علماء ورحالة

لقاء حفيدة عميد الآثاريين بتونس

zbiss 2013 esterno inverso definitivo rr

سبق صحفي جديد لمجلة الآثار الإلكترونية وبتوفيق من الله ثم بطيب أهل تونس ممثلة بحفيدة عميد الآثاريين بتونس الأستاذ سليمان مصطفى زبيس يرحمه الله، والذي كان له فضل كبير بعلمه وجهده وعمله وتعليمه في إكتشاف وإظهار التراث الحضاري لتونس خصوصا والعربي والإسلامي للعالم، وشكر من المجلة والعاملين بها إلى الأستاذة حنان زبيس والتي كان لها فضل كبير بإنشاء موقع إلكتروني خاص بجدها ونشر بحوثه ومقالاته باللغتين العربية والإنجليزية.

نص اللقاء
الأستاذة / حنان زيبس .. حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .
نرحب بك بمجلة الآثار الإلكترونية ويشرفنا عمل مقابلة صحفية معك
*************************************************************
س1: يرجع الأستاذ زبيس لعائلة أندلسية هل بإمكانك أن تحدثينا عن هذه العائلة؟
ج: عائلة “زبيس” يرجع أصلها إلى سرقسطة في اسبانيا. والإسم زبيس مشتق من “يوبيس” بالإسبانية. وقد هاجرت هذه العائلة ضمن آلاف المهاجرين المطرودين من اسبانيا لتستقر في تونس وتحديدا في مدينة تستور في الشمال الغربي و التي أعاد تشييدها المورسكيون على الطراز الأندلسي. عائلة زبيس كانت بالأساس عائلة فلاحية. كانت تمارس الزراعة كمعظم الأندلسيين الذين جاؤوا للبلاد في الهجرة الأخيرة و استقروا على حوض وادي مجردة.

س2: هل تحتفظين بجميع كتب وبحوث الأستاذ زبيس أو يحتفظ بها احد إفراد العائلة؟
ج: في الحقيقة معظم كتب الأستاذ سليمان مصطفى زبيس مازلت موجودة في منزله المقفل حالياً.

س3: نرغب أن تحدثينا عن علاقتك بجدك وتحدثينا عما كان يحب ويكره وما كانت نصائحه لك وللباحثين بمجال الآثار؟
ج: علاقتي بجدي كانت علاقة جيدة لكني لم أعاشره ولم أقترب منه أكثر إلا خلال السنتين الأخيرتين قبل وفاته عندما انتقلت من مدينة تستور حيث أقطن إلى العاصمة لأزاول دراستي الجامعية و كان هو يقطن هناك. في الحقيقة كان ينصحني كثيراً بالمطالعة وكان يحكي لي عن تاريخ الأندلسيين و تاريخ تستور وكان محباً للعلم لا ينفك عن قراءة الكتب و تطوير معارفه إلى أن توفي. و نفس النصائح التي كان يسديها لي كان يسديها أيضا للباحثين بمجال الآثار حيث كان يشجعهم على البحث ولا يبخل عليهم بالإرشاد و النصح و يفتح لهم مكتبته ليستغلوا كتبه و يفرح كثيرا لزيارتهم له.

س4: مجلة الآثار جعلت من نشر العلم والمعرفة هدف رئيسي لها ونرغب بنشر كتب وبحوث الأستاذ زبيس بموقعنا أو موقعه القائم حاليا هل بإمكانك أن توافقين على ذلك؟
ج: هذا شرف لي أن تقوم مجلة الآثار بنشر كتب و بحوث الأستاذ زبيس. اقترح عليكم في البداية نشر بعض مقالاته العملية و التي تجدون نصها الكامل قي الموقع الإلكتروني الذي قمت به للتعريف به. و عنوان الموقع هو
www.smzbiss.org

س5: هل هناك صلة بين الأستاذ زبيس والآثار بالجزيرة العربية وهل تحدث عنها؟
ج: – أعتقد أنه تحدث عنها لأنه كان كثير السفر إلى الخارج و زيارة البلدان العربية لرؤية آثارها و التعاون مع الباحثين فيها لأنه شديد الاهتمام بالتاريخ الإسلامي ليس في تونس فقط وإنما أيضا في الخارج. غير أني لست مطلعة صراحة على كل البحوث التي قام بها.

