الاثار العربية

أعمال الحفر في القدس تشكل تحديا أمام علماء الآثار

5

إن أعمال الحفر في بقعة من الأرض يعتبرها الكثيرون أقدس مدينة في العالم، ألا وهى القدس، ليس بالمهمة اليسيرة. ولا يرجع ذلك فقط إلى أن المدينة ذات الحياة الصاخبة والكثافة السكانية العالية تتمتع بتاريخ عريق، وإنما يرجع أيضا إلى أنها مليئة بالأوجة المعقدة سياسيا ودينيا.

وقد أصبحت مشروعات الحفر في القدس متزايدة الأهمية وسط المواجهة السياسية التي يختلف الإسرائيليون والفلسطينيون فيها حول الروايات التاريخية والسلطة القانونية وحقوق الأراضي.

ويعد اكتشاف مستشفي يعود إلى أيام الحروب الصليبية في قلب القدس مؤخرا مثالا على مدى أهمية توخى علماء الآثار الحذر في تناولهم للأمور في هذه المدينة المقدسة.

وقد ذكر عميت رام مسؤول الحفريات بسلطة الآثار الإسرائيلية لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن “أعمال الحفر في هذه المدينة ليست أمرا يسيرا، ولا يرجع ذلك فقط إلى أنها أشبه بكعكة من عدة طبقات وإنما أيضا إلى أن المباني التاريخية أو الآثار المكتشفة تقع في كثير من الأحيان في إجزاء المدينة التابعة لدائرة الأوقاف “.

تسيطر دائرة الأوقاف الإسلامية على معظم المناطق الإسلامية بالمدينة ومن بينها قبة الصخرة والمسجد الأقصى فضلا عن مباني أخرى في المنطقة. ويقع المستشفي الذي اكتشفه فريق رام في مبني تابع لدائرة الأوقاف وشركة “غران بازار” في القدس الشرقية.

وقال رام “لم تتواجهنا أية مشكلات في الحفر بالمبنى بفضل تعاون دائرة الأوقاف والشركة معنا، ولكننا كنا نعلم أن مشكلات تظهر في بعض الأحيان. ولحسن الحظ، لم يكن هذا هو الحال ولكننا اضطررنا بالتأكيد إلى الحصول على تصريح بالحفر من دائرة الأوقاف”.

ونظرا لكون المدينة القديمة في القدس تذخر في جميع بقاعها ببقايا آثرية، فإن أية أعمال بناء بغض النظر عن صغر حجمها تتطلب وجود عالم آثار من دائرة الأوقاف .

وقد كانت مدينة داود، وهي مشروع حفر أمام بوابات المدينة القديمة، في قلب عاصفة سياسية وآثرية في العقد الماضي، إذ يقول بعض علماء الآثار الإسرائيليين إنها مدينة الملك داود فيما يقول الآخرون إنها تستخدم للدعاية السياسية.

وذكر رام “قد يكون لدى بعض علماء الآثار أجندة سياسية، ولكن بوجه عام يتسم علماؤنا الذين يعملون لدى دائرة الأوقاف بأنهم مهنيون، وتعلم دائرة الأوقاف ذلك وكذا سلطات القدس الشرقية”.

الاقسام

اعلانات