يضم نماذج لأشكال الحياة
“متحف الابتكار” يستعرض ملامح مدينة المستقبل عام 2035
يبدو لكل مشارك في فعاليات القمة الحكومية الثالثة وعند وصوله مقر انعقادها في مدينة الجميرا، ملامح مدينة المستقبل، التي تقوم على محاور ذكية ونماذج لأشكال الحياة على الأرض عام ،2035 تجتمع تحت سقف “متحف الابتكار” الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مؤكداً سموه أن “الابتكار هو مفتاح الازدهار . . والحكومات مطالبة بالاستثمار في الأبحاث والتطوير والابتكارات أكثر من غيرها لأنها معنية بتطوير حياة البشر . . وتطوير نوعية الحياة لا يأتي بغير هذا الطريق” . وأضاف “الابتكار اليوم ليس اختباراً بل ضرورة تمليه عليك سرعة التغيرات التي يمر بها العالم” .
عند دخول “متحف الابتكار” تستقبلك كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تجسد رؤية مستقبلية للخدمات التعليمية والصحية والمدن الذكية، يقول فيها: “الابتكار سر الازدهار”، وهي كلمات ترسخ الرؤية الثاقبة لسموه، بأن يكون هناك مستقبل أفضل، يدمج بين الرؤية والتطبيق على أرض الواقع .
يضم المتحف مختبراً للبحث والتصميم والابتكار خاص بالجهات الحكومية، تتمحور فكرته العامة حول رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة حفظه الله، في أن يكون عام 2015 عاماً للابتكار، وتجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون دولة الإمارات من أفضل الدول في العالم، وأن نسعى الى التطوير والتحفيز والإبداع دائماً .
يركز المتحف الذي أقيم في السنة الثانية له بضعف حجمه المعتاد، على محور رئيسي هو المدن الذكية، تعرض خدمات مختلفة، ويضم أربعة أقسام أول ما يقابل الزائر له على اليمين مركز نمذجة الخدمات الحكومية، والذي يعرض فكرة أنه في المستقبل القريب تقوم الوزارات بالتفكير وطرح الخدمات المبتكرة لتحسين نوعية وكفاءة الخدمات التي تقدمها للمتعاملين، حيث يعرض اليوم نموذجاً لبعض السيارات ذاتية القيادة والتي يتمكن المتعامل من خلالها ممارسة الرياضة وجميع نشاطاته المختلفة .
وتتميز هذه السيارات بالسرعه والدقة والأمان، حيث لا تتسبب بالحوادث، ويمكن قيادتها كسيارة رياضية، أو مكتبية، تقوم الوزارة من خلالها بإيصال الخدمة الى المتعامل حتى باب منزله .
القسم الثاني، يضم العيادة “فيتزانيا” وهي عبارة عن عالم لألعاب الأطفال وإجراء الفحوص الطبية في نفس الوقت، يهدف الى تحفيز الأطفال من خلال ممارستهم للألعاب على أن تقوم العيادة الذكية بتقليل مخاطر إصابتهم بالسكري والضغط من خلال إمساكهم بكرات مزودة بحساسات تفحص الطفل تلقائياً وهو يلعب، وتقدم تقارير دورية دقيقة للغاية حول حالته الصحية للمساهمة في التقليل من النسب المرتفعه لأمراض السكري والضغط التي تصيب الأفراد هذه الأيام .
ينتقل الطفل بعد ذلك إلى مختبر الصحة ويضع يده على شاشة تقدم للطبيب الخاص بملفه الصحي معلومات شاملة، تنتقل تلقائياً للمقهى الصحي الذي يوفر لك أدوية طبية بطريقة آنية مصممة لكل شخص، بحسب احتياجاته، ثم يتناول الطفل الأدوية من خلال أجهزة متقدمة تسمح للمريض باستنشاقها بدلاً عن ابتلاعها أو شربها .
ويتضمن متحف الإبداع مختبراً مدرسياً للتعليم، يعرض تصوراً مستقبلياً للغرفة في عام ،2035 حيث يأخذ الطلاب في رحلة لأي مكان في الكون بالصوت والصورة والمعلومة، بعيداً عن الصورة النمطية في التعليم المتمثلة في الاستاذ والكتاب والدراسة اللاسيكية، ومن خلال استخدام وسائل تعليم تفاعلية للطلبة .
وهو عبارة عن روبوت يقوم ببرمجة الشارع حسب حساسات متواجدة على الشوارع الذكية المستقبلية المملوءة بأجهزة الاستشعار، والتي من شأنها أن تنظم حركة المشاة والسيارات والحافلات والمستخدمين لهذه الطرق، عن طريق خلايا ذكية .
وتعتمد المدن المستقبلية على هذه الأجهزة الذكية، وفقاً للخدمات المقدمة، إذ لا يمكن لإنسان عادي معالجة هذه المعاملات التي تحتاج لسرعة ودقة كبيرتين .
رجل آلي يمكن أن تجد من خلال تعاملك معه، كيفية تقدم العلم في هذه الصناعات حيث يمكنه أن يصافحك بشكل لا يمكنك من التمييز بينه وبين الإنسان من حيث الملمس والدقة والنعومة والخفة في ذلك، حيث تتضمن يده جميع المفاصل والتفاصيل الموجودة في يد الإنسان مما يسمح له الحركة والاستشعار بطريقة الإنسان .