س6: هل كان الأستاذ زبيس يتحدث عن الآثار بفترة قبل الإسلام خصوصا وأن تونس غنية بها؟
ج: نعم كان يتحدث عن آثار ما قبل الإسلام خاصة عندما يكتب عن تاريخ تونس الذي كما تعلمون كان ثريا جدا قبل وصول الإسلام. كان يتحدث عن الآثار البونيقية و الرومانية و البيزنطية وذلك للآمانة العلمية ولكن بحوثه تركزت خاصة كما قلت لكم قبلا على الآثار الإسلامية. ذلك يعود إلى أنه بدأ عمله كمحافظ للآثار في فترة الإستعمار عندما كان المستعمر الفرنسي يركز اهتمامه بالفترة الرومانية مغفلا تاريخ تونس الإسلامي. فأخذ جدي على عاتقه تعميق البحث في هذا المجال و التنقيب عن الآثار الإسلامية لحمايتها من الاندثار و التعريف بها. وقد حافظ على هذا التوجه و هذه الرسالة النبيلة حتى بعد تونسة معهد الآثار. لقد عمل أيضا على زرع هذا الحماس في الباحثين الذين جاؤوا بعده وتتلمذوا على يده.

س7: علماء الآثار العرب لهم نتاج علمي لا بأس به مثل الأستاذ زبيس ونحاول أن نجمع اغلب نتاج علماء الآثار بالمجلة وذلك بعد موافقة مؤلفيها أو إرسال الباحث أو المؤلف الكتاب أو البحث للمجلة ولكن توجد عوائق عدة منها حقوق النشر وعدم استطاعتنا الوصل لصاحب الكتاب أو البحث، وما دعانا لذلك إن كثير من الباحثين بهذا المجال تنقصهم المراجع وأغلب نتاج علماء الآثار كالكتب والأبحاث متوفرة في بلدهم فقط فالباحث الذي بالسعودية مثلا لا يستطيع قرأت كتاب لعالم تونسي إلا بعد السفر لتونس وشراء الكتاب والبعض لا يستطيع شراءه ولو كان متوفرا بالمكتبات لصعوبة الظروف المادية، ما وجة نظرك بذلك وما تنصحين المجلة والقائمين عليهم بهذا الخصوص؟.
ج: – أوافقكم الرأي عند ما تتحدثون عن الصعوبات التي يواجهها الباحثون إذا أرادوا الوصول إلى بحث أو مرجع ما لباحث عربي في بلد آخر هذا إلى جانب غلاء بعض المراجع بالنسبة لمن يريد شراءها. لذلك أقترح خلق نوع من قاعدة المعلومات بحيث يمكن لكل باحث في مجال ما تسجيل بحثه فيها ووضعه على ذمة الآخرين مجانا أو بمعلوم رمزي على أن يلتزم من ينتفع بهذا البحث بذكر المصدر وهو للأسف ما يغفل عنه الكثيرون إما سهوا أو عمدا مما لا يشجع الباحث على نشر بحثه على الانترنت.
اقترح أيضا خلق نوع من التعاون بين المكتبات في العالم العربي لتسهيل عمل الباحثين ووضع المراجع على الشبكة الالكترونية ولكن هذا يفترض أن تكون كل الكتب والبحوث التي تمتلكها هذه المكتبات مرقمة لكي يسهل استعمالها عبر الانترنت وهو جهد يجب أن تقوم به كل مكتبة في بلدها قبل التفكير في خلق شبكة تعاون عربي. ولكن يمكن البدء شيئا فشيئا في العمل على ذلك ليكون لنا بعد سنوات قاعدة معلومات ومراجع مهمة توفر على الباحثين عسر وتكاليف التنقل وتساهم في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية في بلداننا.

س8: ما هو رأيك بالآثار الإسلامية والقديمة. وهل هناك ارتباط بين تخصصك وعلم الآثار؟
ج: أعتقد أن لدينا كنوزا أثرية كثيرة في العالم العربي تشهد على ثراء الحضارة الإسلامية. وإن البحوث المستمرة في عديد البلدان قد تكشف كنوزا أخرى لا نعرفها ولكن المهم هو التعاون بين الباحثين وتبادل المعلومات حول البحوث والاكتشافات الأثرية للتعريف بها.
فيما يخص إرتباط مجال تخصصي بعلم الآثار لا أعتقد أن هناك ارتباطا مباشرا بما أني أعمل كصحفية ولكني من منطلق عملي أحاول الإطلاع على ما يحصل في تونس من اكتشافات وأبحاث حول الآثار والتعريف بها لدى القارئ.

س9: هل تقومين حاليا بإكمال الدراسات العليا وما هي الشهادات العلمية التي حصلتي عليها؟
ج: – لقد أنهيت دراستي الجامعية بحصولي على الإجازة في الصحافة وعلوم الإخبار سنة 2002. ثم قمت بإعداد ماجستير في علوم وتكنولوجيات الاتصال وأنا الآن أعمل كصحفية ثقافية في مجلة حقائق التونسية التي تصدر باللغة الفرنسية.

