تقرير ثقافى: السلات .. وجبة شعبية ورمز ثقافى للمجموعات السكانية بشرق السودان
بورسودان، البحر الأحمر 25 ديسمبر 2015 (شينخوا) لا ينظر إلى (السلات) فى شرق السودان على أنه مجرد وجبة غذائية شعبية، ولكنه رمز من رموز ثقافة المجموعات السكانية ولاسيما قبائل البجا، وهى أكبر المجموعات السكانية بشرق السودان.
والسلات كلمة بلغة البجا، وتعنى شواء اللحم على نوع من الحجارة المحماة الموضوعة على طبقة من الجمر.
وفى متجره الصغير بمنطقة (ديم عرب) بقلب مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الاحمر بشرق السودان، يبدأ ابراهيم يس يومه باكرا وهو يقطع كميات من اللحوم من الجزء العلوى للاغنام.
ويقول ابراهيم لفريق من وكالة أنباء (شينخوا)، زار المنطقة اليوم (الجمعة)، ” تبدأ أولى مراحل تجهيز السلات بتصفية اللحم واخراج العظم منه، وهى عملية فنية تحتاج إلى الخبرة والممارسة، ولا يستطيع اى شخص القيام بهذه العملية، الا من تدربوا عليها لسنوات طويلة “.
ويضيف ” نختار الجزء العلوى من جسم الخروف، ونقوم باستخدام سكاكين معينة لتنظيف اللحم واخراج العظم والعصب”.
ويصف يس وجبة (السلات) بانها رمز من رموز شرق السودان ولاسيما عند قبائل البجا، وقال ” لكل منطقة من مناطق السودان ثقافتها الغذائية، فمثلما يشتهر شمال السودان بوجبة (القراصة) ووسط السودان وغربه ب(العصيدة)، فان السلات هى الوجبة الرئيسة فى شرق السودان”.
ويتابع ” ظلت هذه الوجبة مرتبطة بثقافة وتراث قبائل شرق السودان، وان انتقلت إلى مناطق أخرى من السودان فان من يقومون باعدادها هم فى الأصل من أبناء شرق السودان، انها ليست مجرد وجبة وانما إحدى موروثات وتراث الشرق السودانى”.
ويشرح محمد حامد محمد، وهو أحد أشهر طهاة وجبة السلات ، فى تصريح ل(شينخوا)، مراحل إعداد السلات وكيفية تجهيزه.
وقال ” يتم إعداد السلات بوضع كمية من الرمل في إناء كبير كالطشت أو البرميل، ووضع كميات من الملح، ثم يوضع الفحم على الرمل ويرص بطريقة دائرية، وتوضع الحجارة على الفحم بحيث تتم تغطية كل الفحم، ومن ثم يتم تنظيف الحجارة باستخدام الدهون بالمسح المتكرر ليوضع اللحم بعد تخليصه من العظم فوق الحجارة الساخنة “.
ويمضى قائلا ” يستغرق انضاج اللحم نحو ساعة أو ساعة ونصف، وبعد نضجه يتم تقطيعه إلى قطع صغيرة توطئة لتقديمه مع طبق آخر يحتوي على العسل او العجوة كوجبة غذائية شهية وذات فائدة غذائية عالية “.
ويبين محمد أن الحجارة المستخدمة فى طهى السلات، هى حجارة مميزة وخاصة وتوجد على شواطئ البحر الأحمر، ويضيف ” اكثر من يميز السلات انها لحمة خالصة لا يضاف اليها اى شئ سواء كان بهارات او توابل او زيوت، ولذلك فهى صحية ولا تسبب اى امراض “.
ولا يعرف أعيان المجموعات السكانية بشرق السودان، وخاصة قبائل البجا تاريخ السلات لعدم ممارسة تلك القبائل للتدوين والتوثيق، ولكن الثابت عندهم انها وجبتهم المفضلة وجزء من تاريخهم الممتد لالاف السنين.
ويقول محمد اسود، وهو أحد أعيان البجا بمدينة بورتسودان لوكالة (شينخوا) ” توارثنا السلات كوجبة وكثقافة خاصة بنا من اجداد اجدادنا، لا نعرف تاريخا لهذه الوجبة، ولكننا نعرف انها جزء من ثقافتنا “.
وأضاف ” لا يمكن لاى بجاوى التخلى عن السلات، وفى الغالب يتم تناوله بشكل يومى، وفى المناسبات الخاصة كالاعراس وفى الاعياد تكون السلات الوجبة الرئيسة، هى وجبة محببة وشهية وصحية”.