المتاحف والمعارض

خبراء يروجون لمواقع أثرية إسلامية في أفريقيا

خبراء يروجون لمواقع أثرية إسلامية في أفريقيا

بينها مدينة تمبكتو الموضوعة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي

أضرحة تمبكتو التاريخيّة
لندن: «الشرق الأوسط»
للمساعدة في الترويج للمواقع الإسلامية في القارة، اجتمعت نخبة من خبراء الآثار في العاصمة البحرينية المنامة لبحث كيفية استخدام دراساتهم للآثار الأفريقية.
وعُقد مؤتمر الآثار الإسلامية من منظور عالمي، في المنامة على أمل إلقاء الضوء على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه الآثار في مناطق شاسعة بأفريقيا. وأحد هذه المواقع هو فولوبيليس في المغرب وهو موقع هام يرجع تاريخه للإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث قبل الميلاد. وورد أن هذا الموقع من أثرى المواقع الأثرية في شمال أفريقيا حالياً، ويؤشر لوجود عدة حضارات من العصر المسيحي وحتى الحقبة الإسلامية.
وقال كورسيان فنويك المحاضر في آثار منطقة البحر المتوسط: «في المغرب على سبيل المثال لدينا في موقع فولوبيليس، وهو موقع شهير مسجل في قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، دليل رائع على التحول في النظام الغذائي والتحول في ممارسات الدفن وفي استخدام أنواع جديدة من الصحون وعادات الطهي التي ترجع كلها للقرن الثامن». وأضاف: «بالتالي فإن هذه الآثار تشير إلى أن الإسلام انتشر في هذه المنطقة، على الأقل، في وقت مبكر. والآن ليس هذا هو الحال في كل مكان بأفريقيا». وبينما تقود مصر طفرة سياحة المواقع الأثرية، فإن الأمل معقود على أن تتمكن مواقع كثيرة بها آثار إسلامية في أفريقيا جنوب الصحراء، من الاستفادة من إمكانياتها السياحية. وفي مالي يعتبر الجامع الكبير في جينيه الذي ضمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) لقائمة مواقع التراث العالمي في 1988 من مواقع الجذب الكبيرة.
ويرى كثير من المهندسين المعماريين هذا الجامع المبني من الطوب اللبن من أعظم الإنجازات في المنطقة. وقد بُني في منطقة الساحل والصحراء إبان التوسع الإسلامي في القرن الرابع عشر.
وتضم بلدة جينيه القديمة أربعة مواقع أثرية وما يقرب من ألفي منزل واجهاتها المزخرفة سليمة منذ القرن الثالث قبل الميلاد. وهذه البنايات من بين أشهر المباني في مالي التي تضم أيضاً مدينة تمبكتو الأثرية. وتمبكتو أيضاً من مواقع التراث العالمي لليونيسكو وهي تشتهر بالمخطوطات التي يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر كما تُعرف أيضاً بهندستها المعمارية القديمة.
وأعرب أثريون عن اعتقادهم أنّه ما لم تُتخذ خطوات معينة للحفاظ على هذه المواقع التراثية فإن أفريقيا قد تفقد أجزاء هامة من تاريخها.
وقال بنيامين كانكبينغ أستاذ الآثار في جامعة غانا، إنّه لا تزال هناك كثير من المواقع المعمارية الأثرية في أفريقيا لم تحظ بعد بالاهتمام الذي تستحقه.
وأضاف: «لدينا أيضاً أسلوب جامع جينيه في ويانجا بمنطقة الشرق الأعلى…». وفي أنحاء القارة وعلى طول ساحل شرق أفريقيا كانت المدينة الحجرية، وهي المنطقة القديمة في مدينة زنجبار الرئيسية مركزاً تجارياً كبيراً بين دول آسيا وأفريقيا.
وتجذب زنجبار المشهورة بمبانيها التاريخية وشواطئها ذات الرمال البيضاء، مئات الآلاف من الزوار سنوياً.
ويجادل بعض الدارسين بأنّ المدن الحجرية أو الصخرية القديمة تستأثر باهتمام السياح من دون غيرها من المناطق الأخرى الكثيرة التي تستحق الاهتمام.
وقال أثري متخصص في منطقة ساحل شرق أفريقيا ويدعى توم فيتون: «تركز معظم السياحة الأثرية هذه الأيام على مدن صخرية معينة. لكن ولأنّها مدن صخرية معينة يعود تاريخها لفترة محددة تُترك المواقع الأخرى بلا اهتمام. تُترك القرى المشابهة الأصغر كمن دون أي اهتمام».
ولا تزال الكثير من الكنوز الأثرية في أفريقيا من دون استفادة من إمكاناتها السياحية حتى الآن. لكن، ومع بدء حملة الترويج هذه للمواقع الأثرة الإسلامية في أفريقيا، يأمل الخبراء في لفت أنظار مزيد من السياح للقارة.

الاقسام

اعلانات