بقايا أعمدة حجرية وحجرات منحوتة في الصخر وفسيفساء أرضية ونظام مياه معقد يعود تاريخه إلى نحو 1500 عام، تعرف باسم قلعة “دير سمعان” التاريخية، إلى الغرب من مدينة سلفيت، شمال الضفة الغربية المحتلة.
الموقع واحد من بين 22 ألف موقع أثري فلسطيني يتهدده التدمير والضياع لوقوعه في المناطق المصنفة “ج”، بحسب اتفاق أوسلو للحكم الذاتي الفلسطيني، الموقع بين “إسرائيل” ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ويقول جمال الديك، رئيس مجلس بلدية “كفر الديك”، التابع لها الموقع، لوكالة الأناضول إن الدير كان عبارة عن غرفة لبقايا قلعة حتى مطلع التسعينيات من القرن الماضي، حين بدأت سلطات الآثار الإسرائيلية بأعمال تنقيب أدت إلى اكتشافه كاملا تقريبا.
لكن “إسرائيل”، بحسب الديك، لم تعد تبدي اهتماما كبيرا بالموقع إثر كشفها عن كنيسة مسيحية وصلبان، حيث كانوا يأملون بالكشف عن آثار يهودية.
وتبلغ مساحة الموقع الأثري نحو 4 آلاف متر مربع، ويقع على تل مرتفع إلى الغرب من بلدة “كفر الديك”.
وبات الموقع اليوم، بحسب الديك، مهددا بفعل الاستيطان الإسرائيلي؛ حيث يحاط بأربعة مستوطنات إسرائيلية، آخرها مستوطنة “لشيدم”، والتي تجري فيها أعمال بناء وتشييد وحدات استيطانية جديدة على حساب أراضي البلدة.
وعلى مرمى حجر من دير سمعان، يعمل عمال وآليات على تشييد وحدات سكنية، بينما يقابلها بيوت سكنية تم الانتهاء منها وشيدت بأسلاك شائكة.
وفي الأفق البعيد، يطل الموقع على مدن “اللد” و”تل أبيب” والساحل الفلسطيني الغربي، وإلى الشرق من الموقع، مصانع إسرائيلية بدأت تتكاثر لتشكل منطقة صناعية استيطانية في الضفة لم تكن موجودة قبل بضع سنوات.
“هذا هو السلام المنشود”.. يقول عجوز في الثمانين من عمره، معلقا على النشاطات الاستيطانية المحيطة بالدير، قبل أن يضيف: “يسرقون الأرض يوما بعد يوم”.
الناشط بكفر الديك، وسام الديك يبدي من جهته المخاوف من أن “تقوم إسرائيل بضم الموقع الأثري، وأن تنهب هذا التراث الفلسطيني، وتعمل على تزويره”، مشيرا إلى أن “رحلات مدرسية يهودية تنظم بشكل دوري للموقع، بينما لا يزوره من الفلسطينيين سوى أهالي البلدة”.
وطالب الناشط بإدراج الموقع على لائحة التراث المهدد في منظمة اليونسكو لحمايته من الاستيطان.
وسام يشير إلى آثار ساعة شمسية قائلا: “لا يمكن أن يعود الزمان إلى الوراء، لكن يمكننا المحافظة عليها بالإرادة والتحدي والصمود”.
ويحيط ببلدة “كفر الديك” أربعة مستوطنات إسرائيلية وموقع عسكري للجيش الإسرائيلي وطريق يخدم المستوطنات.
