الاثار الاثار العالمية الاخبار العالمية التراث العالمي علماء ورحالة متحجرات

سباق لإنقاذ قطع أثرية من حقبة ما قبل التاريخ أبقاها الجليد طي الكتمان

سباق لإنقاذ قطع أثرية من حقبة ما قبل التاريخ أبقاها الجليد طي الكتمان

سقطت بلورات الثلج على وجهي من سقف الخيمة لأستفيق من غفوتي وأسمع صوتا تخلل أغطيتي السميكة فهممت بالخروج منها لأجلس وإحدى عيني ترمق بخاخ إبعاد الدببة.

لم أسمع سوى صوت شلال جدول قريب، وصهيل أحد الجياد التي رافقتنا وهي ترعى بين أحد مروج حديقة يلوستون الوطنية، ثم سمعت صوت أغصان جافة تتكسر مع اقتراب شيء أو شخص ما، وحين أزحت باب الخيمة ألقيت بصري باتجاه الضباب الذي يغطي المرج أسفل جبال أبساروكا وعلى مقربة مني بشبر أو أكثر آثار ذئب ضخم وطأ لتوه الأرض.

وتطرقت إحدى الزميلات لحديث عن ذئاب أربعة اقتربت لتتشمم الأرض خارج خيمتي، وقالت: “إنها الجبال تلقي علينا تحية الصباح. هذه الزيارة تعدنا بيوم مدهش!”

وعلى مدار 15 عاما قضيتها برفقة العلماء بجبال روكي الأمريكية عاينت دببة ضخمة ونجوت من حرائق بالغابات وسبحت عبر أنهار فائضة متعلقا بالجياد أثناء بحثي لاكتشاف قرى في حقبة ما قبل التاريخ. ولم أعتقد يوما أن زيارة ذئب لخيمتي فأل خير. لكن حين أشرقت الشمس بأشعتها الحمراء على سفح التل أمامي وجدت نفسي أنظر لحقول الثلج المتلألئة وأفكر في أي حكاية قديمة قد تكشف عنها برودة تلك الجبال اليوم.

وبوصفي عالم آثار ببيئات الجبال الباردة، فإنني أدرس كيف عاشت ثقافات قديمة بالمرتفعات وبين الثلوج حيث لا تنمو الأشجار. وكثيرا ما يصف زوار تلك البيئات الصخور التي تضربها الريح والوديان الضيقة بين الجبال المتجمدة بالقسوة، لكني أجد تلك البيئات مألوفة لدي لأني تربيت في سفح مرتفعات تيتون بين أحضان جبال روكي بولاية وايومنغ الأمريكية، بل إني لا أشعر بالحياة فعلا إلا على ارتفاع ثلاثة آلاف متر عن الأرض! ومع ذلك لم أدرك كم تخفي البراري من كنوز وحكايات البشر والحجر إلا حين بدأت استكشاف المرتفعات القريبة من مسقط رأسي.
مات ستيرن
بي بي سي

الاقسام

اعلانات