الاثار العالمية

في السلفادور.. اكتشاف موقع أثري لحضارة المايا تحت رماد بركاني

dtl_15_7_2013_9_41_25

عام وما قبلها هو عمر الأواني التي تم اكتشافها بالصدفة لحضارة المايا في نيوفو لوردس
– عثر خبراء الآثار أيضا على دليل بوجود حقل لقصب السكر يقع تحت القطاع الأول الذي تم حفره واكتشافه، وتبلغ مساحة الحقل حوالي 500 متر مربع، ويبدو أنه يقع على عمق يتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار
ألقى اكتشاف أثري حديث في السلفادور الضوء على المستوطنات القديمة لقومية المايا، ويتضمن الاكتشاف ست أوانٍ فخارية كاملة يرجع تاريخها إلى الفترة الكلاسيكية المتأخرة، وهي الفترة التي شهدت ازدهار حضارة المايا وبقايا بشرية، وبالقرب من اثنتين من الأواني موضوعتين كقربان يرجع تاريخهما على ما يبدو إلى 1200عام فائت على الأقل.
وفي مقابلة صحفية قال شيوني شيباتا مدير قطاع الآثار في مكتب التراث الثقافي الوطني في السلفادور لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن هذا الاكتشاف الذي تم في غربي منطقة نيوفو لوردس في إقليم كولون الذي يبعد بمسافة 20 كيلومترا عن العاصمة سان سلفادور يعد ذا أهمية تاريخية، حيث إن توزيع الموجودات والبقايا المكتشفة يشير إلى أنها تشكل جزءا من قرية سابقة.
وكان العمال الذين ينفذون مشروعا لإقامة مجمع سكني هم أول من نقل خبر هذا الاكتشاف، حيث كانوا يحفرون الأرض لوضع أنابيب المياه، عندما عثروا على قطع من الفخار المكسور، وشرائح من الزجاج البركاني، وأجزاء أثرية متناثرة من الفخار، حينئذ توقف العمال عن الحفر على الفور، فقد تبين لهم أنهم عثروا على موقع أثري، وأنه يتعين عليهم استدعاء خبراء الآثار.
وأوضح شيباتا، وهو ياباني الجنسية ولكنه حصل على إقامة دائمة في السلفادور، أن خبراء الآثار الذين توجهوا إلى نيوفو لوردس في الحال لاحظوا أن المنطقة تأثرت باندلاع بركان إل بوكويرون أو كويزالتبيك.
كما أوضح أن هناك طبقة من الرماد البركاني سمكها متر واحد، تغطي القطع الأثرية التي تم اكتشافها بعد ذلك، وقد بدأ العمل في أواخر شهر مايو الفائت لإزالة طبقة الأرض ودراسة المخلفات الأثرية.
كما عثر خبراء الآثار أيضا على دليل بوجود حقل لقصب السكر يقع تحت القطاع الأول الذي تم حفره واكتشافه، وتبلغ مساحة الحقل حوالي 500 متر مربع، ويبدو أنه يقع على عمق يتراوح بين مترين إلى ثلاثة أمتار.
ووجد الأثريون تحت الطبقة الأولى من الرماد طبقة أخرى من الرماد نتجت عن اندلاع بركان آخر هو إيوبانجو، الذي حلت محله بحيرة الآن، ويقع كل من بركان كويزالتبيك وإيوبانجو على الحافة التي تحيط بالوادي الذي تقع فيه العاصمة سان سلفادور.
وأوضح شيباتا أن البقايا البشرية (التي يجري التعرف على نوعها إذا كانت ذكرا أو أنثى) في موقع الدفن، وهو حائط مبني من الطين اللبن، تعد إلى جانب الحقل دليلا قويا على أن المستوطنين القدامى من قومية المايا قد اختاروا بشكل خاص أن يعيشوا في منطقة نيوفو لوردس التي تقع بالقرب من نهرين هما السوسيو والليمبا.
وقال شيباتا: “استنادا إلى هذه الاكتشافات يمكن أن نفهم بطريقة علمية كيف وأين كان الناس يعيشون في ذلك الزمن، وليس ذلك فقط بسبب القرب من النهرين”.
وأضاف: “إن ما يثير الاهتمام هو أنه في فترة ما قبل الكلاسيكية، وهي الفترة التي شهدت مولد حضارة المايا، استقر الناس هناك لزراعة الأرض، وعندما اندلع البركان دفن هؤلاء السكان”.
وأوضح شيباتا قائلا: “بعد مرور مئات الأعوام على هذا الحدث عاد الناس مرة أخرى، وربما كان السبب في ذلك هو أن المنطقة تقع بالقرب من النهر، وهو مصدر للمياه الضرورية لحياتهم، ثم ثار بركان آخر، والآن هناك إناس يريدون مرة أخرى العيش في ذلك المكان”.
وقال إن الاكتشافات تتفق مع فترة ما قبل الكلاسيكية في حضارة المايا؛ ومضى قائلا: “هناك مناقشات كثيرة حول الوقت الذي ثار فيه بركان إيوبانجو، ومع ذلك فقد ثبت أنه اندلع خلال الفترة بين عام 400 و 536 بعد الميلاد، غير أن القطع المكتشفة في موقع الدفن تم إرجاع تاريخها إلى أواخر الفترة الكلاسيكية للمايا بين 600 و 900 بعد الميلاد”.
وتعليقا على الطريقة التي تم بها توصيل خبر اكتشافات نيوفو لوردس إلى مكتب التراث الثقافي الوطني في السلفادور قال شيباتا: “من الشائع تماما أن يلعب الحظ دورا في الاكتشافات الأثرية في السلفادور”.
وأضاف إنه غالبا ما يعثر العمال بـ”الصدفة” على شيء له أهمية كبيرة للبلاد، وبعدئذ يقوم أحد سكان المنطقة بـ”الصدفة ” بإبلاغ الأمر إلى مكتب التراث الثقافي الوطني.
وعلى الرغم من أن السلفادور دولة صغيرة، إلا أنه يوجد بها أكثر من 670 موقعا أثريا مسجلا تنتمي معظمها إلى حضارة المايا القديمة

الاقسام

اعلانات