الاثار العربية

3 شعرات للنبى محمد صلى الله عليه وسلم تتبارك بها نابلس بالضفة الغربية

smal112010410856

فى أحد جنبات الطابق العلوى المخصص للنساء والمطل على قسم الرجال فى المسجد الحنبلى وسط البلدة القديمة فى مدينة نابلس، شمالى الضفة الغربية، تجلس الشابة رجاء جودة (22 عامًا) تراقب تدافع عشرات الشباب والشيوخ ليتباركوا بشعرات للرسول محمد خاتم الأنبياء اليوم الـ27 من شهر رمضان.

وتطمح “جودة” إلى تقبيل زجاج يحتوى على ثلاث شعرات ورثتها عائلة البيطار عن جدها عام 1914. وتقول الفتاة لمراسل وكالة “الأناضول” للأنباء، “هذا اليوم هو أسعد أيام شهر رمضان ففيه نقبل أثر النبى عليه السلام”.

فى عام 1914 أهدى الخليفة العثمانى، محمد رشاد الخامس، مدينة نابلس ثلاث من شعرات النبى محمد عليه السلام، تكريمًا لعلماء نابلس التى شهد لهم على مستوى السلطنة العثمانية بالعلم، حسب الشيخ سعد شرف، إمام المسجد الحنبلى.

ويضيف شرف، فى حديث لـ”الأناضول”، أن “المفتى أحمد البسطامى من نابلس كان مصدر الإفتاء للدولة العثمانية، حيث كانت تأتى الفتاوى من تركيا إلى نابلس ويصادق عليها، فكُرِّم ومعه علماء نابلس بتلك الشعرات”.

ويستشهد إمام المسجد الحنبلى بأحاديث وروايات تجيز التبارك بأثر النبى عليه السلام. فيما يقول رشيد البيطار، الوريث الشرعى للشعرات الثلاثة، لمراسل “الأناضول”، أن “الله تعالى أكرم عائلتى بأن ترعى أثر النبى عليه السلام، وهو ما يشعرنا بعظمة وتكريم”.

ويبين البيطار أن “الشعرات موجودة فى خزانة حديدية محكمة الإغلاق فى حجرة خاصة فى المسجد الحنبلى، ولا يتم إخراجها منه، وفقا لتقليد المدينة، سوى مرتين فى العام، هى بعد صلاة الظهر وصلاة العصر يوم 27 رمضان سنويا”.

وتملك عائلة البيطار شهادة باللغة العربية والتركية تؤكد ملكية العائلة للشعرات بأمر الخليفة. عصام البيطار، أحد أفراد العائلة، يمسك بين يديه بالأنبوبة، التى تحتوى على الشعرات، وسط تدافع العشرات من المصلين الذين أموا المسجد للتبارك بالشعرات، حيث يلف على المواطنين لمباركتهم بالعشرات.

ويقول عصام: رغم الجهد والتدافع الكبير، إلا أن عظمة وفرحًا يسودان بين الجميع، وهو ما يدلل على حبنا جميعا الرسول عليه السلام.

الشاعر الفلسطينى النابلسى، لطفى زغلول، أحد الحاضرين فى المسجد، يصف المشهد بـ”المبكى والمفرح”، مضيفا أن “مدينة نابلس التاريخية كانت مركز علم فى الدولة العثمانية، وأهل تدين وتمسك بتقاليد دينهم، وهم لا يزالون حتى اليوم أهل تدين”.

ويمضى زغلول قائلا أن “نابلس مدينة تتقاسم صفات التميز مع مدن إسلامية عريقة، مثل القدس ودمشق وإسطنبول”. وعلى منبر المسجد الحنبلى فى نابلس خُطت عبارة: “تجدد بناء هذا المسجد وتشرف بالشعرات المحمدية بأمر الخليفة السلطان محمد رشاد خان الخامس نصره الله”. ويقول أهالى البلدة القديمة أن هذا النحت يعود إلى العام 1914.a

الاقسام

اعلانات