القاهرة 16 أغسطس 2016 (شينخوا) شدد خبراء صينيون ومصريون على ضرورة التعاون بين البلدين في مجال الآثار من أجل اكتشاف “الكنوز المدفونة” تحت ثرى أقدم حضارتين في التاريخ.
وقال وانغ وي مدير معهد الآثار التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، المتواجد حاليا في القاهرة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن علماء الآثار الصينيين ركزوا عملهم خلال العقود الثلاثة الأخيرة داخل الصين، لكنهم أصبحوا الآن على استعداد للعمل مع شركاء في دول أخرى، من بينها مصر.
وأضاف أن الصين لديها الآن موارد مالية كافية، ما يتيح لها الفرصة للعمل خارج حدودها في مجال الآثار، مؤكدا أن مثل هذه التجارب ستمنح علماء الآثار الصينيين مزيدا من الخبرة والمعرفة.
وحسب وانغ، فإن الصين تمتلك أحدث أجهزة الاستشعار عن بعد ثلاثية الأبعاد في العالم، بالإضافة إلى تكنولوجيا المسح والتصوير، ما سيسهم بشكل ملحوظ في اكتشاف مزيد من الآثار في مصر ودول أخرى.
وأوضح أن خبراء الآثار الصينيين على أتم استعداد للعمل مع زملائهم في مصر في أسرع فرصة ممكنة، مؤكدا أن المناخ في مصر يشبه مناخ مناطق جنوب غرب الصين، وأن الخبراء الصينيين سيحققون نجاحات كبيرة في مجال الاكتشافات بمصر.
وأشار إلى أن الأجهزة التقنية الصينية الحديثة ستؤتي نتائج في مصر أفضل من تلك التي حققتها في الصين، لأن أجهزة الاستشعار عن بعد لا تعمل بشكل جيد في العديد من المواقع الأثرية الصينية لقربها من خطوط الضغط العالي الكهربائية، بينما معظم المواقع الأثرية المصرية توجد في مناطق منعزلة في الصحراء ما يساهم في عمل تلك الأجهزة بدقة كبيرة.
وأوضح وانغ أن الخبراء الصينيين بإمكانهم تصوير ومسح مقبرة أو كهف خلال يومين فقط، في حين أن هذا العمل قد يستمر لشهرين إذا نفذه خبراء أمريكيون أو أوروبيون أو يابانيون.
وكان وانغ صرح في يناير الماضي أثناء زيارته لمصر أنه من المتوقع أن يقوم علماء الآثار الصينيون باستكشافات أثرية في مصر لأول مرة، مؤكدا أن المعهد سيتعاون مع خبراء مصريين للقيام بحفريات أثرية وحماية المواقع الأثرية الرئيسية في مصر، كما سيقوم بتدريب خبراء مصريين في مجال حماية الاكتشافات الأثرية.
وأكد وانغ أنه بعد سبع شهور من زيارته تمكن من الحصول على نحو 10 ملايين يوان صيني، لدعم التعاون بين البلدين في مجال الآثار خلال الأعوام الخمسة القادمة.
وقال إن المعهد سيدعو عددا من خبراء الآثار من مصر وعدة دول أخرى لزيارة بكين في سبتمبر المقبل، آملا في أن يتم التوصل لخطة عمل في مصر في القريب العاجل.
على الجانب الآخر، قال عالم الآثار المصري زاهي حواس إن التعاون في مجال الآثار بين بلدين من ضمن أقدم أربع حضارات بالعالم يعتبر حجر أساس في تاريخ التعاون الحضاري والتبادل الثقافي بين مصر والصين.
واعتبر حواس، وهو وزير آثار أسبق لـ(شينخوا) المناخ الحالي والعلاقات الثنائية بين مصر والصين مواتية لبناء قاعدة متينة للتعاون في مجال الآثار.
وكانت مصر والصين دشنتا في يناير الماضي “عام الثقافة الصينية” في مصر و”عام الثقافة المصرية” في الصين، بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وشدد حواس على ضرورة استغلال هذا العام ليكون له انعكاسات إيجابية على التعاون المشترك في الآثار، مؤكدا استعداده للذهاب للصين ليقوم بأبحاث واكتشافات أثرية هناك.
وأشار إلى أن مصر بحاجة للتكنولوجيا الصينية لاكتشاف مزيد من أسرار الآثار الفرعونية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد، لاسيما أن الصين تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة في مجال التنقيب عن الآثار.
في المقابل، أوضح حواس أنه بإمكان الصين الاستفادة من خبرة علماء الآثار المصريين الذين بمقدورهم مساعدة زملائهم الصينيين في اكتشاف الآثار وحمايتها وصيانتها.
وتزداد العلاقات المصرية – الصينية قوة في ظل جهود مكثفة من الجانبين لتعميق تلك العلاقات المتأصلة عبر التاريخ.
وأعلن قادة البلدين في ديسمبر 2014 عن رفع العلاقات المشتركة بين مصر والصين إلى مستوى شراكة إستراتيجية كاملة، في الوقت الذي أصبحت فيه الصين شريك مصر التجاري الأول، حيث بلغ التبادل التجاري بين البلدين 12.9 مليار دولار في عام 2015.
كما تخطت الاستثمارات الصينية في مصر حتى عام 2015 حاجز ستة مليارات دولار، فيما تجاوز عدد الشركات الصينية العاملة في مصر 80 شركة.