الاثار العربية المتاحف والمعارض

مركز معا يوثق تقريرا عن أنفاق وادي حلوة بالقدس

logonew

 

وصل لموقع بانيت وصحيفة بانوراما تقرير عن أنفاق وادي حلوة من مركز معا، جاء فيه فيما جاء : “تسليطاً للضوء على عمليات نهب وتزوير التاريخ،

الذي ينتهجه الاحتلال بطريقة ممنهجة في القدس، تابع تقرير أخير لمركز العمل التنموي – معا، ومن خلال جولة ميدانية حرب الأنفاق بدءاً من نفق وادي حلوة ولغاية السور الجنوب الغربي للمسجد الأقصى حيث القصور الأموية ومتحف دافيدسون، وقد تمت الجولة بمشاركة مدير المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات.
يقول د.بكيرات في حديثه مع الصحافية ربى عنبتاوي: ربط الاحتلال هذا النفق مع أحد أنفاق سلوان، وهو النفق الذي يصل طوله نحو 500 متر ويمتد غربي مسجد عين سلوان ويمر أسفل الطريق الرئيسي لبلدة سلوان وبيوتها باتجاه المسجد الأقصى ويرتبط مع النفق الجديد الآخر عند مدخل حي وادي حلوة، ليصل الطول الإجمالي لنفق سلوان/ المسجد الأقصى بجزأيه نحو 700 متر” قال د. بكيرات مشيراً إلى أن تلك الحفريات تنفذ بواسطة ما يسمى بـ “سلطة الآثار الإسرائيلية” وبتمويل من “جمعية إلعاد الاستيطانية”.
واثناء سير معا في النفق، أشار د. بكيرات بيده إلى نوعية الارضية والتي كانت عبارة عن درجات صخرية مستطيلة، والتي تدلل على قدمها وتاريخها اليبوسي، الذي كان اساساً قناة عين سلوان التي حفرها اليبوسيون لمرور مياه الامطار الفائضة من مدينة القدس والحرم الشريف داخل الأسوار، ما يعني ان من حولها كانت حياة من بيوت ودكاكين ومنازل، منوهاً إلى أن الاحتلال اليوم يحاول تلفيق وتزوير حقيقة القناة اليبوسية ونسبها بالغش والخداع إلى التاريخ اليهودي”.

“الرواية التوراتية …تحايل وتثبيت امر واقع”
واضاف التقرير: “وفي طريقنا من الجنوب متجهين الى الشمال عبر النفق، تمت مشاهدة لوحة طويلة وضخمة لبركة سلوان في الموقع على الجدار الملاصق للقناة، ومن على بعد امتار لوحة اخرى توضح أصل الانفاق وفق الرؤية التوراتية والتي كانت عبارة عن طرق ومن حولها بيوت ومنازل تصل شمالاً الى جبل الهيكل. واثناء مرورنا، تم ملاحظة عاملين اثنين من وزارة الاثار الاسرائيلية يقومان بأعمال صيانة للنفق.
وحيث المسير، فيلاحظ أن حفريات النفق مدعمة بالحديد الغليظ والخشب والمراوح الهوائية والإنارة، وعند اجتياز ما يقارب الـ200 متر من النفق، يجد العابر نفسه أمام مفترقٍ لطريقين: طريق يوصل الى موقف جفعاتي الملاصق لمدينة داوود عند مدخل مدينة سلوان، وطريق آخر يوصل للحائط االجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، أختار مركز معا الطريق الآخر، سرنا في طريقنا لعبور الشارع الفاصل بين سور القدس من جهة باب المغاربة وسلوان باتجاه الحديقة الخاتانية او التوراتية”.

“غياب أي نقش يهودي يدلل على توراتية الحجارة”
وتابع التقرير: “خلال النفق، تمت ملاحظة فتحات دائرية في الانفاق هي عبارة عن ابار قديمة وكبيرة ترتبط بالقناة، حيث تم تفريغها من قبل الاحتلال وإيصال بعضها ببعض. (الحجر موحد، جيري ضخم وصلب لذلك نحن امام عناصر يبوسية واضحة جدا)، قال د. بكيرات، مؤكداً عدم وجود أية نقوش تدلل على ان هذه الحجارة هي حجارة يهودية، وكل الابحاث الاثرية تؤكد أن منطقة الانفاق تعود لمدينة يبوس الكنعانية.

