المتاحف والمعارض

فى المعابد.. مرشدون بلا سياحة

11

خلال الفترة التى عمل بها أحمد مصطفى، المرشد السياحى الأقصرى، فى مجال السياحة بائعاً فى بازار والده ومرشداً سياحياً، كانت هناك عدة فترات يصفها بأنها «فترات توعك للسياحة» حيث شهد النشاط السياحى تراجعا، خلال حرب الخليج فى مطلع التسعينات، ومذبحة الأقصر فى النصف الثانى من خلال، وحرب الخليج فى 2003، وضربة شرم الشيخ فى 2004: «لكن كانت عدة شهور والأمور ترجع لنصابها الطبيعى، عمرنا ما شفنا الخراب اللى حاصل بشكل مستمر ده قبل كده». لا يعمل مصطفى لدى شركة بعينها يتقاضى منها مرتباً ثابتاً يعتمد عليه هو وأسرته، لكنه على كل حال يرى أنه أفضل حظاً من غيره من أقرانه: «الحمد لله.. فيه ناس والله العظيم من المرشدين باعوا عفش بيتهم، وناس باعوا دهب حريمهم.. كنا قبل يناير 2011 مش فاضيين حتى نشوف أسرنا». بعد 25 يناير 2011، بحسب ما يقوله مصطفى «كان هناك أعداد كبيرة من السياح من مختلف أنحاء العالم متلهفين ومتشوقين لزيارة مصر التى قام الشباب فيها بعمل رائع وهذا الشعب العظيم اللى عمل الثورة العظيمة وكانت هناك طوابير على حجوزات الرحلات السياحية لمصر فى كل البلدان، هذا بعد الثورة مباشرة لكن ما إن بدأت أحداث الدم والشغب والقتل، وبعد تولى الإخوان المسلمين الحكم، الأجانب كانوا حاسين إنهم ضيوف غير مرغوب فيهم فى البلد فبدأ السياح يعدلون عن رغبتهم فى زيارة مصر حتى انعدم مجيئهم تماماً فى يونيو 2013».

حتى حادث معبد الدير البحرى الذى راح ضحيته عشرات السياح والمصريين فى أواخر عام 1997 لم يؤثر فى الإقبال السياحى على الأقصر كما هو الحال فى الفترة الراهنة: «الحادث وقع فى نوفمبر 1997، وفى فبراير 1998 عادت مؤشرات الإقبال السياحى إلى أكثر مما كانت عليه قبل الحادث»، يقول المرشد السياحى المخضرم الدكتور عبدالسلام فرج، الذى يقدر أعداد السائحين الذين يصلون إلى الأقصر يومياً بنحو خمسة آلاف سائح على الأكثر فى أفضل الحالات.

دكتور عبدالسلام فرج يرى أن القطاع السياحى فى الأقصر هو عصب الاقتصاد بالمحافظة، فالقطاع السياحى يشّغل بقية القطاعات ليس فى الأقصر فحسب وإنما فى مصر كلها: «فلو عندنا منشأة سياحية محتاجة لتطوير سنحتاج إلى عمال نظافة وسباكة، كما أن السياح سيتعاملون مع أصحاب البازارات والمطاعم والمقاهى. لذا نقول إن السياحة تؤثر على 90 مليون مصرى».

المرشدون السياحيون نالوا قدراً من التضرر وفقاً للدكتور عبدالسلام الذى يشير لأنها «مهنة حرة لا يتقاضى عليها راتباً ثابتاً وإنما يتقاضى أجراً عن كل فوج يقوم بإرشاده فى المناطق السياحية، وهؤلاء المرشدون يعيشون فى مستوى اجتماعى واقتصادى عالٍ لأن أولادهم كانوا فى مدارس خاصة ذات مصروفات عالية، وبعضهم حصل على قروض لذا كانوا هم أكثر المتضررين فى القطاع السياحى منذ تدهوره التام فى 30 يونيو الماضى».

يقول الدكتور عبدالسلام «إن نقابة المرشدين السياحيين واقفة مكتوفة الأيدى بسبب لوائحها الداخلية التى لا تسمح بتقديم أى معونات للمرشدين إلا فى حالات العجز أو المرض أو فى حالة بلوغ سن المعاش. لكنها لا تستطيع تقديم أى مساعدات للمرشدين فى مثل هذه الظروف الصعبة، وهو ما زاد الأمر صعوبة على كاهل المرشدين الشباب».

الاقسام

اعلانات