الاثار العربية المتاحف والمعارض

معرض الكتاب في الزعتري: دعوة للتبرع بالكتب لإثراء العقل والروح للاجئين

image
مجموعة من الكتب التي تم التبرع بها للمعرض الذي سيقام في الزعتري-(من المصدر)

 

تغريد السعايدة
عمان- بعيداً عن التبرع والتطوع التقليدي الذي تقدمة الكثير من المنظمات للاجئين في مخيم الزعتري، هناك آخرون يعملون في جانب آخر يهتم بالجانب الثقافي والتعليمي للمهجرين السوريين، الذين أجبرتهم ظروف بلادهم على التخلي عن كثير مما كانوا يحبونه كالثقافة والقراءة.
ومن أجل ذلك، قامت مجموعة “بأيدينا التطوعية”، بتنظيم معرض كبير للكتاب في مخيم الزعتري، بالتعاون مع أكثر من جهة تطوعية وثقافية، ومنها أزبكية عمان وجمعية ناشرون للثقافة والأدب، وجمعية رعاية الطفل في المفرق.
المشرف التطوعي في مجموعة “بأيدينا” بسام الديري، قال لـ”الغد”: “إن الناس اعتادوا على التبرع للاجئين السوريين في الزعتري بأشياء تقليدية، مثل الملابس والطعام وغيرها مما يحتاجونه، وهم بالفعل بحاجة إلى مثل ذلك، إلا أن هناك جانباً آخر قد لا يلتفت إليه الكثيرون، ألا وهو الجانب الثقافي”.
ويبين الديري أن سكان الزعتري يضمون فئات كثيرة ومختلفة من أفراد المجتمع، ولدى الكثير منهم حب المطالعة والثقافة، ونحن نعمد إلى تحفيز الجانب الثقافي، كون المخيم يفتقر إلى مثل تلك المبادرات من أشكال الدعم المختلف.
ويقول الديري إن المجموعة بدأت بالفعل باستقبال التبرعات بالكتب التي سيتم ترتيبها في أركان المعرض، والمنوي إقامته في الثاني عشر والثالث عشر من الشهر الحالي؛ حيث تم بالفعل التعاون مع بعض الأشخاص الموجودين خارج الأردن، مثل الإمارات التي بدأ متطوعوها بتجميع الكتب، ليصار فيما بعد إلى شحنها للمجموعة في الأردن.
وبعد ذلك، ستكون هناك فترة محددة للبدء بعمل فرز للكتب، بحيث يتم تصنيفها إلى أقسام متنوعة ووضعها في المعرض، ليستطيع كل شخص التوجه إلى الزاوية الثقافية والتعليمية التي يرى فيها نفسه.
ويشير الديري إلى أن الزيارات المتتابعة لمخيم الزعتري من قبل العديد من المتطوعين أظهرت أن هناك أشخاصا بالفعل ينتظرون مثل تلك المبادرات التي توقظ الجانب الثقافي لديهم؛ إذ إن فيهم أشخاصا يحبذون القراءة والمطالعة في الأوقات التي يقضونها داخل المخيم، في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، أجبرتهم عليها ظروف اللجوء القاسية.
فهم عدا عن العوز المادي الذي يعانونه في حياتهم، إلا أن الجهات التطوعية والتي لديها القدرة على تقديم الدعم يجب أن لا تهمل الجانب التعليمي والثقافي لديهم؛ إذ إن الحفاظ على “التغذية العقلية” له إيجابياته على الشخص، وبحاجة إلى تغطية ودعم من قبل القادرين على فعل ذلك.
ويدعو الديري كل شخص لديه القدرة والرغبة في المساعدة أن يقوم بتقديم الدعم من خلال التبرع بما يستطيع من الكتب، سواء كانت جديدة أو مستعملة، مؤكدا أن متطوعي مجموعة “بأيدينا” على أتم الاستعداد للوصول والتواصل معهم من أجل تجميع تلك الكتب، والعمل على وضعها ضمن رفوف المعرض.
ويقول “إن الفترة التي يتم فيها استقبال التبرعات يكون العمل فيها جاريا على فرز الكتب وتصنيفها كل حسب مضمونه”، وكذلك ترتيبها بحيث تتناسب والأعمار المستهدفة في المعرض.
ومن أبرز الجهات الثقافية التي تدعم المعرض؛ “أزبكية عمان”، بحسب الديري، والتي بين أنها ستكون الجهة الداعمة من حيث تزويدهم بالكتب المختلفة بأعداد كبيرة، وكذلك العمل على الإشراف على المعرض من حيث الجانب الثقافي، بينما سيقوم متطوعو المجموعة بالعمل على تنظيم المعرض بتفاصيله كافة، وتنظيم تواجد الزوار للمعرض والإشراف على عملية حصولهم على الكتب.
ولزيادة الإقبال على المعرض، قال الديري إن هناك مجموعة من المسابقات التعليمية والثقافية التي سيتم تنظيمها داخل المعرض، وسيتم تقديم هدايا “كتب” للفائزين فيها، وهذا على سبيل الدعم النفسي والثقافي في الوقت ذاته، وبخاصة لفئة الأطفال منهم؛ إذ إن التغذية العقلية و”غذاء الروح” له ذات أهمية في مجال دعم اللاجئين.
وتأسست مجموعة “بأيدينا” قبل سنة تقريباً، وهي تهتم بالجانب التطوعي والدعم للاجئين السوريين المتواجدين على الأراضي الأردنية، ولديها العديد من الفعاليات والأعمال التطوعية، وتضم مجموعة كبيرة من الشباب الراغبين في الدعم، بمختلف الأشكال، وكانت قد أسست فرقة فنية للأطفال في سبيل إيوائهم فنياً وثقافياً، ودعمهم في ظل الظروف التي يعاني منها أطفال اللجوء، وغيرهم من الأطفال.
tagreed.saidah@alghad.jo

الاقسام

اعلانات