الاثار العالمية

معرض عن آثار جابي الضرائب “سقراط” يكشف التنوع الثقافي في مصر قبل 1900عام

image
المتحف المصري في ميدان التحرير بوسط القاهرة – صورة من ارشيف رويترز.

القاهرة (رويترز) – يلقي معرض بالمتحف المصري المطل على ميدان التحرير أضواء على جوانب من تفاصيل الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في بدايات القرن الثاني الميلادي من خلال ما تركه “سقراط” جابي ضرائب عاش في قرية قديمة تبعد عشرات الكيلومترات جنوبي القاهرة.

وسقراط الذي ولد حوالي عام 90 ميلادية عاش في قرية كرانيس بمحافظة الفيوم الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة. وتحمل كرانيس حاليا اسم “كوم أوشيم”.

وقال ممدوح الدماطي وزير الآثار المصري في افتتاح معرض (برديات من كرانيس.. أصوات من مجتمع متعدد الثقافات في الفيوم) مساء يوم الثلاثاء إن المعرض يقدم ملامح من الحياة اليومية “في هذه المنطقة وفي مصر في تلك الفترة.”

وأشاد السفير الألماني بمصر يورج هاير بتعاون بلاده مع مصر في مجال العمل الأثري متمثلا في نشاط معهد الآثار الألماني في القاهرة والذي حضر مديره شتيفان زايدلماير افتتاح المعرض الذي يستمر لمدة شهر.

وأسهم في ترميم برديات سقراط كل من الباحثة الألمانية كورنيليا إيفا رومر وأستاذ الآثار بجامعة الإسكندرية محمد جابر المغربي بمشاركة عدد من طلبة الدراسات العليا بجامعة عين شمس بالقاهرة.

وقال المغربي لرويترز إن هذه النصوص “من أرشيف سقراط” يطلق عليها برديات ميشيجان حيث اكتشفتها بعثة جامعة ميشيجان الأمريكية بين عامي 1924 و1926 ونقلت البرديات إلى هناك ثم أعادت عام 1952 جزءا كبيرا منها “في إظهار لحسن النوايا تجاه مصر” بعد ثورة يوليو 1952 التي أنهت الحكم الملكي في البلاد.

وأضاف أن “أرشيف سقراط” لم يفتح وظل محفوظا في المتحف المصري إلى أن شرعت كورنيليا إيفا رومر – في يونيو حزيران 2010 بدعم من معهد الآثار الألماني – في فتحه ودراسته مع فريق العمل الذي تولى تصنيف البرديات وترميمها.

واستخدم المصريون القدماء ورق البردي في الكتابة والمراسلات وتسجيل علومهم وآدابهم وتوثيق العقود الرسمية.

وقالت إيفا رومر في افتتاح المعرض إن سقراط الذي بدأ العمل مساعدا لجباية الضرائب حوالي عام 109 ميلادية كان رجلا طموحا حيث عثر في بيته على سجلات وأجزاء من كتب “وهو ما يشير إلى أن بعض سكان القرية (كرانيس) كانوا يعرفون القراءة.”

وأضافت أن قوائم الضرائب في القرن الثاني الميلادي تكشف وجود أكثر من 1300 من دافعي الضرائب بقرية كرانيس التي كان عدد سكانها نحو 2700 نسمة وتدل أسماؤهم على أنهم كانوا مصريين ويونانيين.

ومن بين البرديات المعروضة إخطار وفاة وهو مستند رسمي يحمل اسم المتوفى وتاريخ وفاته ويعني أن الشخص الذي توفي رفع اسمه من كشوف دافعي الضرائب. ويضم المعرض سطورا من الكتاب الثاني من إلياذة هوميروس “الأوديسا” مكتوبة بخط الكاتب المسرحي اليوناني ميناندر (342-291 قبل الميلاد) الذي كان من أبرز شعراء عصره.

ويضم المعرض شذرة من لفافة بردي بها نصوص من كوميديا “محاكمة رجل” التي كتبها ميناندر.

كما يضم قطعا أثرية عثر عليها في قرية كرانيس ومنها تمثال صغير لأفروديت إلهة الحب والجمال عند اليونان إضافة إلى رأس تمثال يمزج بين اثنين من الآلهة في مصر واليونان وتمثال آخر لإيزيس نحت “بالأسلوب اليوناني” حيث ترتدي ثوبا له عقدة بين الثديين.

وقالت إن أسماء السكان آنذاك توضح حدوث امتزاج لغوي مصري يوناني حيث توجد أسماء تحمل طبيعة الثقافتين فضلا عن “انتقال الأسماء بسهولة من جيل لآخر من المصرية إلى اليونانية” بعد احتلال الإسكندر لمصر عام 332 قبل الميلاد.

وأضافت أن كرانيس “كانت بوتقة” انصهرت فيها الثقافات القديمة حيث عاش فيها المصريون واليونانيون واليهود وأن اعتقاد المصريين أن الحياة لا تنتهي بالموت “لقي قبولا شديدا لدى اليونانيين”.

(إعداد سعد علي للنشرة العربية – تحرير سامح الخطيب)

الاقسام

اعلانات