الاثار العالمية التراث العالمي

في تحد لترامب.. 128 دولة تصوت لصالح قرار الأمم المتحدة بشأن القدس

الحرم

الأمم المتحدة (رويترز) – تحدت أكثر من 120 دولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس وصوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدعو الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

فلسطينيون يحرقون صورة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رفح بقطاع غزة يوم الخميس. تصوير: إبراهيم أبو مصطفى – رويترز.
وهدد ترامب بقطع المساعدات المالية عن الدول التي تصوت لصالح القرار. وأيدت 128 دولة في الِإجمال القرار، وهو غير ملزم، فيما صوتت تسع دول ضده وامتنعت 35 دولة عن التصويت ولم تدل 21 دولة بصوتها.

وبدا أن تهديد ترامب أتى بنتائج إذ امتنعت دول عن التصويت أو صوتت ضد القرار بعدد أكبر مما هو معتاد في القرارات المرتبطة بفلسطين.

لكن واشنطن وجدت نفسها معزولة على الساحة العالمية مع تصويت الكثير من حلفائها الغربيين والعرب لصالح القرار. ومن بين تلك الدول الحليفة مصر والأردن والعراق وهي دول تتلقى مساعدات ضخمة عسكرية أو اقتصادية لكن التهديد الأمريكي بقطع المساعدات لم يحدد دولة بعينها.

ووصف متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس التصويت بأنه انتصار لفلسطين في حين رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وخالف ترامب هذا الشهر سياسة أمريكية متبعة منذ عقود وأعلن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل وقال إن بلاده ستنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس.

وقبل التصويت الذي أجري يوم الخميس قالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية لدى المنظمة الدولية أمام الجمعية العامة ”ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم الذي عزلت فيه واستهدفت بهجوم في الجمعية بسبب ممارستنا لحقنا كدولة ذات سيادة“.

وأضافت ”سنتذكر ذلك عندما تتم دعوتنا مجددا لنقدم أكبر مساهمة في العالم للأمم المتحدة وتأتي الكثير من الدول لتدعونا، كما تفعل دائما، لندفع أكثر ولنستخدم نفوذنا لصالحهم“.

ويشكل وضع القدس أحد أشد العقبات في طريق التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين الذين أغضبهم إعلان ترامب. ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على المدينة بأكملها.

ووصف نتنياهو القرار بأنه ”مخالف للمنطق“. وقال في مقطع فيديو على صفحته على فيسبوك ”القدس عاصمتنا، هكذا كانت دائما، وهكذا ستبقى. لكنني أقدر العدد المتزايد من الدول التي رفضت المشاركة في هذا المسرح الهزلي“.

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في عام 1967 وهي ما يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

* امتناع عن التصويت
من بين الدول التي امتنعت عن التصويت يوم الخميس استراليا وكندا والمكسيك والأرجنتين وكولومبيا وجمهورية التشيك والمجر وبولندا والفلبين ورواندا وأوغندا وجنوب السودان.

وانضمت جواتيمالا وهندوراس وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وناورو وتوجو للولايات المتحدة وإسرائيل في التصويت ضد القرار.

وقالت سفيرة استراليا لدى الأمم المتحدة جيليان بيرد إن بلادها تريد أن تواصل الولايات المتحدة لعب دور قيادي في الوساطة في السلام وامتنعت عن التصويت لأننا ”لا نرغب في أن يتم عزل أي طرف عن العملية“.

وتقول بيانات من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (يو.إس. إيد) إن الولايات المتحدة قدمت في 2016 مساعدات عسكرية واقتصادية تصل قيمتها إلى نحو 13 مليار دولار لدول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و1.6 مليار دولار لدول في شرق آسيا ومنطقة الأوقيانوس.

ووفقا لتلك البيانات قدمت الولايات المتحدة نحو 13 مليار دولار لدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و6.7 مليار دولار لدول في جنوب ووسط آسيا و1.5 مليار دولار لدول في أوروبا وأوراسيا و2.2 مليار دولار لدول في النصف الغربي من الكرة الأرضية.

وأجري التصويت بدعوة من دول عربية وإسلامية. واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) يوم الاثنين دعما لإسرائيل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يضم 15 عضوا.

وصوتت الدول الأربعة عشر الأخرى جميعا لصالح القرار الذي أعدته مصر والذي لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب لكنه أبدى ”الأسف الشديد إزاء القرارات التي اتُخذت في الآونة الأخيرة والتي تتعلق بوضع القدس“.

وأكد القرار الذي تم تبنيه يوم الخميس على أن ”أي قرار وإجراءات تفضي إلى تغيير في طابع ووضع مدينة القدس أو تكوينها السكاني ليس له أثر قانوني وهو لاغ وباطل ويجب أن يلغى“.

وقال سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر في بيان ”القرار الذي تم تبنيه اليوم لا يؤكد إلا على بنود القرارات الدولية ذات الصلة بالقدس“ وصوتت فرنسا لصالح القرار.

ويأتي القرار الذي تبنته الجمعية العامة بعد عام من تبني مجلس الأمن الدولي لقرار يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي.

وفي ذلك الحين صوتت 14 دولة لصالح القرار في حين امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت في أواخر عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي تحدى ضغوطا من إسرائيل ومن ترامب الذي كان منتخبا وقتها لاستخدام حق النقض ضد القرار.

وبعد التصويت يوم الخميس قال متحدث باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة ”من الواضح أن كثيرا من الدول فضلت علاقتها مع الولايات المتحدة على محاولة لا جدوى منها لعزلنا بسبب قرار كان من حقنا السيادي أن نتخذه“.

من ميشيل نيكولز
إعداد سلمى نجم للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن

الاقسام

اعلانات