يُعد هدم المقابر الثلاثة هو ثالث اعتداء موسع على المناطق الأثرية في مدينة تدمر السورية
قال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا مأمون عبد الكريم إن الجماعات المسلحة التابعة للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم “الدولة الاسلامية” دمرت ثلاثة أبراج لمقابر معروفة في مدينة تدمر الأثرية.
إعلان
وأضاف في تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء فرانس برس أن المسلحين “قصفوا أبراج المقابر الثلاثة التي تعتبر الأهم والأجمل بين آثار المدينة القديمة.”
يأتي ذلك بعد تدمير المذبح الأثري لمعبد بعل شامين، الذي مر بعملية تجديد في الفترة الأخيرة والواقع تحت سيطرة الجهاديين من تنظيم الدولة منذ مايو/ آيار الماضي، وهدم معبد “بل” الذي يرجع تاريخه إلى ألفي عام.
وقال عبد الكريم: “تلقينا تقارير منذ عشرة أيام عن الحادث، لكننا لم نتأكد من الأخبار إلا منذ قليل.”
وأضاف: “لدينا صور بالقمر الصناعي من مبادرة التراث السوري، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، التقطت في الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري.”
وأكد أن المقابر التي هدمها تنظيم الدولة تضمنت المعلم الأشهر على الإطلاق في المعبد، وهو برج “إلاهبل”.
وكانت مدينة تدمر، وأربع مقابر خارج سور المدينة القديمة قد سُجلت بين مواقع التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1980.
وخصت المنظمة الأممية المقابر الموجودة في تدمر أثناء تسجيلها في لائحة التراث العالمي بأنها بصفات تضمنت أنها “الأقدم” و “الأهم” بين الآثار الجنائزية بالمدينة القديمة.
وأضافت المنظمة في وثيقة التسجيل أن تلك المقابر عبارة عن “مباني مرتفعة متعددة الطوابق كانت مملوكة لأغنى الأسر القديمة في تدمر.”
وأضافت أن “واجهات تلك المبان التي لا زالت صامدة، وأهمها برج إلاهبل، تحتوي على قوس أثري مع تابوت حجري في نصفها الأعلى، وهو التابوت الذي استخدم في العصور القديمة لدعم التمثال الممدد.”
وكانت الممرات والغرف الداخلية مقسمة ببعض الحفر الرأسية الصغيرة التي استخدمت كمحاريب لدفن الموتى تُغطى بألواح من الأحجار منحوت عليها صور للمتوفى ملونة بألوان مبهجة.
وأصبح العنف وتدمير الآثار الثمينة ذات القيمة التاريخية العالية من السمات المميزة لتنظيم الدولة منذ بدأ في تأسيس ما يُسمى بدولة “الخلافة” مترامية الأطراف في العراق وسوريا.
ولم يقتصر تدمير التنظيم للمعالم الأثرية على سوريا، إذ دمر مسلحوه تماثيل، ومعابد، ومخطوطات أثرية في مدينة الموصل العراقية علاوة على هدم مدينة النمرود الأشورية.