الاثار السعودية

الأمير سلطان بن سلمان يفتتح الاجتماع السابع عشر لوكلاء الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون

00fea1b9-5d85-4d85-997c-40e81471d351-947-0000011b80cf9610_tmp

 

 

الرياض 28 صفر 1438 هـ الموافق 28 نوفمبر 2016 م واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن اعتزاز مواطني دول مجلس التعاون الخليجي بالبعد الحضاري لبلادهم، وبتاريخهم وحضاراتهم المتعاقبة أسهم فيما تعيشه بلدانهم اليوم من استقرار أمني ورخاء اقتصادي، مشيرا إلى أن ما وصلت إليه دول المجلس من تحضر وما تعيشه من أمن وتآلف وتعاون وما تتميز به من قيم مشتركة إنما وصلت إليه عبر تواتر تاريخي عظيم لا يجب أن نهمله أو ننساه.
وأكد سموه على أن المملكة تمر بمرحلة استثنائية يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – للعناية بالتراث الحضاري وتطوير المشاريع المتعلقة به.
جاء ذلك في كلمة سموه في الاجتماع السابع عشر للوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي افتتح برعاية سموه اليوم الاثنين في الرياض , وقال سموه: “نجتمع اليوم في قلب الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية في وقت مهم تشهد فيه المنطقة الكثير من التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتزداد فيه الحاجة لتعزيز روح الانتماء والاعتزاز بالمواطنة والتمسك بالقيم والمثل التي كفلها لنا ديننا العظيم الذي شرفنا الله بأن يخرج من أرضنا وبلساننا العربي، وذلك ما يجعل مهمتنا في إبراز موروثنا والعناية بالمستكشفات الأثرية أمرا حتميا لإحداث التوازن في وقت التحديات وتوثبنا للانطلاق للمستقبل بخطى ثابتة، ونحن كمسئولين عن قطاعات الآثار ينصب اهتمامنا في هذه المرحلة على تعزيز البعد الحضاري الذي لا نعده ترفا بل حاجة أساسية لتعرف مواطني منطقتنا بحضاراتهم وتاريخهم والأرضية الصلبة التي يقفون عليها، واليقين بأن ما وصلنا إليه من تحضر وما نعيشه من أمن وتآلف وتعاون وما نتميز به من قيم مشتركة انما وصلت إلينا عبر تاريخ مجيد وتواتر تاريخي عظيم لا يجب أن نهمله أو ننساه، ونحن في دول مجلس التعاون تربطنا حضارات وتاريخ وقيم مشتركة، وهذا ما يجمع الناس في نهاية الأمر فالناس لا تجمعهم اتفاقيات اقتصادية أو أمنية أو غيرها ولكن تجمعها الروابط الانسانية والحضارية والتاريخ المشترك والمستقبل الواحد، وقد أصبح مشاهدا للعالم اليوم أن تلاحمنا مع بعضنا البعض هو السبيل من الخروج من الازمات وتأكد لدى الجميع أن التلاحم والتآلف والتعاون هو مستقبل دول الخليج وهو ما قاله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وهو ما أتوقع أن يكون محور اجتماعات القمة الخليجية التي ستنعقد هذا الأسبوع بإذن الله.
وأبان سموه أن الوحدة التي تجمع دول هذه المنطقة المحورية في العالم والحضارة الإنسانية الزاخرة بأحداث مهمة وتقاطعات مفصلية في تاريخ البشرية يحتم علينا أن ننظر لأحداث الجزيرة العربية ضمن سياقاتها الشاملة وعبر موقعها في قصة خلق البشرية وتهيئة الظروف لاحتضان أعظم رسالة للبشرية جمعاء والتي اكتملت فصولها وتهيأت ظروفها لخروج الإسلام وانطلاق رسالته للعالم أجمع، وذلك ما نلمسه في كل كشف جديد ويزداد فهمه مع كل دراسة تظهر.
