الاثار العربية

عصور ما قبل الأسرات في دلتا مصر

77

أطلق على عصر استعمال المعادن هذا الاسم لأن الإنسان اكتشف فيه المعادن وعلى رأس هذه المعادن الذهب والنحاس، وكان يستخدم المعادن الشبه مثل البرنز، وكان متمسكًا بهذا المعدن في صناعة الظران “سنان الحراب”، وكان يستعمل الظران في أوج مدنيته سنانا للسهام وغير ذلك، وهذا العصر قد اطلق على العهد الذي سبق بداية التاريخ أي عهد ظهور الكتابة في مصر، ويرى العلماء أن عصر بداية المعادن في أوربا يتفق مع عصر ظهور المعادن في وادي النيل.

برزت المدينة المصرية في عمل الاعمال الفنيه والصناعات كالفخار وحفر العاج والخشب، وتهذيب الظران بالات بلغت الدرجة القصوى في الاتقان، وقد برزت هذه الثقافة المصرية من مكمنها في بدايتها الحفائر التي قام بها علماء الآثار، وهذه الحفائر التي أنتجت لنا العناصر التي منها تتالف تلك الثقافة.

وكان لمدن الوجه البحري في مصر نصيبا من الآثار في عهد ما قبل الأسرات، حيث اكتشف العلماء آثارًا في المعادي يرجع عهدها إلى عصر ما قبل الأسرات الحديث، ومن ذلك يتضح لنا أنه توجد فجوة عميقة بين العصر الحجري الحديث وبين عصر بداية استعمال المعادن الذي يشرف على حافة التاريخ، وقد كشفت أثار هذا العصر – عصر بداية استعمال المعادن – في الوجه البحري في طرخان وطرة، أما مدن الوجه القبلي مثل المدينة النيوليتية في الوجه القبلي معروفة بدرجة كبيرة، وتبتدئ بعصر البداري اللذي جاء مباشرة بعد عهد دير طاسا، وكذلك مدينه البداري وهي بلدة تققع بالقرب من قاو الكبير في إقليم أسيوط وقد كشف فيها عن موقع اثري موضعه في التأريخ التتابعي 20-29، وهو أقدم موقع عرف إلى الآن في عهد ما قبل الأسرات.

ويذكر أن أهم مواقع ما قبل الاسرات في الوجه القبلي (طوخ، بلاص، شمال الأقصر، ثم ديوسبوليس برفا بالقرب من نجع حمادي العامرة، ونجع الدير والمحاسنة وبيت خلاف، وحرزة، وأبو صير المللق، وحرجة عند مدخل الفيوم).

وعن شكل القرى في البداري فكان لهذا العصر نوع من التميز في شكل المعمار حيث كانت الأكواخ عبارة عن مجموعة من الأكواخ البضية الشكل أو المستديرة وكانت مصنوعة من المواد خفيفة مثل البوص والأخشاب، ولم نجد بينها المساكن التي تشبه بيوت أهل مرمدة بني سلامة، وهي التي كانت تحتوي بيوت أهل مرمدة بني سلامة، وهي التي تحتوي على حجرات مقببة مصنوعة من الطين المعجون، وقد استعملها السكان غرفا للنوم، على أن هذا النقص في البداري قد يكون لمجرد الصدفة، ولكن من المحتمل جدا أنه بدل على أن هذا التقدم في بناء المساكن في الدلتا لم يكن قد أدخل على مباني الصعيد إلى هذا الوقتلا، وكان يوجد في وسط الكوخ حفرة تقوم مقام الموقد.

أما المواد الغذائية فكانت تحفظ في سلة، وتدل الآثار التي عثر عليها في هذه الأكواخ على تقدم عظيم في أسباب الراحة، إذ كان أثاث المنزل يحتوي على حصير بل على اسرّة من الخشب كانت توضع عليها وسائد من القماش أو من الجلد محشوة بالقش، وقد أخذت أسباب الراحة في المساكن تزداد في خلال عصر ما قبل الأسرات الحديث ظهر تقدم محسوس في البناء عثر عليه في الوجه البحري في محطة المعادي التي تم اكتشافها، إذ أن القرية التي كشف عنها في هذه الجهة تتالف من منازل ذات شكل مستطيل، وقد استعمل في بناؤها الطوب المجفف أي اللبن، الذي خلف كتل الطين غير المنظمة في الشكل، وقد كانت تستعمل دون أن تجفف وهذا التقدم العظيم في فن المعمار لا بد أنه قد حدث في الدلتا في خلال العصر الطويل الذي يفصل عصر مرمدة بني سلامة عن عصر ما قبل الأسرات الحديث وهذه الفترة مجهولة لنا تماما في تاريخ الدلتا.

الاقسام

اعلانات