الاثار العربية السياحة بالعالم

قلعة عجلون.. مزار للسياح ومتنفس للعائلات الأردنية

daily2.735014

على بعد 50 كلم شمال العاصمة عمان تقع واحدة من القلاع الإسلامية التاريخية في الأردن وهي قلعة عجلون والتي غدت محجّا سياحيا لأهل البلاد وللسياح العرب والأجانب. القلعة بناها عز الدين أسامة أحد قادة صلاح الدين الأيوبي سنة 580 هجرية بعد معركة حطين، وأرادها نقطة ارتكاز لحماية خطوط المواصلات وطرق الحج بين بلاد الشام والحجاز، فهي تشرف على وادي الأردن وتتحكم بالمنطقة الممتدة بين بحيرة طبريا والبحر الميت.

يزور قلعة عجلون سنويا ما يقارب نصف مليون زائر محلي وأجنبي، وفق ما قاله مدير دائرة آثار عجلون محمد أبو عبيلة. ويقول أبو عبيلة أن عددا كبيرا من زوار قلعة عجلون هم من طلبة الجامعات والمدارس.

ويشير إلى أن أعدادا كبيرة من السياح من دول الخليج العربي يزورون القلعة في فصل الصيف.

ويقول: «لقد ظهرت لنا سياحة جديدة في منطقة عجلون إذ يقوم الإخوة من دول الخليج العربي باستئجار منازل في مناطق عجلون الحرجية والمرتفعة للإقامة فيها في فترة الصيف».

ويقول أبو عبيلة «نحن كدائرة آثار نولي عناية خاصة للقلعة من خلال صيانتها إضافة إلى نشر ثقافة علمية تاريخية حولها».

ويضيف «لدينا كل سنة مشروع صيانة وترميم لقلعة عجلون يبدأ في فصل الصيف ويستعان بطلبة الجامعات للعمل في الترميم من أجل توفير فرص عمل للطلبة ونشر ثقافة تاريخية والمحافظة على القلعة». ويتوفر في المنطقة فندقان من أجل استقبال الزوار الذين يحرصون على المبيت بالقرب من القلعة.

ويشير مدير الآثار إلى أن غالبية السياح الأجانب الذين يزورون القلعة هم من الذين يزورون مدينة جرش الأثرية ومنطقة المغطس في غور الأردن بالقرب من البحر الميت، أما السياح الذين يأتون إلى مدينة البترا الأثرية يكتفون بزيارة قلعة الكرك الأثرية دون المرور على عجلون.

وما يزيد القلعة جمالا أنها صممت لتبقى خالدة على مر الزمن، فهي تضم ممرات كثيرة وبئر مياه، وتتوزع الأحجار الكبيرة والمستديرة في جنباتها لمهاجمة العدو بها.

اختار القائد المسلم أسامة قمة جبل يعرف باسم جبل بني عوف على ارتفاع 1050 مترا عن سطح البحر لحنكة عسكرية تتمثل في رصد تحركات الفرنجة وتنقلاتهم، إلى جانب السيطرة على مناجم الحديد التي اشتهرت بها جبال عجلون، ليكون مكانا للقلعة. وتتوزع أبراج المراقبة على زوايا البناء. وفي جدرانه السميكة فتحت حلقات للسهام، وأحيطت بخندق يبلغ متوسط عرضه نحو (16) مترا، ويتراوح عمقه ما بين 12 – 15 مترا، واستعمل كحاجز يحول دون الوصول والاقتراب من الجدران المحيطة بالبناء.

في عام 611هـ (1214) أضاف الأمير أيبك بن عبد الله البرج الجنوبي الشرقي، وفي منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) تم تجديد وإعادة بناء البرج الشمالي الشرقي، وبعدها مباشرة تمكن المغول من دخول القلعة في عام 1260م.

إثر انتصار المماليك على المغول في معركة عين جالوت قام السلطان الظاهر بيبرس بإعادة بناء القلعة وتنظيف خندقها، ثم جعل منها مستودعا للغلال والمؤن، وعين الأمير عز الدين أيبك واليا عليها فقام بدوره بتجديد بعض أجزائها. في العصر العثماني أقيمت في القلعة حامية مؤلفة من خمسين جنديا، وخلال الربع الأول من القرن السابع عشر استخدمها الأمير فخر الدين الثاني في صراعه مع أحمد بن طرباي، فوضع فيها حامية وزودها بالمؤن والعتاد. وعندما زارها الرحالة السويسري بير كهارت سنة (1882) كانت القلعة ما تزال مأهولة، ويقيم فيها نحو أربعين شخصا من عائلة بركات.

تعرضت القلعة لعدة هزات أرضية في عامي 1837 و1927. وقامت دائرة الآثار الأردنية بأعمال الصيانة والترميم لإعادة بناء ما تهدم وتقوية الجدران المحيطة.

تقيم السلطات الأردنية نشاطات ثقافية فيها بهدف إحياء مكانة القلعة التاريخية، تتنوع بين المسرح والفنون الشعبية والندوات ومعارض الخزف والمشغولات اليدوية من منحوتات وفخاريات ورسومات ورسم على الزجاج والمرايا وتنسيق الزهور والنحاسيات.

كما يحتوي متحف القلعة الكثير من القطع الأثرية ويؤمه أعداد كبيرة من الزوار، وإلى جانب الدور التاريخي للقلعة باتت متنفسا للعائلات الأردنية أوقات المساء، ومكانا لقضاء سهرات جميلة.

 

الاقسام

اعلانات