الاثار العالمية مقالات

ألف عام على مومياء بيروية

5682746-8475293

سان سلفادور – خوان خوسيه دالتون وجيراردو أربيزا – ألقى اكتشاف أثري حديث في السلفادور الضوء على المستوطنات القديمة لقومية المايا في المنطقة، ويتضمن الاكتشاف ست أواني فخارية كاملة يرجع تاريخها إلى الفترة الكلاسيكية المتأخرة وهي الفترة التي شهدت ازدهار حضارة المايا وبقايا بشرية بالقرب من اثنتين من الأواني موضوعتين كقربان يرجع تاريخهما على ما يبدو إلى 1200عام سابق على الأقل.

وفي مقابلة صحفية قال شيوني شيباتا مدير قطاع الآثار بمكتب التراث الثقافي الوطني بالسلفادور لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) إن هذا الاكتشاف الذي تم في غربي منطقة نيوفو لوردس بإقليم كولون الذي يبعد بمسافة 20كيلومترا عن العاصمة سان سلفادور يعد ذي أهمية تاريخية حيث أن توزيع الموجودات والبقايا المكتشفة يشير إلى أنها تشكل جزءا من قرية سابقة.

وكان العمال الذين ينفذون مشروعا لإقامة مجمع سكني هم أول من نقل خبر هذا الاكتشاف حيث كانوا يحفرون الأرض لوضع أنابيب المياه عندما عثروا على قطع من الفخار المكسور وشرائح من الزجاج البركاني وأجزاء أثرية متناثرة من الفخار، حينئذ توقف العمال عن الحفر على الفور، فقد تبين لهم أنهم عثروا على موقع أثري وأنه يتعين عليهم استدعاء خبراء الآثار.

وأوضح شيباتا وهو ياباني الجنسية ولكنه حصل على إقامة دائمة في السلفادور أن خبراء الآثار الذين توجهوا إلى نيوفو لوردس في الحال لاحظوا أن المنطقة تأثرت باندلاع بركان إل بوكويرون أو كويزالتبيك.

كما أوضح أن هناك طبقة من الرماد البركاني سمكها متر واحد تغطي القطع الأثرية التي تم اكتشافها بعد ذلك، وقد بدأ العمل في أواخر شهر أيار/مايو الماضي لإزالة طبقة الأرض ودراسة المخلفات الأثرية.

كما عثر خبراء الآثار أيضا على دليل بوجود حقل لقصب السكر يقع تحت القطاع الأول الذي تم تم حفره واكتشافه، وتبلغ مساحة الحقل حوالي 500متر مربع ويبدو أنه يقع على عمق يتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار.

ووجد الأثريون تحت الطبقة الأولى من الرماد طبقة أخرى من الرماد نتجت عن اندلاع بركان آخر هو إيوبانجو الذي حلت محله بحيرة الآن، ويقع كل من بركان كويزالتبيك وإيوبانجو على الحافة التي تحيط بالوادي الذي تقع فيه العاصمة سان سلفادور.

وأوضح شيباتا أن البقايا البشرية ( التي يجرى التعرف على نوعها إذا كانت ذكرا أو أنثى ) في موقع الدفن وهو حائط مبني من الطين اللبن، تعد إلى جانب الحقل دليلا قويا على أن المستوطنين القدامى من قومية المايا قد اختاروا بشكل خاص أن يعيشوا في منطقة نيوفو لوردس التي تقع بالقرب من نهرين هما السوسيو والليمبا.

وقال شيباتا ” إنه استنادا إلى هذه الاكتشافات يمكن أن نفهم بطريقة علمية كيف وأين كان الناس يعيشون في ذلك الزمن، وليس ذلك فقط بسبب القرب من النهرين “.
وأضاف ” إن ما يثير الاهتمام هو أنه في فترة ما قبل الكلاسيكية وهي الفترة التي شهدت مولد حضارة المايا استقر الناس هناك لزراعة الأرض وعندما اندلع البركان دفن هؤلاء السكان “.

وأوضح شيباتا قائلا إنه ” بعد مرور مئات الأعوام على هذا الحدث عاد الناس مرة أخرى، وربما كان السبب في ذلك هو أن المنطقة تقع بالقرب من النهر وهو مصدر للمياه الضرورية لحياتهم، ثم ثار بركان آخر والآن هناك إناس يريدون مرة أخرى العيش في ذلك المكان “.

وقال إن الاكتشافات تتفق مع فترة ما قبل الكلاسيكية في حضارة المايا، ومضى قائلا  ” إن هناك مناقشات كثيرة حول الوقت الذي ثار فيه بركان إيوبانجو، ومع ذلك فقد ثبت أنه اندلع خلال الفترة بينعام 400و536بعد الميلاد، غير أن القطع المكتشفة في موقع الدفن تم إرجاع تاريخها إلى أواخر الفترة الكلاسيكية للمايا بين 600و900بعد الميلاد”.
وتعليقا على الطريقة التي تم بها توصيل خبر اكتشافات نيوفو لوردس إلى مكتب التراث الثقافي الوطني بالسلفادور قال شيباتا إنه من الشائع تماما أن يلعب الحظ دورا في الاكتشافات الأثرية  بالسلفادور.

وأضاف إنه غالبا ما يعثر العمال ” بالصدفة ” على شيء له أهمية كبيرة للبلاد، وبعدئذ يقوم أحد سكان المنطقة ” بالصدفة ” بإبلاغ الأمر إلى مكتب التراث الثقافي الوطني.
وعلى الرغم من أن السلفادور دولة صغيرة إلا أنه يوجد بها أكثر من 670موقعا أثريا مسجلا تنتمي معظمها لحضارة المايا القديمة.

 

الاقسام

اعلانات