س10: ما هي اللغات التي تتحدثينها؟
ج: أتحدث اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية

س11: تحتوي تونس على آثار إسلامية وقبل إسلامية ، هل هذه الآثار تمثل دعم قوي للسياحة بتونس؟
ج: – أجل تمتلك تونس آثار هامة تنتمي إلى كل الفترات التاريخية تقريبا وتشهد على ثراء مخزونها الثقافي وتعدد الحضارات التي مرت بها من الفينيقين إلى الرومان إلى البيزنطيين إلى العرب إلى الأتراك إلى الإسبان إلخ… وهذا يمثل عاملا هاما لجلب السواح إلى بلدنا للتعرف على حضارتنا. ونحن الآن نعمل في تونس على تشجيع السياحة الثقافية عبر تأهيل مواقعنا الأثرية وخلق مسالك تاريخية حسب الحقب والحضارات التي تعاقبت على البلاد وذلك لخلق نوع من الحركية الثقافية والسياحية.

س12: ما هي أبرز المتاحف التونسية وهل لها مواقع الكترونية؟
ج: متحف باردو، متحف المهدية، متحف قرطاج، متحف سوسة إلخ. لها مواقع الكترونية يمكن للزائر رؤيتها على الانترنت.

س13: ما مدى فاعلية أن يكون الآثاري ملماً بأمور أخرى كالتصوير ، والتصميم .. بحكم تجربتكم في هذه المجالات ؟
ج: ليس لدي تجربة كبيرة في هذا المجال ولكن من خلال ما لاحظته من متابعتي لتجربة جدي فقد كان يقوم بكل شيء تقريبا: يصور، يعد الرسوم البيانية، يدون الكتابات التي يجدها على ألواح المقابر، يقوم بالحفريات ثم يقوم بتنظيم وتبويب القطع الأثرية التي يجدها ويشرف على حفظها في معهد الآثار لذلك أعتقد أن الأثري يجب أن يكون ملما بكل شيء يتعلق بمجاله.

س14: من خلال دراستك العليا المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات وعلوم الإعلام .هل ساندت السيد زيبس في بحوثه ونشرها سواء على الصعيد العربي أو العالمي ؟
ج: للأسف فقد توفي جدي وأنا لم أستكمل دراستي الجامعية بعد ولم أستطع أن أعينه في نشر بحوثه ولكني أعمل الآن على ذلك في حدود إمكانياتي كي تبقى أعماله راسخة في التاريخ ويستفيد منها الباحثون في كل مكان.

س15 : أعددتي (( موقع على شبكة الإنترنت عن الآثار تونس )) هل كان ذلك بدافع وميول منك ؟ أم من السيد زيبس – رحمه الله – , أخبرينا عن الموقع ومالفائدة المرجوة من إعداده ؟
ج: لقد أعددت الموقع بعد وفاة جدي وكانت مبادرة مني لإحياء ذكراه والتعريف بما قام به لحفظ الآثار الإسلامية وإخراجها للنور في وقت كانت بلادنا ترزح تحت قيود الاستعمار وكان تاريخها مهددا بالإندثار. لقد قمت بهذا الموقع لأني لاحظت وللأسف أن تونس وكأنها نسيت فضل هذا الرجل عليها فلم تخصص له ولو شارعا باسمه أو مناسبة سنوية لإحياء ذكراه فأردت بمحاولة بسيطة عبر شبكة الانترنت التذكير بأعماله وهو الذي كرس كل حياته لخدمة التاريخ والآثار حتى لا يطويه النسيان.
هذا الموقع يحتوي على معلومات عن جدي ، حياته مسيرته العلمية / كتاباته / مقالاته المكتوبة والإذاعية / صوره إضافة إلى حفلات التكريم التي خصصت له في تونس وخارجها. وأنا الآن بصدد وضع بعض بحوثه المكتوبة على شبكة الانترنت علها تفيد الباحثين اليوم ولا أظن أن جدي كان يتمنى أكثر من ذلك.

س16 : نشكرك على ما تفضلت به من وقت ومعلومات، كلمة أخيرة تودين إلقائها؟.
ج: أود فقط أن أشكركم على تمكيني من هذه الفرصة لأتحدث عن جدي عميد الآثاريين في تونس وعلى الموقع المخصص له والذي أدعوا جميع المختصين في الآثار لإثرائه ببحوثهم وأرجوا لكم كل التوفيق والنجاح بالنسبة لموقعكم.

**********************************************************

عمل اللقاء وقام بتحريره رئيس تحرير مجلة الآثار

الاقسام

اعلانات