القاهرة – أُعيد افتتاح متحف الفن الإسلامي بالقاهرة للجمهور بعد نحو ثلاثة أعوام من تعرضه لتفجير ألحق به أضرارا جسيمة تسبب في إغلاقه لتنفيذ أعمال ترميم للمبنى ومحتوياته من الآثار.
وجاء التفجير الذي كان يستهدف أساسا مديرية أمن القاهرة التي تقع قبالة المتحف من بين سلسلة هجمات وقعت بمناسبة الذكرى الثالثة لانتفاضة 2011 التي أطيح فيها بالرئيس حسني مبارك.
وافتتح المتحف مجددا للجمهور يوم الجمعة (20 يناير/ كانون الثاني) بعد عملية ترميم شاملة.
وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري السابق إن إعادة افتتاح المتحف تُظهر أن مصر لن تُهزم في مواجهتها لهجمات الجماعات الإرهابية.
وأضاف الدماطي في احتفال بمناسبة الافتتاح يوم الخميس (19 يناير/ كانون الثاني) “نحمد الله على هذا الافتتاح المُشرف. افتتاح عظيم لأعظم متحف للآثار الإسلامية على مستوى العالم.. متحف الفن الإسلامي من المتاحف المميزة التي تحتوي على 100 ألف قطعة أثرية إسلامية من مختلف العصور الإسلامية وأيضاً من مختلف البقاع الإسلامية.. من إيران إلى الأندلس. مجموعة متميزة جداً. ونقول بهذا الافتتاح إن مصر قادرة ومصر تستطيع على التحدي وعلى تحويل أي حدث أساء إليها إلى انتصار وعمل مُشرف. وإن شاء الله تكون بادرة جيدة لجذب السياحة الداخلية والخارجية.”
وتم إضافة أجنحة خُصصت للأسلحة والعملات المعدنية والطب والفلك والنسيج لتعزيز محتويات المتحف.
وقال حمدي عبدالمنعم مدير عام ترميم متحف الفن الإسلامي “أنقذنا أو أعدنا للحياة فعلاً 95 في المائة من الآثار اللي تضررت وكلها رجعت لحالتها. طبعاً بنتعمد ساعات إن إحنا نظهر الترميم. وده بيضيف للأثر جمال إذا اتعمل (نُفذ الترميم) صح وبالطريقة العلمية وبالطريقة الفنية بيزيد الأثر جمال ولا ياخد من جماله ولا يقلل من قيمته.”
وقال زائر يدعى حسين إسماعيل سبق له أن زار المتحف قبل ترميمه إن المتحف أصبح أكثر إثارة للإعجاب مما كان عليه.
وأضاف إسماعيل “أنا مُنبهر. أنا لم أذهب الى اللوفر لكن أنا اشعر أني في مكان أجمل من اللوفر . أنا شفت المتحف قبل كده في 86 تقريباً. كان شيء آخر ولكن ما راه اليوم حلم مش واقع. أنا كأني عايش في العصور دي كلها. يعني عشت في المماليك.. في الأيوبيين.. في الفاطميين.. عشت كل الدول من خلال المتحف”
وقال وزير الآثار المصري خالد العناني إن خبراء الترميم أنقذوا جميع القطع الأثرية المهشمة وعددها 179 قطعة باستثناء 19 قطعة فقط وأن عدد القطع المعروضة يبلغ 4400 قطعة بينها نحو 400 قطعة تُعرض لأول مرة.
وأضاف أن هذا أكبر متحف للفن الإسلامي بالعالم إذ يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية وهو المرجعية الأساسية للفن الإسلامي بالعالم وتعود فكرته إلى عام 1869.
وكان المتحف افتتح لأول مرة بمكانه الحالي في ديسمبر/ كانون الأول 1903 في عهد الخديوي عباس حلمي وخضع منذ ذلك الحين لعمليات تطوير عديدة كان آخرها عام 2010.
وتبرعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بمبلغ 100 ألف دولار لمشروع ترميم المتحف.-(رويترز)
