الاثار العربية

أم قرن .. منطقة أثرية تنتظر الحماية

235

دعا عدد من المواطنين إلى وضع خطة لحماية المناطق التراثية بمنطقة أم قرن التي تضم عددًا كبيرًا من المنازل القديمة التي تمثل حقبة من تاريخ قطر.

وأكدوا أن المنازل القديمة المهملة تحولت إلى مأوى للكلاب والقطط الضالة والقوارض والحشرات، ومكب للقمامة، بما يشوه المظهر الحضاري ويهدّد السكان بالأمراض.

وحذروا من استمرار إهمال المنازل التراثية وتحويلها إلى مكبات للقمامة، مشيرين إلى ضرورة قيام الجهة المعنية بإعادة ترميمها والاهتمام بها أسوة ببعض المناطق القديمة التي أعادت إحياءها مثل قرية أم سوية ومدينة الوكرة القديمة ومدينة الكرعانة والعديد من المدن والمناطق التراثية التي تم ترميمها في السنوات الماضية.

وأشاروا إلى ضرورة تأمين المنطقة بعد العمل على إزالة آثار الإهمال منها عن طريق إنشاء أسلاك حول المناطق التراثية لمنع العابثين من الدخول إليها وتركيب لوحات تحذر من التنقيب فيها أو العبث في جدران المنازل القديمة.

وأكد ناصر الحميدي (أحد سكان المنطقة) أن أم قرن تحوي عددًا كبيرًا من المنازل القديمة التي لا يزال البعض منها قائم ولا يحتاج إلا لصيانة بسيطة ومنها ما أصيب بالتصدع وهوت جدرانه بفعل عوامل الزمن بعد أن تركها آباؤنا وأجدادنا وقاموا ببناء منازل حديثة في المنطقة، مشيرًا إلى أن أم قرن تعتبر واحدة من أقدم المناطق الواقعة على طريق الشمال ويسكنها عدد كبير من العائلات.

وتساءل عن السبب وراء تأخر أعمال الصيانة والتجديد في قرية أم قرن التراثية، لافتًا إلى أنه لا يعلم سبب هذا الاغتيال المادي والمعنوي لبعض المناطق التراثية التي تمثل جزءًا من ماضينا، ولماذا لا تقوم الجهات المعنية بوضع المنطقة على قائمة القرى الأثرية والبدء في ترميم منازلها القديمة ومن ثم تحويلها إلى مزار سياحي؟.

وأكد ضرورة وضع أسلاك حول القرية لمنع دخول العابثين إلى المنازل وذلك بعد قيام البلدية بإزالة المخلفات التي تنتشر في المكان ومن ثم العمل على صيانتها وتوثيقها لحماية تراثنا من الاندثار، مشيرًا إلى أن الإهمال الذي يطال المنازل القديمة مرفوض جملة وتفصيلا ولا يُرضي سكان المنطقة الذين يحز في نفوسهم مشاهدة المخلفات المنتشرة داخل المنازل ورؤية الجدران الهاوية للمنازل التي كانت مسكنًا لآبائهم وأجدادهم، فواجب الجهة المعنية العمل على ترميم وإزالة المخلفات، فالأمر أصبح يحتاج إلى وقفة جادة للحفاظ على المعالم التراثية والتاريخية في القرى والمدن القطرية.

وقال: إن وضع سور من الأسلاك حول القرية سيمنع السيارات والمتردّدين من العبث بالمكان والاعتداء عليه والمحافظة على البقية الباقية من ملامح القرية مع وضع خطة لعمل ترميم للمنازل التي تهدّمت والجدران التي هوت حتى لا يؤدي ذلك إلى القضاء على البقية الباقية من جدران البيوت بالقرية، قبل وضع خطة شاملة لاستثمار القرية سياحيًا للحفاظ على جزء مهم من تاريخنا وتراثنا.

ودعا الجهات المعنية للقيام بحملة نظافة للمنطقة وإزالة المخلفات التي شوهت تاريخ هذه القرية القديمة، مشيرًا إلى أن إلقاء القمامة داخل تلك المناطق التراثية أمر يحتاج إلى وقفة جادة من الجهة المعنية حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر من ذلك فمشكلة إلقاء القمامة ومشهدها الحالي التي تتجمّع بين أطلال المنازل لا تقف عند تشويهها للشكل الجمالي فحسب بل إنها تؤدي إلى تشجيع الآخرين على إلقاء المزيد من القمامة داخل المنازل التي تعد ثروة أثرية يمكن استغلالها وترويجها سياحيًا خاصة أنها تعد واحدة من القرى القطرية القديمة النادرة التي ما زالت تحتفظ بكل مقوماتها الأساسية.

الاقسام

اعلانات