«الغبقة».. تراث رمضاني استجاب لتغيرات العصر
«الغبقة».. ذلك التراث واللقاء الودي الذي يجمع الأهل والجيران على مائدة رمضانية عادة ما تسبق وقت السحور في توقيتها، يمثل أحد أبرز تقاليد الشهر الفضيل التي مازال أهل المنطقة الشرقية متمسكين بها.
لكن الغبقات الرمضانية نالها من التغير ما نالها واستجابت تلك المجالس التراثية سريعا لمتغيرات العصر، فلم تعد لقاءاتها تقتصر على الأقارب والجيران وإنما امتدت لتشمل عددًا أكبر من الحضور ولم تعد تقام بالمنازل كما كان سابقا بل معظمها يقام في الفنادق والمطاعم، لكنها في النهاية تمثل احد صور التواصل الاجتماعي الحي في الشهر الفضيل
مجالس القرى والأحياء
ويشير عدد من كبار السن في المنطقة الشرقية، إلى أن الغبقة التي كانت تقام في مجالس القرى والأحياء وكذلك المدن، فقدت بعض رونقها القديم حيث كانت تقتصر على الأقارب والجيران أما الآن فقد أصبح الناس يقيمون الغبقات الرمضانية بشكل أوسع ويدعون إليها عددًا لاحصر له من الضيوف وهذا يؤثر على أجوائها التي كانت تتسم بالأحاديث الودية والذكريات التي تجمع ضيوف الغبقة.
ولفتوا إلى أن الغبقة قديمًا كانت تقام في المزارع والمنازل أما في عهدنا هذا فقد أصبح من النادر أن تقام الغبقات في المنازل واتجه الناس إلى إقامتها في الفنادق والمطاعم الكبرى.
وألمحوا إلى أن فعاليات الغبقة الرمضانية قد اختلفت هي الأخرى عما كانت عليه سابقًا فقد كانت قديمًا تقتصر على الأحاديث الودية ورواية القصص، أما في الحاضر فقد تنوعت فعالياتها بين المسابقات والأنشطة الترفيهية وتوزيع الجوائز.
وأكدوا أن هذا التقليد الرمضاني العريق لازال يحتفظ بهدفه الأسمى حيث يمثل صورة من صور العلاقات الاجتماعية في المنطقة الشرقية والخليج عمومًا.
وذكروا أن الغبقة كلمة عربية أصيلة من حياة البادية، حيث يرجع أصلها إلى «الغبوق»، والغبوق هو حليب الناقة الذي يشرب ليلًا، وعكسه الصبوح الذي يشرب من حليب الناقة صباحًا. فيما يقول البعض، إن الغبوق وجبة خفيفة تؤكل في المساء، والمتفق عليه أن «الغبقة» هي وجبة رمضانية لا يمكن أن تقام في أي شهر آخر باستثناء شهر رمضان الفضيل.