الاثار العالمية الاثار العربية

مقتل 32 شخصا في ثاني انفجار بالعاصمة التركية خلال شهر

جندي تركي وعربات إسعاف قرب موقع تفجير في أنقرة يوم 17 فبراير شباط 2016. تصوير: أوميت بكطاش - رويترز
جندي تركي وعربات إسعاف قرب موقع تفجير في أنقرة يوم 17 فبراير شباط 2016. تصوير: أوميت بكطاش - رويترز
جندي تركي وعربات إسعاف قرب موقع تفجير في أنقرة يوم 17 فبراير شباط 2016. تصوير: أوميت بكطاش – رويترز

 
أنقرة (رويترز) – انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من محطة مزدحمة للحافلات بالعاصمة التركية أنقرة يوم الأحد مما أدى إلى مقتل 32 شخصا على الأقل وإصابة 75 آخرين في ثاني هجوم من نوعه يستهدف المركز الإداري للمدينة خلال أقل من شهر.

وأدى الانفجار الذي أمكن سماعه على بعد عدة كيلومترات إلى تناثر الحطام المحترق في منطقة تبعد مئات الأمتار عن وزارتي العدل والداخلية ودار للقضاء والمقر السابق لرئيس الوزراء.

وحلقت طائرات هليكوبتر تابعة للشرطة على ارتفاع منخفض فيما ارتفعت سحابة كبيرة من الدخان الأسود فوق وسط المدينة.

وقال مكتب حاكم أنقرة في بيان “قتل 27 من مواطنينا عندما انفجرت سيارة عند متنزه جوفين (بميدان) كيزيلاي ونقل ما يربو على 75 من مواطنينا الجرحى إلى عدد من المستشفيات للعلاج.”

وقال مسؤولان أمنيان في وقت لاحق إن عدد القتلى إرتفع إلى 32.

وقال مسؤول أمني كبير لرويترز إن الدلائل الأولية تشير إلى ضلوع حزب العمال الكردستاني أو جماعة تابعة له في الانفجار لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن.

وقال مسؤول آخر إن السيارة التي استخدمت في الهجوم كانت من طراز بي.إم.دبليو وجاءت من بلدة فيرانشهر في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية. وقال إنه يبدو أن حزب العمال الكردستاني وتنظيم صقور حرية كردستان مسؤولين عن الهجوم.

كان تنظيم صقور حرية كردستان أعلن مسؤوليته عن انفجار سابق بسيارة ملغومة يوم 17 فبراير شباط وقع على بعد عدة بنايات فقط من انفجار يوم الاحد وقتل فيه 29 معظمهم جنود قرب مقر الجيش التركي والبرلمان ومؤسسات حكومية رئيسية أخرى.

وقال مسؤولون إن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عقد اجتماعا طارئا مع وزير الداخلية ورئيس المخابرات وقادة الشرطة.

وقالت مصادر رئاسية إن الرئيس رجب طيب إردوغان اتصل بوزير الداخلية عقب الانفجار.

وأدان حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد وهو ثالث أكبر أحزاب البرلمان الهجوم ووصفه بأنه “هجوم وحشي.” ويتهم إردوغان الحزب بأنه امتداد لحزب العمال الكردستاني.

وذكرت محطتا “سي.إن.إن ترك” و”إن.تي.في” التركيتين أن محكمة أمرت بحجب موقعي فيسبوك وتويتر ومواقع أخرى في تركيا يوم الأحد بعد انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لانفجار السيارة الملغومة بالعاصمة أنقرة.

وذكرت محطة تلفزيون تي.آر.تي إن السيارة انفجرت عند محور رئيسي للنقل في حافلة تقل نحو 20 شخصا قرب متنزه جوفين في ميدان كيزيلاي. وأوضحت المحطة أن المنطقة كانت مزدحمة عندما وقع الانفجار الساعة 6:43 مساء (1643 بتوقيت جرينتش).

وأدان زعماء أوروبيون الهجوم وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه يشعر بالفزع بشأن الهجوم. ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرو الحادث بأنه “هجوم جبان.”

*تهديدات أمنية

وتواجه تركيا عضو حلف شمال الأطلسي تهديدات أمنية مختلفة. وفي إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تحارب أنقرة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتحارب الحكومة التركية أيضا مسلحي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد منذ انهيار وقف لإطلاق النار في يوليو تموز بعد استمراره لنحو عامين ونصف العام ليفجر أسوأ موجة عنف منذ التسعينيات.

وترى تركيا أن الاضطرابات في جنوب شرق البلاد مرتبطة بقوة بالأحداث في شمال سوريا حيث تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية على أراض في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

وتخشى أنقرة أن تغذي هذه المكاسب المطامح الانفصالية بين الأكراد الأتراك.

وفي حملته العسكرية في تركيا يستهدف حزب العمال الكردستاني قوات الأمن مباشرة ويقول إنه لا يستهدف المدنيين. وفي حال أعلن الحزب مسؤوليته عن هجوم الأحد فإن ذلك سيمثل تحولا كبيرا في خططه.

وكان تنظيم صقور حرية كردستان مرتبطا في السابق بحزب العمال الكردستاني لكنه يقول إنه انشق عنه.

وأصدرت السفارة الأمريكية تحذيرا في 11 مارس آذار أفاد بوجود معلومات عن احتمال وقوع هجوم على مبان للحكومة في منطقة باتشليفلر في أنقرة على بعد عدة كيلومترات من موقع هجوم اليوم.

ونفذ تنظيم الدولة الإسلامية أربع تفجيرات على الأقل في تركيا منذ يونيو حزيران 2015 منها هجوم انتحاري قتل فيه 10 سائحين ألمان في اسطنبول في يناير كانون الثاني الماضي.

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية-تحرير حسن عمار)

الاقسام

اعلانات