الاثار العربية

فسيفساء أرضية الكنيسة البيزنطية بغزة عرضة للتلف

25

الفلسطينيون المقيمون في مدينة جباليا بقطاع غزة يشعرون بقلق بالغ على مستقبل لوحات الفسيفساء في أرضية الكنيسة البيزنطية الأثرية بمدينتهم بسبب نقص التمويل اللازم لترميمها.
فهناك خمسة آلاف عام من التاريخ الرائع تحت رمال قطاع غزة تحكي ذكريات منذ البطل شمشون وحتى الجنرال البريطاني اللنبي.
وحكم تلك البقعة الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للبحر المتوسط المصريون القدماء والفلسطينيون والرومان والبيزنطيون والصليبيون. ولقد حاصر الاسكندر الأكبر المدينة وزارها الامبراطور هادريان. وأغار المغول على غزة التي جاء الفتح الاسلامي لها قبل 1400 عام لتصبح فيما بعد جزء من الامبراطورية العثمانية ثم عسكر فيها جنود نابليون ثم أصبحت ساحة لمعارك الحرب العالمية الأولى فيما بعد. لكن العديد من المواقع الأثرية في المنطقة تواجه حاليا الاندثار والتلف بشكل دائم بسبب عدم ترميمها. ويعود تاريخ الكنيسة البيزنطية التي تقع في جباليا بشمال قطاع غزة الى الحقبة البيزنطية ويتألف الموقع من عدة مبان يحيطها سور خارجي ويشمل كنيستين ومقبرة وأرضية من الفسيفساء. وتقول وزارة السياحة في غزة انها تجاهد للحفاظ على فسيفساء جباليا نظرا لنقص التمويل. ويقول مندوبون للوزارة ان المنظمات الدولية لم تسهم في ترميم الموقع بسبب قضايا سياسية ذات الصلة بالعمل مع الحكومة التي تقودها حركة حماس في قطاع غزة.
وقال محمد اسماعيل الخلة وكيل مساعد وزارة السياحة والاثار في غزة “المنظمات الدولية مثل اليونيسكو لم تقوم بدورها تجاه هذه المواقع بسبب هو حجتها طبعا لا تصرح بها.. لا تصرح بها بشكل مباشر.. لكن نحن نلاحظها ونستشفها من تصريحاتهم وكلامهم انهم لا الوضع السياسي القائم انما علاقتنا تكون مباشرة مع رام الله.”
وقال مهندس اثار يدعى حسن ابو حلبية ان أجزاء من الموقع على مقربة من الأرضية المصنوعة من الفسيفساء دمرت في غارات اسرائيلية على قطاع غزة في نوفمبر 2012. وأضاف أبو حلبية “تعرضت هذه الكنيسة الى قصف من قبل الطائرات الصهيونية وقد أحدثت أضرار كبيرة في هذا الموقع وكان لها أثر كبير على تدمير بعض المرفقات للكنيسة البيزنطية في جباليا.”
وعادة ما تغطي الرمال لوحات الفسيفساء على الأرضية ـ التي اكتشفها عمال مصادفة في عام 1992 ـ وذلك لحمايتها من تقلبات الطقس. لكن مع تزايد قلق سكان المنطقة بشأن توفر تمويل مستقبلي لترميم الموقع الأثري يخشى السكان من أن تصبح لوحات الفسيفساء أثرا بعد عين.

الاقسام

اعلانات