المتاحف والمعارض

المتروبوليتان” متحف العالم للفنون

cd5d899a-92de-4ae3-965b-879fc3e84cb8-2298-0000022f2c5b4919_tmp 7fc8469b-a5f2-49bd-916d-6480287cd1aa-2298-0000022f328f03a7_tmp

 

متحف المتروبوليتان للفنون هو واحد من أشهر المتاحف الموجودة في العالم، وأكبر متحف للفن في الولايات المتحدة افتتح عام 1870، يضم المتحف مجموعة من أفخم وأروع المجموعات الفنية الموجودة على مستوى العالم، حيث يصل عددها إلى أكثر من 2 مليون قطعة أثرية، كما يضم 17 قسما، يحكي كل قسم لزواره التاريخ القديم الذي يصل إلى أكثر من 100 ألف سنة من عمر الإنسان، كما يحتوي على لوحات أوروبية شهيرة ولوحات لرسامين عالميين.

يشتهر المتحف بالجانب الفني على وجه الخصوص، حيث نجد أن المجموعات الفنية والأثرية الإسلامية من أكبر الأجنحة الموجودة به، ويحتوي هذا الجناح على قاعة دمشقية تعود إلى القرن الثامن عشر، كما يحتوي على مجموعة نادرة من قناديل المسجد التي تعود إلى العصر المملوكي في مصر، بالإضافة إلى مجموعة نادرة من السجاد الدمشقي التي ترجع إلى القرن الخامس عشر، كما يضم مجموعات مهمة من الفن الصيني وفنون الشرق الأقصى، ليجمع بذلك منحوتات ولوحات فنية تعود إلى عصور وأزمنة وبلدان مختلفة.

متحف للفن

يرجع تأسيس المتحف إلى عام 1866، حينما التقت مجموعة من الأمريكيين للاحتفال في العيد الوطني الأمريكي الرابع من يوليو في مطعم “بوا دي بولون” بباريس، وكان من ضمنهم “جان جي” حفيد أحد القانونيين المعروفين في أمريكا الفتية وقتها، واقترح عليهم إنشاء متحف للفن في نيويورك، وقد قابل الحضور اقتراحه بحماس شديد، وبعد مرور عام على اللقاء “قاد جان جي” حملة بين قادة المجتمع وتجار الفن وأصحاب الجمعيات الخيرية لإنشاء المتحف الذي كان يحلم به لكي ينافس متاحف أوروبا. وفي نهاية سبعينات القرن التاسع عشر أنشئ المتحف الذي انتقل بين عدة مواقع ليستقل في نهاية المطاف في موقعه الحالي بنيويورك.

يتميز المتحف عن غيره في الولايات المتحدة لاحتوائه على أكبر مجموعة من روائع الفن الأمريكي الحديث، وهي عبارة عن لوحات فنية ولوحات حفر ورسم وفنون زخرفية وعمارة، تعود إلى العصر الاستعماري وتمتد حتى العصر الحديث، أما تحف الفنون البدائية فقد وضعت في بناء مستقل كان قد أوصى به نلسون روكفلر، ويشتهر المتحف بمقتنياته الواسعة عن الفن الأوروبي في فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا في جميع مراحله منذ عصر النهضة حتى الفن الحديث.

تعرض المتحف عام 1960 لتجديدات واسعة في عمارته وإنشائه، كما أضيف إليه جناح آخر، ثم جناح ساكلر Sakler الذي استوعب معبد “دندرة” الذي نُقل من مصر عام 1978 بعد حملة إنقاذ الآثار من غمر سد بحيرة عبدالناصر، أما الجناح الأمريكي الذي أنشئ في عام 1980 فقد استوعب فن النحت والتصوير في أوروبا، وإلى جانب هذه الإنشاءات الجديدة بنيت مكتبة ضخمة في عام 1980، وبناء آخر يسع الكتب والنسخ الفنية (1979)، إضافة إلى جناح روكفلر الذي استوعب الفنون البدائية، وهذه المكتبة هي الأكثر غنى بالمؤلفات والأفلام والشرائح والأقراص لتزويد الباحثين في نطاق الآثار والفنون والتاريخ والحضارة.

