الاثار العالمية الاثار العربية

نداء دولي من سوريا..عصابات آثار مسلحة متخصصة بسرقة الآثار

تقع أفاميا فوق هضبة تشرف على وادي الغاب، تبعد عن مدينة حماة حوالي 55كم إلى الشمال الغربي من المدينة، وتبعد عن حلب حوالي 130كم، وعن مدينة اللاذقية 125كم. أسسها سلوقس نيكاتور الأول في عام 300ق.م، وأسماها أفاميا وجعلها العاصمة الحربية لدولته، إذ كانت قاعدة انطلاق الجيوش السلوقية، كما جرى فيها الكثير من وقائع الحروب الأهلية الرومانية ولعبت دوراً مهماً في الحروب الفارسية الرومانية.
تقع أفاميا فوق هضبة تشرف على وادي الغاب، تبعد عن مدينة حماة حوالي 55كم إلى الشمال الغربي من المدينة، وتبعد عن حلب حوالي 130كم، وعن مدينة اللاذقية 125كم. أسسها سلوقس نيكاتور الأول في عام 300ق.م، وأسماها أفاميا وجعلها العاصمة الحربية لدولته، إذ كانت قاعدة انطلاق الجيوش السلوقية، كما جرى فيها الكثير من وقائع الحروب الأهلية الرومانية ولعبت دوراً مهماً في الحروب الفارسية الرومانية.
تقع أفاميا فوق هضبة تشرف على وادي الغاب، تبعد عن مدينة حماة حوالي 55كم إلى الشمال الغربي من المدينة، وتبعد عن حلب حوالي 130كم، وعن مدينة اللاذقية 125كم. أسسها سلوقس نيكاتور الأول في عام 300ق.م، وأسماها أفاميا وجعلها العاصمة الحربية لدولته، إذ كانت قاعدة انطلاق الجيوش السلوقية، كما جرى فيها الكثير من وقائع الحروب الأهلية الرومانية ولعبت دوراً مهماً في الحروب الفارسية الرومانية.

أدت الأزمة التي تمر بها سورية على مدى عامين ونيف إلى تعرض العديد من مواقعها الأثرية والثقافية لأعمال التخريب، الأمر الذي ينبئ بحدوث كارثة حضارية، حيث تعرضت خلالها الكثير من المدن السورية القديمة لأضرار وتدمير، كحلب وحمص وغيرها من المدن والمناطق، ولا تزال المديرية العامة للآثار والمتاحف تعمل على توثيق حجم الأضرار التي طالت الآثار نتيجة الأزمة الدائرة.

ومع تطور الأحداث المؤلمة في البلاد, وغياب المؤسسات الحكومية المعنية والسلطات الأثرية عن بعض المناطق، يتصاعد حجم الأخطار التي تهدّد المواقع الأثرية، إذ تشهد حالياً أعنف وأخطر هجمة نتيجة تزايد أعمال التنقيب السري الممنهج, التي تحدث حتى في وضح النهار، وتقوم بها عصابات آثار مسلحة بمشاركة مئات الأشخاص المأجورين من داخل سورية ومن الدول المجاورة.

وقد تركزت رؤية وزارة الثقافة / المديرية العامة للآثار والمتاحف منذ بدء الأحداث المؤلمة، بالعمل على تحييد التراث الأثري السوري، وإبقائه خارج دائرة الخطر قدر المستطاع، والحؤول دون توظيف قضية الآثار لغايات سياسية تسيء لها، ودعت المديرية العامة الجميع إلى الابتعاد عن المواقع الأثرية واحترام حرمتها، كما سعت لإشراك جميع السوريين دون استثناء في معركة حماية الآثار, بغض النظر عن آرائهم السياسية التي لم تتدخل بها المديرية يوماً، لأن الغاية هي الدفاع عن تاريخ الوطن وذاكرته المشتركة اللذين تجسدهما الآثار بوصفها عنصراً يجمع أبناء الشعب السوري.

وبفضل هذه الرؤية حُميت وحدة المؤسسة الأثرية في كامل سورية، وحققت المديرية نجاحاً على صعدٍ عدة وفي مواقع كثيرة، خاصة في تأمين المتاحف التي لم تتعرض مقتنياتها إلى أي أذى حتى الآن، لكن النجاح لم يكن حليفها في عدد من المواقع الأثرية في مناطق مختلفة،حيث عانت المواقع الأثرية في دير الزور من انتهاك وتنقيب يمارسه لصوص آثار يبيعون اللقى المكتشفة إلى تجار محليين وأجانب مثلما حصل في: « دورا أوربوس، ماري، تل السن، تل طابوس، البصيرة، تل المصايح»، كما سُجلت الكثير من التعديات المدمرة للسويات الأثرية في تل البيعة والتلال المجاورة في محافظة الرقة، وانتشرت هذه الظاهرة بشكل أكبر وأشرس في مدينة درعا حيث تقوم عصابات آثار مسلحة متخصصة بسرقة الآثار وبمشاركة مئات الأشخاص بأعمال حفر ونهب داخل حرم المسجد العمري وفي المواقع الأثرية على امتداد وادي اليرموك وفي تل الأشعري، وتطال المواقع في ريف حلب تعديات دائمة كما حدث في تل قرامل الذي دمرت أجزاء كبيرة منه بآليات ثقيلة في الأيام الماضية، وكانت صور فضائية وتقارير قد أظهرت سابقاً تدميراً طال موقع أفاميا في حماه.

نّ تقارير مديريات الآثار في بعض المحافظات التي تردنا باستمرار تحذر من اتساع رقعة التدمير الذي تسبّبه عصابات آثار منظمة ومسلحة للمواقع المذكورة أعلاه، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، تدميرٌ يطال مواقع مهمة ومفصلية في تاريخ سورية، وينذر بخسارة قد تكون أبدية لبعض مكونات التراث الأثري السوري.

تنادي المديرية العامة للآثار والمتاحف المنظمات الدولية، وأعضاء ورؤساء البعثات الأثرية الأجنبية، وعلماء الآثار، ومثقفي العالم، إلى التحرك فوراً والبحث عن آليات فعّالة تضمن الضغط على الجهات المتورطة في تدمير آثار سورية ونهبها وتهريبها، لوقف هذا النزيف المحزن.

علماً أنّ المديرية العامة ناشدت منظمة اليونسكو، وتجدد الآن مطالبتها الضغط على دول الجوار، لتعزيز إجراءاتها الأمنية، وضبط الحدود في وجه مهربي الآثار لمنع المتاجرة بممتلكاتنا الأثرية.

إن ازدياد حجم المخاطر التي تهدّد التراث الأثري السوري بات يفوق قدرات المديرية العامة للآثار والمتاحف منفردة على احتوائه، الأمر الذي يتطلب وجود جهود دولية تدعم الجهود المحلية لمنع انجراف واقع الآثار إلى المجهول، وتخفيف وطأة الأحداث عليها.

وعلى المجتمع الدولي والعالم أجمع أن يتذكر أن تراث سورية الأثري هو جزء من التراث الحضاري الإنساني العالمي، وأن خسارة أي مكون من مكوناته هو خسارة للبشرية جمعاء، وأن اليوم هو وقت التحرك والفعل قبل فوات الأوان لتجنيب آثار بلادنا كارثة موجعة للجميع.

 

سوريه ..موقع المديرية العامة للآثار والمتاحف

 

الاقسام

اعلانات