الاثار السعودية البيئة

رحلة حقلية تكتشف معابد وقبورًا في حرّة خيبر بالمدينة

الزلزال التكتوني يقع مركزه بين حرّة خيبر وتيماء (اليوم)
كشف فريق جيولوجي عن وجود معبد هيكلي قديم تنتشر فيه آلاف القبور القديمة المتراصة، ومنطقة مصايد الحيوانات ومركزين أثريين في مدينتي الحائط والحويط في الجانب الشرقي من حرّة خيبر بمنطقة المدينة المنورة، وواحات قديمة محاطة بكتل بازلتية بمدينة الحائط خلال الرحلة الحقلية لفريق هيئة المساحة الجيولوجية للوقوف على تأثيرات الزلازل على المواقع الأثرية الموجودة بالمنطقة.

وقال رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية د. زهير نواب: إن فريقاً متخصصاً من الهيئة زار حرّة خيبر للوقوف على المظاهر والدلائل، التي تشير إلى حدوث زلازل قوية بالمنطقة وما حولها، منوها إلى وجود 230 محطة في جميع أنحاء المملكة، وتشير السجلات الزلزالية إلى حدوث زلازل مؤثرة بالمنطقة، التي يرجع تاريخها الى حوالي 1500 سنة.

وافاد بأن موقع خيبر يعتبر الأكبر من حيث المساحة (25 كيلو مترا مربعا)، وقد يكون هو الأكبر في العالم، ويشير الموقع إلى حضارة قديمة ترجع إلى العصر الحجري بالمملكة، وهو ثروة أثرية يمكن الاستفادة منها كمتحف يعكس حضارة المملكة، كما توجد واحات في خيبر محاطة بجدران دفاعية سميكة مبنية من كتل بازلتية.

من جهته، قال مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين د. هاني زهران: إن الفريق وقف على خمسة مواقع حول أطراف حرّة خيبر تمثلت في معبد أثري مربع الأضلاع قد يرجع عمره إلى حوالي 6000 عام، له مساحة مكشوفة تتوسطها غرف مبنية فوق تلة من الرمال يتم الوصول إليها بواسطة درج سلمي يُعتقد أنها كانت تستخدم لعبادة الشمس والقمر قبل الإسلام، وتوجد مثل هذه النوعية من المعابد الهيكلية في العراق والأردن.

وأضاف: تكتسب قرية العين أهمية خاصة لوجود معبدين بها، الأقدم منهما يقع على الجانب الشمالي من الوادي وقد تضرر كلياً بسبب زلزال، وانتقل قاطنوها إلى الجانب الجنوبي من الوادي وبنوا المعبد الثاني بحجم أكبر، وهذا المعبد تضرر جزئياً بسبب حدوث زلزال لاحق.

وأوضح زهران انه تم العثور في الجانب الشرقي من حرّة خيبر على مركزين أثريين في مدينتي الحائط والحويط، وتوجد بالحائط واحات قديمة محاطة بكتل بازلتية.

وتوجه فريق هيئة المساحة جنوب شرق حرّة خيبر باستخدام طائرة هليكوبتر للوقوف على ستة مواقع جبلية بها رسومات أثرية منقوشة على صخور الحجر الرملي تقع داخل حقل خيبر البركاني، أحد هذه المواقع يرجع إلى العصر الحجري وتظهر لوحة منقوش عليها رسومات لقاطنيها آنذاك من الرجال والنساء والأقواس والسهام، ثم توجه الفريق إلى السدود الثلاثة، التي بنيت في خلال الفترة بين أعوام 660م و680م الموافق 41هـ إلى 60هـ. اثنان من هذه السدود يقعان على بعد كيلو مترين شرق المدينة المنورة، فيما يقع السد الثالث على بعد 110كم شمال المدينة المنورة، ويتضح أن هذه السدود الثلاثة قد تهدمت في وقت واحد، وذلك في الزلزال التكتوني الذي وقع 1068، والذي يقع مركزه بين حرّة خيبر وتيماء.


عبدالعزيز العمري – جدة – اليوم

الاقسام

اعلانات