المتاحف والمعارض

منح متحف ريتشموند 73 عملاً فنياً بقيمة 200 مليون دولار

image

 

منح متحف ريتشموند 73 عملاً فنياً بقيمة 200 مليون دولار
الوسط – جعفر الجمري

تبرَّع الزوجان مغلوثلين بـ 30 مليون دولار للمتحف العام 2010
ما يحقق قفزات في واقع الأمم. ما يجعلها عصيَّة على اللحاق بها. ما يجعلها قادرة على تفعيل حالات من الإبداع والإدهاش والفارق من الفعل في الحياة، هي المبادرات. ليست مبادرات حكوماتها وسياسييها؛ بل مبادرات أفرادها الذين يكونون في حال وئام ومصالحة مع أنفسهم حين يبادرون بأعمال ومواقف تضيف إلى رصيد الأمة، في تحطيم لحال من الأثرة والأنانية التي تكاد تسِم هذه المدنية، بحكم إيقاعها وضوابطها المادية الغارقة والمتورطة في الأنانية حتى العظم.
زوجان أميركيان: جيمس دبليو، وفرانسيس جيبسون مغلوثلين، من ولاية فرجينيا، قضيا سنوات في شراء وجمع أعمال فنية مهمة، لأسماء بارزة في المشهد الفني الأميركي، قرَّرا منح مجموعتهما المكونة من 73 عملاً، وتُقدَّر قيمتها بأكثر من 200 مليون دولار إلى متحف عاصمة الولاية (ريتشموند)؛ الأمر الذي ساهم في إغناء وتعميق مجموعة المتحف، وقبل ذلك بسنوات، ساهم الزوجان بمبلغ 30 مليون دولار دعماً للمتحف الذي مثله مثل كثير من المتاحف الأميركية يعاني من صعوبات مالية بسبب كلفة التشغيل؛ علاوة على الموازنة التي تستنزف الجانب الإداري؛ وعدم قدرة كثير منها على شراء أعمال فنية تعزز حضورها بين المتاحف التي تقدر بعض محافظها بمئات ملايين الدولارات؛ مقابل متاحف تعاني عجوزات مالية. بيغي مكغلون كتبت تقريراً في صحيفة «واشنطن بوست» يوم الجمعة (16 أكتوبر/تشرين الأول 2015)، هنا أهم ما جاء فيه.
تبرَّع الزوجان جيمس دبليو وفرانسيس جيبسون مغلوثلين بثلاثة وسبعين عملاً من الفن الأميركي إلى متحف ريتشموند للفنون الجميلة، بولاية فرجينيا. وتقدَّر قيمة التبرُّع بأكثر من 200 مليون دولار أميركي.
وتضم المجموعة 12 عملاً لجون سينغر سارجنت، وخمسة لجورج بيلوز، وقطعاً لماري كاسات، جيمس أ. إم ويسلر، وشيلد هسام. وسيتم التثبيت الدائم للأعمال الفنية لعرضها للجمهور في أروقة مغلوثلين للفن الأميركي ابتداء من 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
وكان الزوجان مغلوثلين قد وعدا بتوريث مجموعتهما في العام 2005، بعد أن دشَّن المتحف معرضاً يضم العديد من أعمالهما. ولكن في العام الماضي (2014)، قررا التبرع بها في أقرب وقت ممكن، وذلك هو ما حدث في العام الجاري (2015).
وقال جيمس مغلوثلين: «نحن نعتقد أنه سيكون من الرائع أن نتشارك الأعمال الفنية مع أكبر عدد من الناس بدلاً من إبقائها لأنفسنا. نحب الأعمال جميعها، ولكننا سنكون سعداء جداً لرؤية الآخرين وهم يستمتعون برؤيتها».
وساهمت الأعمال المُتبرَّع بها في توسيع مقتنيات المتحف الأميركي إلى حد كبير، وفقاً للأمين المساعد لمتحف فرجينيا للفنون الجميلة، لشئون فن الرسم الأميركي والفن الزخرفي، سوزان جيه. راولز.
