الاثار السعودية

​خادم الحرمين الشريفين الداعم الأول لمشاريع ترميم المساجد التاريخية في مناطق المملكة


افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية أمس الأحد مسجد السريحة في الدرعية التاريخية بعد الانتهاء من ترميمه على نفقة سموه في إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، وذلك بحضور صاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، ومعالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري.

وثمن سموه في تصريح صحفي بعد الافتتاح ما يحظى به برنامج العناية بالمساجد التاريخية من رعاية واهتمام ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ، منوها بدعمه (أيده الله) لترميم عدد من المساجد التاريخية في الدرعية وجدة التاريخية والمدينة المنورة وغيرها من مناطق المملكة، مؤكدا سموه أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هو الدعم الأول لمشاريع ترميم المساجد التاريخية في مناطق المملكة.

وقال سموه بأن خادم الحرمين الشريفين أعطى جل اهتمامه بالمساجد التاريخية، ووجه عند إطلاق أي مشروع ترميم في المواقع التاريخية مثل منطقة وسط الرياض، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وغيرها، بأن يكون ترميم المساجد التاريخية والاعتناء بها في مقدمة هذه المشاريع، وبدا ذلك من خلال عدد من المشاريع ومنها جامع الامام تركي بن عبدالله مما يؤكد ايمانه بأن المساجد هي محور للتاريخ والتقاء الناس وجمع شملهم”.

وأضاف: “خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – يرعى برنامجا خاصا للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية يشمل ترميم 34 مسجدا تاريخيا من ضمنها هذا المسجد، تقوم به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية، كما تبني –حفظه الله- دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة، امتدادا لتبنيه -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة، من أبرزها تبرعه –حفظه الله- بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية، وغيره من المساجد”.

وأكد سموه على أن برنامج العناية بالمساجد التاريخية يسعى إلى اعادة الحياة للمسجد التاريخي ودوره في المجتمع وايضا إبراز القصة التاريخية التي تحكيها هذه المساجد حيث كان المسجد المحور التي انطلق منه المؤسسون الاوائل لهذه الدولة، فالاهتمام بالمساجد التاريخية هو أيضا تقديرا لدور هذه المساجد في الوحدة الوطنية، فلا بد ان تعود لها الحياة لترى الاجيال كيف كان المسجد هو المحور الاساس لهذه الوحدة التي ننعم بخيرها بفضل الله.

وقال: “نحن نؤدي واجبا لله سبحانه وتعالى ولفضله علينا جميعاً، والحمد لله نفتتح اليوم مسجدا من المساجد التاريخية ضمن مساجد متعددة تفتتح في عدد من مناطق المملكة برعاية ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ولعلي أذكر أن أول مسجد تاريخي تم ترميمه ضمن البرنامج الذي بدأته مؤسسة التراث الخيرية وهو مسجد طبب في عسير بدعم من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله الذي تفضل، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك بتاريخ 16 صفر 1418هـ، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بـ ( البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية).

وأشاد الأمير سلطان بن سلمان بدعم وزارة الشئون الإسلامية للبرنامج، مضيفا: بدأ المشروع قبل عشرين سنة مع معالي الدكتور عبد الله التركي حين كان وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف واستمر مع الشيخ صالح آل الشيخ الذي دعم انطلاقة البرنامج بشكل كبير، ونثمن أيضا الدعم الكبير من الدكتور توفيق للبرنامج.

ونوه سموه باهتمام سمو محافظ الدرعية وأهاليها بالمساجد التاريخية وتفاعلهم مع البرنامج من خلال ترميم مساجدها التاريخية.

من جهته وجه سمو محافظ الدرعية شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على اهتمامه بالمساجد، ولسمو الأمير سلطان بن سلمان لاهتمامه بترميم المساجد التاريخية في محافظة الدرعية بشكل عام والدرعية التاريخية بشكل خاص.

وأكد أن المساجد التاريخية تحظى باهتمام من المحافظة وأهلها، مشيرا إلى اكتمال منظومة مساجد التاريخية في الدرعية التاريخية قريبا بإذن الله.

وقال بأن المساجد التاريخية تمثل عنصرا رئيسا في مشاريع ترميم الدرعية التاريخية وهو تمثل ركيزة لها انطلاقا من أهمية ودور المسجد في تاريخ المملكة ووحدتها.
بدوره أكد معالي وكيل وزارة الشئون الإسلامية على أن الوزارة شريك أساس في برنامج العناية بالمساجد التاريخية وداعم رئيس للهيئة ومؤسسة التراث الخيرية في تنفيذ مشاريع العناية بالمساجد التاريخية، مشيرا إلى أن الوزارة أنشأت إدارة خاصة للمساجد التاريخية في مقرها الرئيس وفروعها في مناطق المملكة.

وقال: “تشرفت اليوم بالمشاركة في افتتاح هذا المسجد الذي تبنى سمو الأمير سلطان بن سلمان ترميمه ضمن برنامج المساجد التاريخية الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع الوزارة ومؤسسة التراث”.

