنانو المعرض لمناطق مختلفة من بينها قطر والعالم العربي، إلى جانب إيران وتركيا، وغيرها من البلدان المرتبطة تاريخيًا بشبه الجزيرة العربية، إذ تعكس أعمالهم جميعًا العديد من الاتجاهات والسياقات الفنية، وتسهم في تعزيز عنصر البحث الفنيّ في مجموعة متحف وتبرز مدى ارتباطها بالثقافات المعاصرة، ومن خلال سرد قصة المجموعة وتوثيق تواريخها الفنية يدشن “فهرس جزء ١” طرقًا جديدة لاستجواب التغييرات الثقافية والأيديولوجية التي حدثت في مرحلة الانتقال إلى حداثة عالمية مشتركة.
