المتاحف والمعارض

على تخوم الحكاية”: معرض يحاكي تطلعات الإنسان وأشواقه

image

 

منى أبو صبح
عمان- تناولت ثلاثون لوحة لأستاذ تاريخ الفن في جامعة فيلادلفيا الفنان د. مروان العلان، موضوعين رئيسين هما (الإنسان والمكان) في معرضه الفني “على تخوم الحكاية” الذي افتتح الثلاثاء الماضي، وذلك في منتدى الرواد الكبار.
ولعل تركيزه على موضوعي (الإنسان والمكان) بالذات كون الإنسان كائن ذو أشواق وتطلعات ويعيش حالة من الانسجام والكبت تحت ظل الظروف القلقة التي تمر بها المنطقة العربية، واقفا عند موضوع المرأة بشكل خاص مسلطا الضوء على مفهوم الحرية.
لوحات الفنان الخاصة بالمرأة ذات شقين في الغالب؛ إحداها متعمد لملامح الجسد، أو الخروج من حساسية التناول من خلال التركيز على الوجه وتحميله عبئا جماليا ثقيلا في ظل غياب الجسد.
ويركز العلان في المكان على مدينة القدس مصوبا ألوانه وخطوطه وتصوراته الفكرية والنفسية إليها.
الجديد في معرض العلان ليس المضامين التي تحملها لوحاته، وإنما استخدامه لطرق مختلفة تعد جديدة في هذا المجال، فالعديد من لوحاته يمكن قراءتها على أي اتجاه كانت اللوحة، لا لكونها تجريداً لا مضمون فيه ولا اتجاه له، ولكن لأن الفنان تمكن بتقنية ذكية من إعادة رسم المشهد الفني للوحة من اتجاهات عدة، كما في لوحات مثل: “نقوش مقدسية” و”فلسطين وشهداؤها” و”لوحة القدس ذهاباً وإياباً”.
وبرعت ريشة الفنان في رسم الخيول الجامحة في مدينة القدس بتفاصيلها وألوانها المفعمة بالحياة في القسم العلوي، بينما جعل القسم السفلي انعكاسا للعلوي باللونين الأبيض والأسود.
ولوحة الغضب الفلسطيني من خلال (الجمجمة) المشتعلة التي تتوسط البيوت في اللوحة، وكذلك لوحة الأقصى التي جمع بها الفنان أربع لوحات باللون الأحمر الناري، محاطة بالوجوه والورود الحزينة التي تشير إلى الحنين والأمل بالنصر والعودة.
استخدم الفنان في جميع لوحاته الألوان الزيتية، وظهر في بعض منها الكثافة اللونية، بحيث تضفي عمقا وبعدا أكثر للموضوع، كما نفذها على القماش العادي، وأخرى رسمت على (الخيش) بعد معالجتها الفنية.
لوحات المعرض رسمت خلال العام الماضي، باستثناء بعض اللوحات التي رسمت حين كان الفنان مقيماً في القدس وبقيت هناك حتى تمكن من إحضارها وإعادة ترتيب تفاصيلها، بما يجعل منها لوحات جديدة لا تتقادم مضامينها ولا تعاني غربة بين بقية الأعمال.
ويشار إلى أن المعرض يمثل 25 عاما من مسيرة الفنان العلان التي بدأت منذ بدايات مشواره الفني، وأقيمت في أقطار مختلفة منها، سورية والعراق وماليزيا وفلسطين والأردن.
ويذكر أن مروان العلان هو أستاذ تاريخ الفنون في جامعة فيلادلفيا، وحاصل على دكتوراه في الحضارة الإسلامية/ قسم الزخرفة من ماليزيا وماجستير في التاريخ الإسلامي من جامعة بيرزيت/ فلسطين، وبكالوريوس في اللغة العربية من جامعة القدس/ رام الله/ فلسطين، ودبلوم فنون، معهد المعلمين- حوارة- إربد.
وأقام العلان ما يقارب خمسة وعشرين معرضا في كل من الأردن وفلسطين وسورية والعراق وماليزيا، ولديه أربعة عشر مؤلفا في مختلف المواضيع؛ النقد التشكيلي: أربعة كتب، الدراسات البحثية التاريخية، كتابان، الشعر: 3 مجموعات، الروايات: 3 روايات، إحداها بالمشاركة، أما كتب الأطفال فهي: قصة (كتابة ورسومات)، ولديه رسومات كاريكاتير.

الاقسام

اعلانات