المتاحف والمعارض

مانشستر تحتضن معرض صور أول زيارة ملكية بريطانية للسعودية

 

مانشستر تحتضن معرض صور أول زيارة ملكية بريطانية للسعودية
نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز: صور الأميرة أليس وثّقت تاريخ المملكة في فترة ما قبل اكتشاف النفط

 

image

 

مانشستر: نجلاء حبريري
تحتضن مكتبة مانشستر معرض صور نادرة لزيارة الأميرة أليس، حفيدة الملكة فيكتوريا، للمملكة العربية السعودية عام 1938 برعاية مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض وبشراكة مع سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة. يضم المعرض الذي افتتح يوم الأربعاء الماضي والممتد طيلة 3 أشهر مقبلة، مجموعة مختارة من الصور التي التقطتها الأميرة أليس خلال زيارتها للمملكة العربية السعودية عام 1938 الموافق لـ1365 هجرية، في أول زيارة لأحد أفراد العائلة المالكة البريطانية للمملكة.

وأوضح الدكتور عبد الكريم الزيد، نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض، لـ«الشرق الأوسط»: «نحاول من خلال هذا المعرض أن نستعرض تاريخ العلاقات السعودية – البريطانية، حيث تعد زيارة الأميرة أليس للمملكة العربية السعودية زيارة تاريخية توثيقية في فترة ما قبل النفط بقليل». يضيف الزيد: «قضت الأميرة أليس 3 أسابيع في السعودية عبرت خلالها المملكة من جدة إلى الخبر والتقطت أكثر من 320 صورة، باللونين الأبيض والأسود، تعكس جميع مظاهر حياة السعوديين. بناء على ذلك، تعتبر مكتبة الملك عبد العزيز العامة هذه الصور بمثابة توثيق لتاريخ المملكة العربية السعودية عام 1983 بالذات».

ويحرص المعرض على إعادة تجسيد محطات زيارة الأميرة أليس للمملكة من خلال ترتيب الصور المستعرضة وفقا لخط الرحلة الزمني، بداية من وصولها إلى مدينة جدة وزيارتها مدينة الطائف ثم العاصمة الرياض، مرورا بالأحساء والخبر والمنطقة الشرقية. كما يهدف إلى عرض مختلف جوانب الرحلة ونشاطات الأميرة التي تشمل جولاتها في الأسواق وارتداءها الزي النسائي السعودي التقليدي، ولقاءاتها الرسمية والشعبية.

وكانت الأميرة أليس برفقة زوجها إيرل أثلون على متن السفينة «إنتربرايس» إلى ميناء جدة يوم الجمعة 25 من ذي الحجة 1365 هجرية، الموافق لـ25 فبراير (شباط) 1938م، حيث استقبلهما الأمير فيصل بن عبد العزيز الذي ترأس وفدا من الأمراء والرسميين، شمل كلا من الوزير السعودي في لندن، حافظ وهبة، والوزير البريطاني في جدة، ريدر بولارد، وقائمقام جدة الشيخ إبراهيم بن معمر. وقام الوفد الملكي بنشاطات وزيارات اختتمت بمغادرة جدة باتجاه الرياض، ثم باقي أنحاء المملكة.

وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة لم تحمل أبعادا سياسية، نظرا لطبيعة نظام الحكم السياسي في بريطانيا آنذاك، بل سعت في المقابل إلى تحسين أجواء العلاقات السعودية – البريطانية بشكل عام وترسيخ أسس الود والتعارف بين العائلتين المالكة البريطانية والسعودية وتوثيق أواصر الصداقة بين المملكتين.

وأكد الزيد أن الأميرة أخذت انطباعا جيدا عن المملكة منذ انطلاق رحلتها، حيث التقت الملك عبد العزيز والملك سعود والملك فيصل (الأميرين آنذاك)، بالإضافة إلى الأميرة نورة وبعض نساء المملكة. كما كشف الزيد عن أن الأميرة فضلت التركيز على الجانب الاجتماعي والثقافي للحياة في مدن المملكة وأريافها، وعبرت في مذكراتها عن مدى كرم الشعب وعاداته وتقاليده الجميلة. وأوضح في هذا الصدد: «لم تكن زيارة الأميرة أليس زيارة رسمية، بل شعبية شاركت خلالها في عدد من النشاطات، ولعل أبرزها مرافقة الملك سعود إلى رحلات الصيد والصقور في الصحراء».

ونوه الزيد بجودة الصور التي التقطتها الأميرة، مؤكدا أنها: «مصورة محترفة للغاية، خدمت تاريخ المملكة العربية السعودية ووثّقت فترة ما قبل اكتشاف النفط بامتياز من خلال صور نادرة، لا تزال تعتبر من أجمل الصور التي التقطت للمملكة العربية السعودية».

وبمناسبة افتتاح المعرض، استقبلت عمدة مدينة مانشستر، سوزان كولي، الوفد الممثل لمكتبة الملك عبد العزيز الذي شمل الدكتور عبد الكريم الزيد، وفهد عبد الكريم، مساعد نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز، وأشادت بأهمية المعرض في تأريخ العلاقات السعودية – البريطانية المتميزة وضرورة تعزيز التواصل بين البلدين وتعميق الروابط الثقافية والحضارية بين المملكتين.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت البارونة سيمونز، رئيسة غرفة التجارة العربية – البريطانية، أن معرض صور الأميرة أليس أتاح توثيق التطور والنمو الاقتصادي والعمراني الذي حققته المملكة العربية السعودية، مشيرة إلى أنه «يصعب التعرف على ملامح».

كما أكدت البارونة ما حملته الزيارة من أهمية، حيث لم تكن أول زيارة لفرد من العائلة المالكة البريطانية إلى المملكة العربية السعودية فحسب، بل كانت أول زيارة ملكية على الصعيد الأوروبي.

وعن الأميرة أليس ومذكراتها، قالت البارونة سيمونز لـ«الشرق الأوسط»: «كتبت الأميرة أليس عن رحلتها إلى المملكة السعودية في مذكراتها الخاصة ووجهتها إلى أبنائها وأحفادها ووصفت من خلالها مختلف جوانب الحياة في المملكة، كما أشارت إلى بعض المواقف الطريفة التي واجهتها خلال الرحلة». وتسعى مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، من خلال إتاحة مجموعة صور الأميرة أليس النادرة وغير المتداولة من ذي قبل إلى إبراز التقدم الحضاري الذي شهدته المملكة العربية السعودية وتاريخ علاقات الود والتفاعل بين الثقافتين السعودية والبريطانية.

الاقسام

اعلانات