المتاحف والمعارض

متحف لتاريخ الثقافة العربية في بروكسل

image imageimage

 

أطلق المركز الثقافي العربي في بلجيكا متحفا لتاريخ الثقافة العربية في بروكسل، ليكون فضاء مفتوحا أمام الزوار وطلاب المدارس للتعرف على جانب من الثقافة العربية كخطوة أولى نحو محاربة الأفكار النمطية السائدة في الغرب.
وفي أروقة المتحف انتشرت مجسمات صغيرة تمثل مختلف عصور الثقافة العربية حتى العصر الأندلسي، حيث تعايشت مختلف الأديان تحت مسمى الحضارة العربية الإسلامية.
كما يضم المتحف مجموعة من اللوحات عن مختلف مراحل الثقافة العربية، حيث يسعى الساهرون على المركز الثقافي العربي إلى تعريف البلجيكيين بثقافة جيرانهم، وتذكير جزء هام من المواطنين من أصول عربية ومسلمة بتاريخهم.
ويقول مدير المركز علي خضر للجزيرة نت إن فكرة المتحف ليست فقط ردا على الغرب الذي “يتجاهل الثقافة العربية والمثقفين العرب”، ولكنها أيضا رد على الدول والحكومات العربية التي تتجاهل الثقافة بشكل عام والمثقفين والفنانين العرب.

جانب من الحضور أثناء افتتاح متحف تاريخ الثقافة العربية في بروكسل (الجزيرة)
فكرة قديمة
وإذا كانت فكرة إنشاء متحف تاريخ الثقافة العربية تعود إلى عشر سنوات خلت كما يقول المسؤولون عن المركز، فإن بداية العمل على إنشائه لم تنطلق إلا قبل ثلاث سنوات.
وجاء الافتتاح في وقت يحتاج فيه المواطنون من مختلف الأصول في بلجيكا إلى وسيلة للتعرف على الثقافة العربية، بعيدا عن الأفكار النمطية التي تنتشر في الآونة الأخيرة بعد الهجمات التي عرفتها كل من بروكسل وباريس.
ويقول الوزير في حكومة مقاطعة بروكسل ديدييه غوزوان للجزيرة نت إن المتحف سيساهم دون شك في دحض الأفكار النمطية حول الإسلام والمسلمين والعرب، لأن مصدر هذه الأفكار هو عدم معرفة الآخر، والذي يتحول إلى خوف منه وبالتالي إلى انتشار مختلف الأفكار النمطية حوله.
وأضاف أنه يجب البحث “عما يقربنا من الآخر، خاصة أن تاريخنا متداخل، والمتحف يمكن أن يلعب دور التقريب بين الثقافات”.
وشاطر العديد ممن شاركوا في حفل افتتاح المتحف الوزير هذا الرأي، باعتبار أن الثقافة وحدها يمكن أن تكون صلة وصل بين الشعوب، وترى الناشطة في مجال دعم المهاجرين “آن ماري” في حديث للجزيرة نت أن المتحف يجب أن يشكل جزءا من تراث هذه المدينة، لأنه أول مكان يعرّف المواطنين عمليًّا على الثقافة العربية وبشكل مستمر، على حد قولها.

جانب من المعرض يظهر التنوع الثقافي للحضارة العربية الإسلامية (الجزيرة)
التنوع الثقافي
ويتميز المتحف بكونه يرى أن الثقافة العربية هي تلك التي شاركت فيها كافة الشعوب والجماعات العرقية التي تشكل ما يسمى العالم العربي، وهي عبارة عن فسيفساء من الشعوب وتقاليدها.
ويقول علي خضر إن مكونات المتحف تلقي الضوء على المشاركة الفعالة من قبل جميع الثقافات المرتبطة بالحضارة العربية، سواء كانت سريانية أم أمازيغية أو كردية أو قبطية أو فارسية أو عثمانية أو أفريقية أو أندلسية وغيرها.
ويضيف خضر أن أي مواطن من دولة عربية أو مسلمة يدخل المتحف سيشعر بوجود جزء من تاريخه فيه، وهذا المبدأ جعل المتحف يرفض الانعزالية والقومية المتطرفة ليكون فضاء تربويا بالدرجة الأولى، يسلط الضوء على التجربة التاريخية للثقافة العربية كما يقول الساهرون عليه.

وقد لاقى المتحف -الذي أنشئ بتمويل خاص وسط تجاهل عدد كبير من ممثلي الدول العربية في العاصمة الأوروبية- إقبالا كبيرا لدى افتتاحه، ويتمنى المسؤولون عنه أن يتواصل الإقبال عليه بشكل دائم.

الاقسام

اعلانات