واخيراً، اقتربت الجولة من النهاية مع الوصول لجدران المسجد الأقصى السفلية، والتي يستغلها اليهود للتضرع الى الله بجز رسائل دينية عبر الثقوب، لاعتقادهم بأنها جدران الهيكل، ومع انبثاق النور من نهاية النفق المظلم انتهت الجولة على بعد امتار عن سور المسجد الاقصى الجنوبي الغربي في القصور الأموية ودار الإمارة المكتشفة في السبعينيات بالقرب من ساحة البراق، أو ما يتم تحويله اليوم اسرائيلياً الى الحدائق التوراتية.
(افلام توراتية عن الهيكل تعرض باستمرار على جدار المسجد الاقصى)، لفت د. بكيرات وهو ينظر لسور الاقصى الجنوبي ومن خلفه الحدائق الاموية.
(الاحتلال يريد تكريس الصورة الأخطر بأن القدس هي ارض توراتية)، ختم د. بكيرات محذراً من وصول حرب الانفاق إلى المصلى المرواني أسفل المسجد الأقصى المبارك، تماماً كما حاول الاحتلال الصهيوني الوصول الى المرواني في السبعينيات، لكنه فشل، بعد تصدي الأوقاف الاسلامية للنفق وردمه”.

“متحف دافيدسون…اثارة العواطف بدمج التقنيات الحديثة بالتاريخ التوراتي”
وفي نهاية الجولة، زار معا متحف دافيدسون، الذي افتتح عام 2001، والمجاور للسور الجنوبي على بعد بضعة امتار فقط الى الشرق من باب المغاربة، وهو بهذا الموقع يكون داخل الارض الوقفية التي وضعت السلطات الاسرائيلية يدها عليها بالقوة. وكما جاء في مقال نُشر في مجلة الدراسات الفلسطينية صيف 2004 لـ أ. يوسف النتشة الباحث في العمارة الإسلامية، فهدف المتحف هو توصيل التخيل الذي يصعب تخيله في اذهان الزائرين الى ما يدعى الهيكل الثاني، وخصوصا بعد زيارة المسجد الأقصى، لذا فقد جاء المتحف ليساعد ويسهل تخيل الهيكل بعد او قبل زيارة ما يعرف بالحديقة الأموية وحيث ان الموقع اثري وداخل حديقة أثرية فأغلب أجزائه تقع تحت مستوى سطح الارض الحالي، حيث الحفر وصل الى 13 متراً وهو مكون من ثلاثة مستويات تمزج بين الحديث والقديم بأسلوب ناجح يعتمد الاضاءة العصرية واللوحات الزجاجية للافتات الإرشادية التي تركز على تاريخ المنطقة في العصرين الروماني والأموي.
ويعرض هذا المتحف احدث ما يمكن اعتماده من وسائل سمعية وبصرية وتكنولوجيا سخرت لخدمة اهداف هذا المركز، ومن ضمن ذلك فيلم قصير يعرض زيارة متخيلة للهيكل في الفترة الرومانية منذ يوم كان فكرة الى ان اصبح واقعاً، ويمزج الفيلم بين المتخيل “اعادة البناء” والمكتشف الباقي من الآثار، والفيلم يتبع اسلوب هوليود حيث صيغ بتصرف كبير وعاطفة جياشة، وكأن سكان فلسطين والقدس في العصر الروماني، كانوا كلهم يهودا يقدسون الهيكل، ولا مجال لديانة مغايرة او ثقافة مغايرة.
وأضاف النتشة بأن هذا المتحف ما هو إلا وسيلة من وسائل دس السم في العسل، يهدف بالنهاية بعد ان يتسلح بالحفريات والعلم، الى خدمة غرض سياسي يسوغ ويشرع الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس، لتلك المنطقة الدينية المقدسة والحساسة.
ولا شك في ان هذا المتحف، وفق النتشة، ما هو إلا حلقة من الحلقات المحكمة المعدة لغسل العقول بطريقة علمية وعملية بعيدا عن الصراخ ومخاطبة الذات، حيث يمهد لحشد الامكانات والدعم لإعادة بناء الهيكل على حساب ما هو قائم من مبان عربية وإسلامية في منطقة المسجد الأقصى، ومن الواقع فإن من الصعوبة بمكان، ان يزور المتحف عامة الجمهور وخصوصا السياح الغربيين، دون ترك انطباع مقنع بما يشاهدون، يثير لديهم شجن وخاصة لكثير من المرتبطين بالعهد القديم”.

