معرض للرسم على الزجاج والحصى للفنانة محاسن الإمارة في كربلاء

معرض للرسم على الزجاج والحصى للفنانة محاسن الإمارة في كربلاء

علي سعيد

30عملا فنيا بين رسم تشكيلي وعمل على الزجاج والرسم على الحصى والكولاج هي حصيلة اول معرض فني للفنانة محاسن الإمارة ابنة الفنان العراقي صاحب أحمد..الاعمال التي زينت جدران وقاعة قصر الثقافة والفنون حملت الكثير من المعاني والرسائل في وقت تزداد فيه الظلمة والتعصب وفي زمن يتراجع فيه الفن الى مستويات أدنى فكان المعرض ايضا تحريكا لبركة خامدة ظل يحركها الادب فيأتي هذا المعرض الذي جمع ما بين الماضي والحاضر وحمل عنوان (ترانيم حلم سومري) . ورغم ان المعرض اقيم لمدة يومين ، لكنه ترك اثرا من الوان على الجدران ورائحة عبقة تزاحمت بين الاخضر والازرق حين تتحدث اللوحة عن الماضي والمدينة المقدسة لأنها ابنة كربلاء المقدسة واتخذت من بعض لوحات الآيات القرآنية لتكون تعبيرا عن ان الفن جمال ايضا يصنع الحياة الجميلة..اللوحات التي عرضت تحمل حتى في حزنها ابتهاجا مخبوءا يظهر من خلال استخدام اللون الاسود الذي يعبر عن تلك الخطوط التي تريد العبور الى مخيلة المتلقي على انها خطوطه الخاصة وما عليه الا ان يفكر ليمسك بتلابيب المعنى ويأخذ من الالوان فرصة لتحويلها الى رسائل مبثوثة ، لان الكثير من هذه اللوحات يحمل أسئلة عديدة..ولان المعرض لم يكن مختصا باتجاه فكري واحد او لحقبة زمنية ، لذلك فان الرسائل والاسئلة أخذت مساحة التأويل ومساحة المعنى خاصة وان حركات فرشاتها وأعمالها اليدوية لا تتنازل عن صنع الجمال فتبدو انها ريشة تريد الانطلاق الى الامام..ولان هذا المعرض هو الاول للفنانة الإمارة التي ارادت ان تمنح نفسها فرصة لتميز وألا تتعكز على اسم الاب الفنان العراقي الكبير فأدخلت في اسمها اسم لقب جميل يميزها عن كينونة هادفة رغم انها وضعت اسم والدها في دفتر العنوان الذي حمل تفاصيل معرضها وهو عرفان منها لتلك الذائقة التي انسلت عبر تناسل الجينات..اللوحات الجميلة كانت متنوعة في مدارسها فهي ما بين المدرسة الرمزية والتعبيرية التجريدية وحتى التكعيبية المضمخة بالواقعية وهي محاولات فنية لإيصال معنى اللوحة التي تتخذ من منهج المدرسة الدالة على مدلولها..ولو تتبعنا اثر اللوحات لوجدنا ان الضربة الواحدة لا تأتي عبر خطوط متقاطعة بل في الكثير من الاحيان عبر باقة لونية تسلط عليها الضوء لتأخذ قياسات المعنى والتحليل حتى في تلك التي اشتغلت عليها في الرسم على الزجاج وعملت أيضا الكولاج والرسم على الحصى ولهذا نرى ان اهداف اللوحات عديدة تبدأ من حضارة سومر كونها منبع الفن والرسم والسومريات وهو ما نجده في بعض اللوحات كادخال الحرف المسماري الى جانب الحرف العربي وخط الرسم التشكيلي للحرف القرآني..فضلا عن رؤيتنا للوحات تأخذ معنى سياسيا ودينيا في التعايش السلمي ووحدة العراق واهمية الفن في بث رسالة التوعية ضد الفساد والطائفية..انها تريد ان تقول في لوحاتنا ان الفن هو الناشر للسلام حتى تلك التي تبرز المرأة على انها الانسان الفاعل فهي تعني بالنسبة للإمارة مرة الارض ومرة الانثى ومرة الحياة بمعناها الاشمل وهو ما يحيطها بلون ازرق او خطوط ملونة تجريديا. وهي تؤكد ايضا سبب العنوان بانه حلم سومري هو حلمي وحلم كل عراقي في بناء دولة آمنة مستقرة مزدهرة بالثقافة والفن كما كان أجدادنا في حضارة وادي الرافدين وانه حلم ان نتخلص من السلبيات والأحداث التي مربها العراق بعد 2003.