السياحة بالعالم

مصر تستهدف النصيب الأكبر من «كعكة» السياحة السعودية

image

4 ملايين سائح سنويًا ينفقون 64 مليار ريال بالخارج
دعاء محمود

تسعى مصر لتنمية حصتها السياحية من السوق السعودية خلال الفترة الراهنة فى ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة من أوروبا، خاصة أن السعودية من أكثر الدول العربية المصدرة للسياحة للخارج، إذ تصدر ما يقرب من 4 ملايين سائح سنوياً إلى جميع أنحاء العالم، وينفقون نحو 64 مليار ريال سعودى.

وتحتل السعودية المركز الأول فى الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من الدول العربية، وتمثل المركز الرابع عالميًا، إذ سجلت توافد 433 ألف سائح سعودى خلال العام الماضى، بزيادة %24، مقارنة بعام 2014 الذى حقق وصول 350 ألف سائح مقابل نحو 208 آلاف سائح خلال 2013، بنسبة ارتفاع %68.6.

أما فى عام 2012 فزار مصر نحو 242 ألف سائح سعودى مقابل 198 ألف سائح فى عام الثورة 2011 بزيادة قدرها %22.

وسجلت السياحة الوافدة من المملكة خلال عام 2010، الذى يمثل سنة الذروة توافد نحو 375 ألف سائح، ويبلغ متوسط إقامة السائح السعودى فى مصر 15 ليلة، ويعد الأعلى مقارنة بالجنسيات الأخرى، كما يتميز «السعودى» بمعدل إنفاقه المرتفع.

ورغم المقومات الهائلة التى تمتلكها مصر، فإن «القاهرة» ليست الوجهة الأولى للسعوديين، خاصة بعد الأحداث السياسية التى شهدتها عقب ثورتى يناير2011 ويونيو 2013، وتعد مدينة دبى بالإمارات هى الوجهة الأولى للسائح السعودى.

وفى محاولة من قبل وزارة السياحة برئاسة هشام زعزوع آنذاك، لتنشيط الحركة السياحية الوافدة من السوق العربية قام بإطلاق عدة مبادرات هدفها جذب المزيد من العرب لزيارة مصر وعلى رأسها مبادرة «وحشتونا» التى تم إطلاقها فى مهرجان السياحة العربية خلال عام 2014 بهدف جلب مليون سائح عربى لمصر من عدة دول على رأسها السعودية.

وأطلقت الوزارة خلال العام الماضى مبادرة «مصر قريبة» لمدة 6 شهور، بتكلفة تصل لـ5 ملايين دولار فى دول مجلس التعاون الخليجى بهدف زيادة حركة السياحة العربية الوافدة لتحقق نموا يصل إلى 8 % عن العام السابق له.

وأعلنت الوزارة فى ديسمبر 2015 عن إطلاق حملة جديدة «هى دى مصر» فى دول السعودية، والكويت والإمارات لتنشيط الحركة والتى تضمنت فيلما دعائيا مخصصًا للسوق العربية، تحت عنوان «هى دى مصر» ومدته تتراوح من 30: 45 ثانية.

فى هذا السياق، قال محمد عبدالجبار، رئيس قطاع السياحة الدولية بهئية التنشيط السياحى، إن الوزارة تستهدف خلال الموسم الصيفى القادم زيادة حجم السياحة العربية الوافدة لمصر بنحو 30 %، مؤكداً أن هناك خطة طموحًا تعمل عليها الوزارة لتحقيق المستهدف.

وأضاف عبدالجبار، لـ«المال»، أن السوق السعودية تحتل المركز الأول فى حجم السياحة الوافدة، ولذلك تعمل الهيئة حالياً على 3 محاور الأول هو زيادة حجم الميزانية المخصصة لهذه السوق بنحو %25، مقارنة بالأعوام الماضية.

وأشار عبدالجبار إلى أن حملات الترويح متوقفة بشكل مؤقت فى السوقين الروسية والإنجليزية، بسبب الأحداث الأخيرة بعد سقوط الطائرة الروسية أواخر أكتوبرالماضى والتى أسفرت عن مقتل 224 سائحاً ولذلك تم استقطاع جزء من الميزانية المخصصة لهما وضخها فى السوق العربية.

وأكد أن المحور الثانى يتمثل فى اعتزام الهيئة إطلاق حملة ترويجية جديدة فى السوق السعودية خلال شهر رمضان المقبل وفترة الأعياد فى وسائل الأعلام السعودى والمولات لاستقطاب مزيد من السائحين.

وأضاف أنه جارٍ حالياً التفاوض مع وزارتى الخارجية والداخلية لتسهيل تأشيرات دخول العاملات لدى الأسر العربية فى محاولة لإزالة أى معوقات تقف فى وجه السائح العربى.