“الخطر في عدم المعرفة الكافية بمخططات الانفاق”
واردف التقرير: “وعودة للحفريات، وبإضاءة سريعة عليها، وكما جاء في مقال لـ د. نظمي الجعبة نشر في مجلة حوليات القدس لعام 2009 الصادرة عن مؤسسة الدراسات المقدسية، فإن ظاهرة الانفاق ليست بجديدة في مدينة مثل القدس حيث تحتوي على الكثير من الطبقات الأثرية ومن المباني المتراكم بعضها فوق بعض، كما ان طبوغرافيا المدينة أدت دورا مهما في تشكيل الأنفاق، وهناك انواع متعددة منها.
– ما جاء نتيجة بناء جسر بين منطقتين مرتفعتين بينهما واد، وقد تراكمت فيه الاتربة على مر العصور، ونسي امره الى ان اكتشف في إحدى الحفريات التي تمت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
– النوع الثاني من الانفاق جاء نتيجة التمديدات الصحية لإزالة مياه الامطار او المياه المبتذلة، او حتى لجر او توزيع المياه العذبة، اذ ربطت المدينة على مر العصور بشبكات من هذه التمديدات التي نسي امرها بعد التمديدات الحديثة، وقد جرى اعادة اكتشافها قديما او حديثاً، وثمة انفاق جاءت نتيجة رفع مستوى المباني، وخصوصا في المنطقة المحيطة بالحرم الشريف ويمكن اعتبار النفق الذي فتح على امتداد الجدار الغربي للحرم الشريف ضمن هذه المجموعة.
-النوع الثالث: الانفاق التي يجري حفرها من جديد ولم يكن لها اصل تاريخي مثل مخطط ربط حارة اليهود بساحة البراق او مخطط ربط مغارة سليمان ببيت شارون.
وذكر د. الجعبة في ذات المصدر، بأن نفق وادي حلوة الواقع على طول طريق تلك المنطقة التي يحمل إسمها يربط بين سلوان والبلدة القديمة ويطلق عليه اسم مطلع داوود، وقد انتشرت المستعمرات على امتداد هذا الطريق وذلك بعد السيطرة على 15 مبنى تقريباً، ويهدف المشروع الاستيطاني الى تفريغ وادي حلوة كله من السكان، والى ربط عين سلوان بطريق تقود من باب المغاربة في سور القدس عند جدار المسجد الاقصى الجنوبي، الى عين سلوان ومنطقة البستان، وهذه الطريق تعتبر مركزاً لحركة المرور المكثفة بالسيارات والمشاة، وقد بدأ الحفر في النفق في سنة 2004، تحت خيمة محروسة بشكل سري، وتم الانتهاء به في اب 2011.
وأضاف د. جعبة في حوليات القدس: اخطر ما في الانفاق هو عدم معرفتنا بالمخططات، لأن العمل فيها يظل قيد الكتمان، مشيراً في ذات المصدر إلى ارتباط الانفاق في البلدة القديمة ومحيطها بالحركات الاستيطانية، وفي محاولة لحسم الوضع على الارض من طرف واحد تأخذ الحملة المظاهر التالية: – استخدام الحفريات الاثرية ذريعة للتدخل والسيطرة فبعد الآثار يأتي الاستيطان وتكثيفه في كل من راس العامود وسلوان ووادي حلوة والشيخ جراح وطبعا البلدة القديمة، وطرد الفلسطينيين من سلوان وحي البستان والشيخ جراح، عبر هدم المنازل في المناطق المستهدفة استيطانياً”.

 

 

 

الاقسام

اعلانات