طالب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، بإنشاء مركز دولي للعمارة والفنون التراثية التقليدية بمدينة القصر بالواحات الداخلة بالوادى الجديد بالتعاون بين وزارات الآثار والسياحة والبيئة ومحافظة الوادي الجدد..
مؤكدا أن مدينة القصر المملوكية وعدة مدن بالوادى الجديد هى نماذج فريدة للعمارة التقليدية فى مصر طبقا لما جاء فى كتاب الباحث الأثري الدكتور سعد عبد الكريم رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار وسط الصعيد والتى تضم أسيوط والوادى الجديد “أنماط العمارة التقليدية الباقية فى واحات صحراء مصر الغربية”.
وقال الدكتور ريحان – في تصريح له اليوم – إن العمارة التقليدية هى المبانى التى أنشئت وفقا للتقاليد المعمارية المحلية قبل استخدام أساليب ومواد الإنشاء الحديثة التى غزت مناطق العالم الإسلامى ، كما أن هذه العمارة تعطى صورة متكاملة عن الحلول المعمارية الجيدة التى تعكس ظروف البيئة المحلية والواقع الحضارى و تتوافق مع احتياجات الفرد الروحية والمادية واحتياجات المجتمع أيضا من حيث عاداته وتقاليده المحلية المتوارثة والمحافظة على سماتها وملامحها عبر العصور.
وأضاف ريحان أن العمارة التقليدية بالوادي الجديد تجسدت فى منازل الواحات الداخلة فى بلدتى القصر وبلاط وفى منازل واحة سيوه ببلدة شالى (سيوة القديمة) وكانت مادة إنشاء هذه المنازل من الطين أو الطوب اللبن أو الحجر وتم استغلال التكوينات الرسوبية بالمنطقة فى إقامة منشئات بتشكيلها فى صورة قوالب من اللبن (الطين) واستخدامها كمادة بناء أساسية وقد تميزت منطقة الواحات بطبيعة رسوبية خصبة.
وأشار إلى ضرورة استغلال هذه المفردات البيئية المتنوعة لإنشاء مركز ثقافي شامل لتعليم هذه الفنون التقليدية فى البناء ودراسة لهندسة البناء التقليدى فى المجتمعات الصحراوية وتطبيقها فى المنشئات السياحية والمساكن العادية بالوادى الجديد والبحر الأحمر وسيناء ومركز للصناعات التراثية التقليدية المرتبطة بهذه المواقع ومركز للفنون الشعبية والموسيقى ومركز لتدريب الأطفال على الأشغال اليدوية والرسم ومركز لدراسة النباتات المختلفة بالوادى الجديد وأشجار النخيل الشهيرة .
وأوضح أن هذا المركز علاوة على إسهامه فى تنشيط السياحة الثقافية والبيئية بالوادى سيسهم فى جذب أنظار دول العالم المختلفة وخاصة الدول العربية لدراسة أنماط العمارة التقليدية بالوادى الجديد الذى واجهت كل مشاكل البيئة الصحراوية من ارتفاع درجة الحرارة بمراعاة توفير الظل عن طريق ضيق الطرق وكثرة انحناءاتها وتغطية بعض أجزاء هذه الطرق بما يعرف بالساباط وتوجيهها لهذه الطرق بما يتفق مع حركة الشمس الظاهرية مع احترام المبانى لخطوط التنظيم المحددة لعرض الطرق التى تطل عليها .
وذكر أن تلك المباني تميز تخطيطها بتوجيه عناصره المعمارية إلى الداخل متمثلا فى فناء وساحة وسطى أو فناء علوى مكشوف تطل عليه الوحدات الداخلية، وبذلك يتم توزيع الضوء والهواء على تلك الوحدات أى علاقة المنزل بالشارع شبه مغلقة مع مراعاة الضروريات الصحية من إدخال الشمس والهواء للمنزل.