وأكد سموه أن الهيئة تسابق الزمن على تدريب القدرات الوطنية لإدارة العمل في القطاعات التراثية والكشوفات الأثرية والمتاحف منوها إلى أن المواطن هو أكثر شخص مؤهل للعناية بتراث بلاده وإدارة مواقعها وهو أكثر شخص نستهدفه ببرامج العناية بمواقع التراث ليتمكن من معايشة تاريخ بلاده بدل أن يقرأ عنها أو يسمع.
وقال: “نحن في المملكة العربية السعودية نشهد كما دول مجلس التعاون مرحلة استثنائية يقودها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للعناية بالتراث الحضاري في المملكة وتطوير مشاريعه والتوسع فيها، والتي توجت بإقراره يحفظه لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري.، هذا البرنامج الذي أصبح علامة مهمة وإنجازا كبيرا بالنسبة لنا والذي أقره الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ثم أعاد إقراره وتأكيده والتوسع فيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ثم وجه بدعمه بميزانية مهمة في المرحلة الأولى وصلت إلى ما يقرب إلى 4 مليارات ريال، وتم اعتماد ميزانية العام القادم 2017 بلغت مليار و300 مليون ريال لاستعجال مشاريع البرنامج.
وأضاف سموه : “نحن في المملكة نسابق الزمن الآن لطرح المتاحف الجديدة والمتخصصة، والتي تصل إلى 18 متحف يشملها البرنامج، كما أننا نستبق الزمن في تطوير قدرات المواطنين والمواطنات الذين يعول عليهم لتشغيل المتاحف التي لن تكون مجرد مخازن آثار، بل مواقع جذب واثراء للزوار ليعيشوا تجربة متكاملة لتراث بلادهم وتاريخ المناطق، إذ لن نسمح بافتقار متاحف المناطق للقطع المكتشفة فيها التي تروي التسلسل الحضاري في كل منطقة.
وأكد سموه على أن الهيئة كبقية الجهات المعنية بالآثار وال��راث في دول المجلس مهتمة بتحويل مواقع التراث الحضاري، ومواقع الآثار إلى مواقع جاذبة بدون امتهان لها، ومواقع مرئية ومحسوسة للمواطن، والنشر في الكتب والصحف شيء مهم، ولكن ليس هناك تجربة أبلغ من زيارة الموقع التراثية ومعايشتها.
وأضاف سموه : “لدينا في دول المجلس تجاربنا المميزة، ومن المهم أن نستفيد من تجاربنا المشتركة في تطوير المواقع التاريخية، أنا زرت جميع دولنا، ورأيت ما تقوم به من جهود لحماية المواقع الأثرية واهتمام هذه الدول بتطوير هذه المواقع، ليتمكن مواطنونا من معايشة هذه التجربة وليتعرفوا على الوحدة الحضارية التي جمعت منطقتنا وشعوبها منذ الأزل”.
لافتا سموه إلى الدعوة التي سبق أن أطلقها في الاجتماع التأسيسي لوزراء السياحة الخليجيين في الكويت، ثم في الاجتماع التأسيسي المشترك لوزراء السياحة ووزراء الثقافة لدول المجلس الذي عقد مؤخرا في الرياض، وحرص سموه على أن يكون للمسئولين عن السياحة والتراث اجتماع مشترك مع مسئولي الثقافة في دول المجلس لبلورة أهمية التراث والتعرف على دوره في تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء لدى أبناء المنطقة وهو ما تحقق في الرياض مؤخرا وخرج بتوصيات مهمة وبرامج واضحة تتيح بلورة القصص والقيم التي تزخر بها المواقع التراثية وتهيئتها للزيارة بطريقة لا تمتهن المكان.
وفي تصريح صحفي لسموه بعد الاجتماع كشف الأمير سلطان بن سلمان عن الإعداد لتنظيم ملتقى للآثار الوطنية في المملكة خلال الأشهر الثلاثة القادمة برعاية خادم الحرمين الشريفين. وهو يحفظه الله متهم بهذا الملتقى.

الاقسام

اعلانات