وأضاف: “عملنا سوياً كفريق واحد لرصد المساجد التاريخية في المملكة ورصدنا الآن أكثر من 1000 مسجد تاريخي على مستوى المملكة العربية السعودية، ورُمم العشرات من هذه المساجد برعاية وتوجيه سموه حفظه الله، والوزارة شريك في هذا المشروع الكبير الذي يرعاه سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وهو الذي وضع البذرة الأولى للاهتمام بهذه المساجد، والوزارة تنطلق في ذلك من منطلق شرعي، لأن في هذا تعظيم لشعائر الله، (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وإعادة إعمار المساجد وإعادة الصلاة فيها مزية وفضل عظيم، والصلاة في المسجد القديم له مزية على المساجد الحديثة، فمن هذا المنطلق فإن الوزارة حريصة على الشراكة مع الهيئة في هذا البرنامج ودعمه، كما أن الوزارة أنشأت إدارة للمساجد التاريخية، وإدارة متخصصة وفي كل فرع من فروع الوزارة الثلاثة عشرة.

وكان الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عسكر الأستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية، إمام وخطيب جامع الإمام محمد بن سعود بالدرعية، قد ألقى كلمة أكد فيها أن ترميم المساجد التاريخية له أثر كبير في رسالة الدولة، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – يولي ترميم المساجد اهتماما كبيرا ويعطي من وقته ومن جهوده الشيء الكثير لهذا الموضوع.

وأشاد بمبادرة الأمير سلمان بن سلمان بالعناية بالمساجد التاريخية وترميمها، ومن ضمنها مسجد السريحة والمساجد التاريخية في الدرعية، وقال: الأمير سلطان بن سلمان قدوة لنا في الاهتمام بالمساجد وعمارتها وعنايتها، داعياً من عنده مسجد تاريخي أو قريب من مزرعته وقريب من مكانه، أن يتواصل مع سمو الأمير سلطان بن سلمان ومع سمو محافظة الدرعية لأجل العناية به.

ويعد مسجد السريحة أحد المساجد الثلاثة التي تبرع الأمير سلطان بن سلمان بترميمها في الدرعية التاريخية إضافة إلى مسجد الظويهرة في حي البجيري والذي تم افتتاحه ضمن افتتاح الحي في جمادى الثاني 1436هـ ، ومسجد الدواسر الذي يشهد حاليا مشروعا لإعادة بنائه، بالإضافة إلى عدد من المساجد التاريخية في الدرعية التاريخية التي تم ترميمها بمشاركة المجتمع المحلي والمحسنين .

ويأتي ترميم هذه المساجد في إطار برنامج العناية بالمساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية.

يشار إلى أن الأمير سلطان بن سلمان كان قد تبنى البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام1418هـ أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها.

ويشمل نطاق العمل حصر المساجد المعنية، ووضع خطة علمية لتوثيقها، وترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني، كما يشمل العمل وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها، وتأهيلها وإعادة بناء بعضها، بالإضافة إلى وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً.

وتمكن البرنامج من بناء شراكة متميزة مع عدد من الشركاء على المستوى الوطني، حيث تم توقيع اكثر من (50) اتفاقية مع متبرعين على مستوى مناطق المملكة لترميم وتأهيل المساجد التاريخية، إضافة إلى اتفاقيات تعاون وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والإرشاد، والمؤسسة الخيرية لإعمار المساجد، والجمعية الخيرية للمهندسين، وجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، وكلية العمارة والتخطيط بجامعة الامام عبد الرحمن الفيصل.

وأنجز البرنامج عددا من المشروعات المهمة حيث تم حصر عدد ( ٧٨ ) مسجدا تاريخيا تم ترميمها بتضافر الجهود بين الهيئة و وزارة الشئون الاسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، والمجتمعات المحلية، وجاري العمل على ترميم 25 مسجدا، كما تم اعتماد عدد من المشاريع خلال العام الجاري (2017)، منها مشروع توثيق نماذج من المساجد التاريخية “أطلس المساجد التاريخية رقم (1)”، ومشروع إعداد دراسة مخططات المساجد المستهدفة في مناطق المملكة (130 مسجداً) ويجري تحديد القائمة ذات الأولوية بالشراكة مع وزارة الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد.

وحظي البرنامج بدعم أمراء المناطق من خلال تبني دعم ترميم عدد من المساجد التاريخية فيس المناطق بمشاركة الأهالي والمجتمعات المحلية.

ونظم البرنامج (6) ورش عمل المساجد التاريخية في مختلف مناطق المملكة بالشراكة مع وزارة الشئون الإسلامية.

ويجري العمل على إصدار كتاب” البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية”، وتنفيذ ورش المساجد التاريخية وأجنحة معرض المساجد التاريخية، وتنظيم محاضرات في المساجد التاريخية.

وتبنت مؤسسة التراث الخيرية برنامجا وطنيا للعناية بالمساجد التاريخية منذ حوالي 20 عاما بهدف حمايتها وحفظها من خلال المشاريع التي تنفذها المؤسسة بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية في مختلف مناطق المملكة، حيث نفذت المؤسسة ترميم واعادة تأهيل نماذج من المساجد التاريخية وفتحها للعبادة وأداء الصلوات شملت 13 مسجدا في مناطق مختلفة من المملكة، كما تم من خلال المؤسسة حصر وتوثيق أكثر من (90) مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة، وأصدرت المؤسسة بمشاركة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني كتابا توثيقيا لأعمال الحصر والترميم.

الاقسام

اعلانات