وتابع: أما المحور الثالث فهناك سعى من قبل وزارة السياحة وهيئة التنشيط للتوصل لاتفاق مع وزارة الطيران المدنى والحكومة السعودية لزيادة حركة الطيران بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة للاستفادة من الموسم الصيفى والذى يعد هو الموسم الرئيسى لهم.

وأكد أن هناك خطة لتسيير رحلات من الرياض وجدة إلى شرم الشيخ والغردقة مع التركيز على شرم الشيخ بالأخص خلال الصيف بالتعاون مع شركة مصر للطيران، لافتاً إلى أنه جارٍ دراسة جداول التشغيل لتسيير هذه الرحلات.

ولفت عبدالجبار إلى أهمية زيارة العاهل السعودى لمصر والتى تعد أول زيارة له فى المنطقة العربية، مؤكدأ أن هذه الزيارة سوف تسهم فى زيادة حركة السياحة الوافدة من السعودية ودول الخليج.

من جانبه قال إلهامى الزيات، رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن زيارة خادم الحرمين لمصر مهمة جداً ومن المؤكد أنها سوف تسهم فى زيادة أعداد السائحين الوافدين من المملكة السعودية، خاصة أن هذه السوق مطلوبة للغاية فى البلاد.

وأضاف الزيات أن الوافدين لن يكونوا بالأعداد الكبرى التى نأملها ولكن السائح السعودى يعادل 15 مرة فى معدل إنفاقه حجم السائح العادى ولذا فهذه السوق تسهم فى زيادة الإيرادات أكثر من الأعداد وهو المطلوب.

وأشار إلى أن هناك جولات ترويجية وتنشيطية كبرى من قبل اتحاد الغرف السياحية سوف يتم إطلاقها فى السوق العربية خاصة فى السعودية، وذلك قبل حلول شهر رمضان لتنشيط الحركة الوافدة من هناك.

وطالب الزيات الجهات المسئولة بضرورة تسهيل إجراءات الجمارك للسائحين العرب، لا سيما الراغبين فى دخول مصر بعرباتهم الخاصة حتى نستطيع استقطاب المزيد منهم.

وعن مبادرات الوزارة لتنشيط السياحة العربية التى تم إطلاقها سابقاً، أكد أنها لم تؤت ثمارها ولم تحقق الأعداد المأمولة، مشيراً إلى أهمية اتخاذ خطوات ترويجية جديدة لجذب السائح العربى لمصر.

ويرى عمرو صدقى، عضو مجلس النواب، أن هذه الزيارة جاءت فى التوقيت المناسب خاصة بعد انتشار بعض الأقاويل التى تشكك فى العلاقات بين مصر والسعودية وفى ظل الضغط الذى تمارسه دول أوروبا على مصر.

وأكد أن الزيارة سيكون لها صدى إيجابى على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والسياحية، متوقعاً أن توجه الاستثمارات السعودية لمصر بكثافة خلال الفترة المقبلة.

وطلب صدقى من العاملين بالقطاع السياحى الدخول فى شراكات مع المستثمرين السعوديين لإحياء المشروعات السياحية القائمة بالفعل أو التى لم تستكمل بدلاً من البدء فى مشروعات جديدة خاصة أن هناك مدنًا مثل مرسى علم والغردفة تحتاج إلى مشروعات خدمية كبرى لزيادة معدلات إنفاق السائحين.

وأكد أن المبادرات التى تم إطلاقها من قبل وزارة السياحة حركت المياه الراكدة، وفق تعبيره، وكان لها أثر فى لفت الانتباه للسوق المصرية.

وقال عادل عبدالرازق، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية سابقاً، إن السياحة العربية بشكل عام تمثل %18 فى المتوسط، من إجمالى الوفود الأجنبية التى تصل لمصر سنوياً، مضيفاً أن السياحة الخليجية مثمرة للغاية، خاصة مع امتلاك أعداد لا بأس بها من الخليجيين وحدات سكنية فى مصر، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات إنفاقهم.

وتابع: السائح الخليجى، خاصة السعودى يأتى إلى مصر بهدف الترفيه، وينفق بشكل كبير للوصول إلى أفضل خدمات ممكنة، ويحجز فى أرقى الفنادق والمطاعم، بخلاف السائح الروسى الذى يدفع حزمة واحدة للفندق، ولا ينفق أموالاً إضافية.

وأكد أن المعوقات التى يواجهها السائح العربى القادم إلى مصر، تتمثل فى الطيران، مشددا على ضرورة توفير شركات طيران منخفضة التكاليف، تعمل على نقل السياح العرب، ومنهم الخليجيون إلى المطارات المحلية.

يذكر أن المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر مستثمر عربى بمصر باستثمارات 23 مليار دولار تقريبًا، تليها الإمارات باستثمارات نحو 3.5 مليار دولار.

الاقسام

اعلانات