وأضافت راولز «إنها أعمال فنية إبداعية تمتد إلى قرن وتغطي الفترة ما بين 1830 و 1930، وتنتمي إلى مدرسة نهر هدسون (تأسست المدرسة بوصفها أول جماعة من الفنانين الأميركيين، قامت من أجل تطوير وتنمية أسلوب متميز لتصوير المناظر الطبيعية. وأخذت المدرسة في الازدهار منذ العام 1825، حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. صوَّر الفنانون الأوائل من هذه الجماعة مناظر كثيرة لوادي نهر هدسون في نيويورك. وفيما بعد، صوَّروا مناظر طبيعية لمساحات متباينة في أميركا الشمالية والجنوبية) مروراً باللوحات التي تنتمي إلى تيار الحداثة، وهي واحدة من أهم المجموعات التاريخية في الفن الأميركي يملكها أفراد، وستسهم بشكل عميق وكبير في تعزيز مجموعة متحف فرجينيا للفنون الجميلة ابتداء من هذه الفترة»، بحسب ما قالت راولز في بيان صحافي.
جميع الأعمال باستثناء 20 منها تم عرضها في معرض متحف فرجينيا للفنون الجميلة في العام 2005 والعام 2010، وعديد منها تمت إعارته إلى متاحف رئيسية في البلاد، لوحتان للفنان جون سنغر سارجنت: «سارجنت: صور لفنانين وأصدقاء»، بعد عرضهما في متحف متروبوليتان للفن في نيويورك.
بدأ الزوجان مغلوثلين جمع الأعمال الفنية في منتصف تسعينات القرن الماضي. وقد كانا داعمين للمتحف منذ فترة طويلة، وتبرعا بنحو 30 مليون دولار في العام 2010 لتمويل جانب من التوسعة في المتحف؛ كما منحا المتحف لوحتين، الأولى لوليام ميريت تشيس «صياد الجرحى» والثانية لوحة جون سنغر سارجنت «ريالتو».
يشار إلى أن وليام ميريت تشيش ولد في إنديانا العام 1849، ثم انتقلت عائلته إلى سينت لويس. قضى في أوروبا ست سنوات في دراسة الرسم، وعاد إلى أميركا ليؤسس مُحترفاً خاصاً به، وبدأ في تدريس التلاميذ الرسم. انتخب رئيساً لجمعية الرسامين الأميركيين في العام 1885، وظل يشغلها كوظيفة لمدة عشر سنوات. في أواخر حياته عمل مدرساً للرسم في إنجلترا وإسبانيا وهولندا وإيطاليا. من أشهر تلاميذه جورجيا أوكيف، وتشارلز تشيلر وغيرهما؛ مع أن أسلوبه وأفكاره أثَّرا على أجيال عديدة ومتعاقبة من الفنانين.
كما يُذكر أن جون سنغر سارجنت، ولد لأبوين أميركيين في 12 يناير/كانون الثاني 1856 بفلورنسا، وتوفي في 15 أبريل/نيسان 1925 في العاصمة البريطانية (لندن)، ويُعدُّ من أهم الرسامين الأميركيين في وقته.
درس في كل من إيطاليا وفرنسا، وفي العام 1871 سافر إلى مدينة دريسدن الألمانية، ومن هناك سافر مرة أخرى إلى البندقية في إيطاليا. كانت أولى رحلاته إلى أميركا في العام 1876. أقام أول معرض لرسوماته في صابون باريس العام 1878. انتقل بعدها إلى لندن في العام 1884، وجعل من بريطانيا موطنه الدائم. أنجز سارجنت أعماله الرئيسية في أوروبا؛ حيث قضى أكثر سنوات عمره في بريطانيا.
يعمل جيمس مغلوثلين في مجلس أمناء المتحف، فيما عملت فرانسيس مغلوثلين في المجلس نفسه في الفترة ما بين 1998 – 2008.
جيمس المولود في ولاية فرجينيا، هو الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة – بريستول، التي باعت حصتها في منجم للفحم بمبلغ مليار دولار في العام 2009.
وقال جيمس مغلوثلين، إنهما لم يمنحا كل ما اشترياه. بعضه لا يستحق أن يكون في المتحف، ولكن عملاً واحداً مهماً له قيمة عاطفية بالنسبة لهما، وهي اللوحة الأولى التي اشترياها معاً، وهي لروبرت هنري، وكانت هدية بمناسبة عيد ميلاد زوجته، وستبقى في منزلهما.

الاقسام

اعلانات