في نهاية المتحف تجد آمنة نعمان التي تبلغ من العُمر 18 عاماً تنافس رجلاً آلياً مبرمجاً خصيصاً للعب الشطرنج، يفكر قبل كل حركة ما يتجاوز ال 5000 نقلة معتمداً على حساسات دقيقة على لوح الشطرنج قبل أن يقوم بتنفيذ حركته، ولكن ذلك لم يقف حاجزاً أمام آمنة لتتغلب على هذا الروبوت، فقد تنافست معه ثلاث مرات قطعت اثنتين منهما للصلاة حسب قولها، لتتغلب على الروبوت في المرة الثالثة .
وقالت نعمان وهي الحاصلة على الميدالية الذهبية لبطولة العرب في الشطرنج تحت سن ال ،18 إن متوسط الوقت الذي تقضيه في اللعب مع هذا الرجل الآلي يتراوح بين ثلاث وأربع ساعات، حيث يحتاج الى التحليل والتفكير ليقوم بعد ذلك بحركته، ما يتطلب جهداً إضافياً لمجاراته والتغلب عليه .
ويتيح هذا الروبوت تخيل كيف أن المستقبل يوفر لك فرصة لتنافس أحد الرجال الآليين في الهواية التي تحب .
أصغر عالم إماراتي: سعيد بما تقدمه القمة من ابتكارات
استضافت القمة الحكومية في دورتها الثالثة، التي انطلقت فعالياتها أمس، العالم الإماراتي الصغير أديب البلوشي، الذي لا يتجاوز عمره 10 سنوات، وحاز على عدة جوائز تقديراً لاختراعاته المتعددة .
وعبر العالم الإماراتي الصغير عن سعادته بحضور القمة وما تقدمه من ابتكارات جديدة في مجال التكنولوجيا، ومتابعته الحثيثة لكلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مضيفاً أن الإمارات باتت مركزاً لدعم ورعاية المبتكرين والمبدعين في مختلف المجالات، التي تسهم في الارتقاء بحياة الإنسان الإماراتي . وأكد اهتمامه بالاطلاع على ما تشتمل عليه القمة الحكومية من موضوعات ترسم مستقبل الإمارات، متابعاً رؤية بلاده نحو المستقبل .
يذكر أن البلوشي حصد التقدير والاستحسان من الهيئات الحكومية الإماراتية والمنظمات الدولية لاختراعاته، التي نالت إعجاب وانبهار كبار العلماء والمخترعين، وقد أعرب عن سعادته للتطورات الكبيرة التي تشهدها جزيرة السعديات وتحديداً متحف اللوفر أبوظبي . كما عبّر عن إعجابه بتحول السعديات إلى وجهة عالمية تتجه أنظار العالم إليها .
إنسان آلي يرحب بالزوار على طريقته الخاصة
أسيمو هو إنسان آلي يرحب بزوار القمة الحكومية الثالثة بطريقته الخاصة، أنتجته هوندا، بطول يبلغ 130 سنتيمتراً ووزن 54 كغ، وهو يمثل رائد فضاء صغير يرتدي حقيبة على ظهره يستطيع المشي أو الركض على قدمين بسرعات تصل إلى 6 كم/ساعة، تم تصنيع أسيمو في مخابر هوندا للبحث والتطوير التقني في اليابان، وهو يمثل “خطوة متقدمة في النقل الإبداعي”، حيث يوجد أكثر من 100 وحدة أسيمو كلفة تصنيع كل منها حوالي 1 مليون دولار .
ويستطيع “أسيمو” لعب كرة القدم، والرقص، ومن خلال حساسات دقيقة، كما يمكنه إحضار وتقديم الماء والقهوة لمن يطلبها، إضافة إلى تطوير قدراته بالجري، حيث يملك مرونة متقدمة غاية في التكنولوجيا، التي ستكون في متناول الأفراد مستقبلاً .
لقطات
استقبل الحاضرون صعود الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى المنصة الرئيسية لإلقاء كلمته بالتصفيق الحار .
اكتظت القاعة الرئيسية بالحضور من مسؤولين كبار ومشاركين في القمة، حتى أن البعض لم يجد مقعداً للجلوس، واستمع إلى كلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد واقفاً .
شهدت الجلسة حضوراً صحفياً وإعلامياً مكثفاً من جميع وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية .
استغل الحضور مواقع التواصل الاجتماعي للتغريد بكلمات وتصريحات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد خلال الجلسة، حيث كانت فعالياتها تنتشر بسرعة على الشبكات العنكبوتية .
كان العنصر النسائي وخاصة الموظفات في القطاع الحكومي والاتحادي والمحلي، أبرز الحاضرين في القمة وخاصة جلسة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد الذي خصص لهن مساحة كبيرة في كلمته وتطرق إلى دورهن المهم في بناء الدولة .
كشف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أنه أثناء احتلال الكويت تمت الدعوة للتطوع، حيث جاءت أعداد الملتحقين أكبر من التوقعات، مبيناً أن التوقع كان بين 40 إلى 50 ألفاً، لكن وصل العدد إلى 80 ألفاً .
بين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن أحد الرجال المتقدمين للتطوع خلال احتلال الكويت بلغ من العمر 83 عاماً، وأن هذا الرجل أكد أنه جاء ليقدم واجبه تجاه الوطن، فيما كان أصغر المتطوعين بين 13 إلى 14 عاماً.
–