الفنون الإسلامية

تقول لورن مونسن، المحررة في موقع آي آي بي ديجيتال، على مدى عشر سنوات: “يخطط متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك لافتتاح قاعات عرض الفنون الإسلامية التي تم ترميمها وتجديدها وتوسيعها، حيث تم تسخير مواهب أمناء المتحف والقائمين بأعمال الصيانة والعلماء لعرض التحف والأعمال الفنية التي تمثل موضوعات وأساليب تربط بين التقاليد الفنية للثقافات الإسلامية المتميزة”.

وتضيف لورن: ومن بين أبرز المعروضات التي يضمها المتحف قطع السجاد العتيق، بما في ذلك سجادة الإمبراطور الشهيرة، وهي تحفة فارسية من القرن السادس عشر، أهداها بطرس القيصر الروسي إلى ليوبولد الأول إمبراطور هابسبورغ، وكانت سجادة الإمبراطور هي واحدة من سجادتين متماثلتين تقريبا، وتوجد الأخرى في فيينا.

ويؤكد الخبير الأثري عبد العزيز أنور، أن المتحف يحتوي على العديد من المجموعات الفنية والتاريخية الهامة والرائعة، حتى أن من السهل أن تتيه فيه أثناء التجول بين قاعاته المختلفة، وبالإضافة إلى المعروضات الدائمة به، فالمتحف يستضيف في كثير من الأوقات معارض وأحداثا خاصة يمكنها وحدها أن تجذب آلاف الزوار وأي شخص يزور نيويورك، فالمتحف يعد مزارا ضخما للفنون من عصور مختلفة، وحتى الزوار الذين يجهلون التاريخ الإسلامي سوف يقدّرون الجمال والرقي في الأعمال المعروضة.

وتقول مريم افتخار، أمينة المتحف: إن ترتيب قاعات العرض ترتيب جغرافي قد تم من أجل تنظيم الزيارات على أساس إقليمي، ولكن الفكرة هي إعطاء الزوار عدة خيارات، فيمكنك أيضا أن تشاهد الأعمال الفنية على حسب تسلسلها الزمني، مؤكدة أن الفنون الإسلامية تشكلت من القرن السابع وحتى القرن التاسع عشر من خلال تلاقح الأفكار الفنية، بدءا من تقاليد حقبة ما قبل الإسلام المأخوذة من روما القديمة وبيزنطة وفارس، والتي تم تكييفها من قبل المهندسين المعماريين وتطبيقها على المباني، مثل الجامع الكبير في دمشق، وقد تم استقدام ذلك المسجد ضمن معروضات المتحف من خلال المدخل ذي الأعمدة المقوسة الذي يؤدي إلى قاعة عرض مخصصة للفنون المختلفة من سوريا واليمن ومصر والعراق.

وأضافت: كثيرا ما استمد الفنانون الإلهام من ثقافات أخرى، فالخزافون السوريون في القرون الوسطى استوحوا أعمالهم من تصاميم الخزف الصيني بلونيها الأزرق والأبيض من خلال استخدام مجموعة ألوان مماثلة لقطع الخزف الخاصة بهم، كما ظهر نظام اللونين الأزرق والأبيض في فن الفخار الإيراني في الفترة نفسها أيضا، والشيء نفسه في فن الفخار في منطقة إزنيق بتركيا، التي كانت تعد مركزا لإنتاج الخزف في القرن الرابع عشر.

اقرأ/ي أيضًا| مسرح باتاكلان يفتتح أبوابه بعد عام على هجمات باريس

وتؤكد افتخار أن الأواني الزجاجية من مصر وسوريا تدل على بدء ظهور الأنماط المميزة، فهناك قنينة مصرية من أواخر القرن الثالث عشر تتميز بتصميم مأخوذ من الثقافة الصينية لطائر العنقاء الخرافي حيث يظهر مرسوما على عنق القنينة، وهو مثال على أساليب الصقل والتذهيب التي ابتكرت لأجل أرباب العمل من العائلة المالكة، وفي العراق في العصور الوسطى، طور الخزافون نوعا من الخزف يعرف باسم الآنية المزجّجة (المطلية بطلاء لماع) وتتميز بلمسة أخيرة براقة.

الاقسام

اعلانات