الاثار العربية

خبير آثار: المصريون القدماء أقدم وأعظم فلاسفة الموت والحياة في التاريخ

82

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن قدماء المصريين أقدم وأعظم فلاسفة الموت والحياة في التاريخ، حيث أشارت كل مذاهب الخلق في مصر القديمة إلى خلق الإنسان من طين، واعتبر المصري القديم الموت نوعان طبقا لما جاء في كتاب الدكتور أحمد صالح “التحنيط”، وهما مفارقة الحياة، وتحلل الجسد.

وأشار ريحان – في تصريح له اليوم – إلى أن النوع الأول من الموت عند المصري القديم هو مفارقة الحياة أي مفارقة الروح للجسد والدخول إلى عالم غامض وهذا يعنى عدم نهاية الحياة بل مرحلة انتقالية لحياة أخرى، أما الموت الثاني فيعنى تحلل الجسد وفساده.

وأوضح أن المصري القديم لم يخش الموت الأول، واعتبر الموت الثاني سدا يمنعه من العبور إلى الخلود والحياة الأبدية في العالم الآخر، وقد جاء في القرآن الكريم في سورة المؤمنون آية 100 “ومن ورائهِم برزخ إِلَى يومِ يبعثون”، وتعنى أن هناك عالما آخر يفصل بين الدنيا والآخرة يمر به الإنسان وهى الحياة البرزخية التي تتوسط حياة الإنسان في عالم الدنيا وحياته في عالم الآخرة، وتبدأ حين قبض روح الإنسان عن بدنه ودفنه وتستمر حتى قيام الساعة.

وأضاف أن المصري القديم اعتبر الإنسان جسدا يحوى بداخله عوامل الفناء والتحلل، وهذا ثابت علميا فالدود الذي يأكل الجسد يأتي من الجسد نفسه، والروح وهى جوهر الحياة ومستقرها السماء بعد الموت، وتخيل المصري أنه بحلول الموت يفترق الجسد والروح مدة زمنية محددة ثم تحل الروح في الجسد ثانية يوم الدفن لكي ترشدها في رحلة العالم السفلى ولكن في النهاية تبقى الروح خالدة مخلدة في السماء والجسد على الأرض، موضحا أن التحنيط هو تطبيق لهذه النظرية أي محاولة إيقاف عوامل فناء الجسد ومساعدة الروح جوهر الحياة في المستقر السماوي.

وأكد ريحان أنه كما جاء في إحدى البرديات المصرية القديمة برقم 10474 بالمتحف البريطاني، أن الإنسان مخلوق من طين وقش والإله خالقه ومن خصائص الجسد وضوح التعاقب الزمني وتعرضه للحياة والموت، لافتا إلى أن المصريين استطاعوا التفريق بين أمرين وهما القلب كعضلة أو عضو بالجسم والقلب كمحتوى للرغبة والإرادة فأطلق على الأول اسم “حاتى” والثاني اسم “اب” وسوف يحاسب المتوفى على الثاني في العالم الآخر وقد جاء في القرآن الكريم في سورة الحج آية 46 “فإِنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التي فِي الصدور”.

الاقسام

اعلانات