الاثار العربية

تحقيق-مصبغة يدوية في مصر تكافح للبقاء في ظل منافسة المصانع الحديثة

جانب من العمل في المصبغة اليدوية في القاهرة في صورة بتاريخ 17 مارس اذار 2016. تصوير: عمرو عبد الله دلش - رويترز.
جانب من العمل في المصبغة اليدوية في القاهرة في صورة بتاريخ 17 مارس اذار 2016. تصوير: عمرو عبد الله دلش - رويترز.
جانب من العمل في المصبغة اليدوية في القاهرة في صورة بتاريخ 17 مارس اذار 2016. تصوير: عمرو عبد الله دلش – رويترز.

 

من عمرو عبد الله دلش

القاهرة (رويترز) – تهدد أزمة العملة الصعبة في مصر والمنافسة من المصانع الحديثة في آسيا واحدة من آخر المصابغ اليدوية في مصر لكن عزاء أحد مالكيها هو أن الصناعة القديمة تتسم بالمرونة.

ويتفاخر محمد مصطفى بأن مهنته تعود إلى آلاف السنين لذا فإنها تستطيع أن تصمد في وجه أي شيء.

ويقول مصطفى الذي يدير الورشة التي بنيت عام 1901 مع والده وأخوته “إنها صناعة مريضة لكنها لن تموت. إن شاء الله ستعيش لمئة عام أخرى.”

لكن الأوقات صعبة.

ويقول مصطفى إن أسعار المواد الخام ارتفعت بشكل جنوني منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك في 2011 الأمر الذي فجر اضطرابات سياسية وأدى لتعثر الاقتصاد.

وقبل هذه الأيام عندما أججت الاحتجاجات في ميدان التحرير الآمال في مستقبل مشرق لملايين المصريين كانت الورشة الصغيرة تحقق دخلا يبلغ نحو 700 جنيه مصري أسبوعيا. وتراجع هذا الرقم الآن إلى 400 جنيه.

وأثر نقص الدولار اللازم لشراء البضائع على أصحاب الأعمال الصغيرة التي كانت توظف عددا كبيرا من العمال.

وتواجه الورشة القديمة منافسة شرسة من مصانع في دول مثل الصين والهند.

وتقوم الورشة بصبغ الأقمشة المستخدمة في صنع القمصان والمفروشات وغيرها وتقوم على أكتاف أب وابنيه بعد أن كانت توظف 15 شخصا قبل سقوط مبارك.

لكن التاريخ يشير إلى إمكانية التغلب على العقبات. وتعود الصناعة إلى الأسرة الأولى قبل 3100 عام من ميلاد المسيح.

ولا يزال سلامة محمود سلامة المولود في عام 1937 يفخر بمصبغته رغم التحديات وبعد العمل فيها لمدة 42 عاما. ويتحدث عن زبائنه من القاهرة والإسكندرية وأسوان بينما يجلس إلى جانب أجولة قرب ملصق لأحد الساسة.

وقال سلامة “في البداية كانت مصر تتاجر في القطن والحرير والآن تستوردهما لذا فإن الصناعة تعاني من ضعف… قبل ذلك كان هناك تمويل من الحكومة.”

لا يزال مصطفى أيضا يفخر بشدة بعمله.

ويشي قميصه الذي تناثرت عليه بقع الصبغة المختلفة بكم العمل الذي يقوم به على أمل التغلب على الصعوبات في الورشة التي تقع في إحدى الأزقة بمنطقة الدرب الأحمر في مصر (القاهرة) القديمة.

وأضاف أنه لا توجد سوى أربع ورش من هذا النوع في جميع أنحاء مصر.

ويقول وهو يتذكر كيف كان الإقبال عاليا على المنتجات المصبوغة يدويا مثل الإقبال على الشاي والسكر “العمل اليدوي أفضل. لديك سيطرة أكبر على الألوان في كل المراحل.”

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني)

الاقسام

اعلانات