اثار الشرقية الاثار السعودية

السعودية .. موقع ثاج الأثري

تعد مدينة «ثاج» من أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية من السعودية، وسميت بكنز الآثار، لما وجد فيها من قطع أثرية ذهبية فريدة، خصوصاً قطع الحلي والجواهر والذهب التي عثر عليها في أحد مدافن «ثاج»، التي تعود لأكثر من ألفي عام.

وتشير المعلومات التاريخية والأثرية إلى أن الاستيطان في منطقة ثاج، على بعد 95 كلم تقريباً عن مدينة الجبيل، يعود إلى العصور الحجرية. وازدهر الاستيطان في ثاج خلال الفترة الهللنستية التي تمتد من ظهور الإسكندر الأكبر في الشرق عام 332 ق.م تقريباً حتى القرن الأول الميلادي، واستمر الاستيطان خلال الفترة البارثية المتأخرة والساسانية التي تمتد من القرن الأول الميلادي تقريباً حتى القضاء على الدولة الساسانية عام 640 ميلادي.

وتقع المدينة داخل سور بطول 2535 متراً، وعرض المتبقي من هذا السور يصل إلى مترين و30 سم. ويقع داخل هذا السور ما يُسمى بـ«التلال السكنية»، يفصل بينها ممرّات يتراوح عرضها بين الخمسة والستة أمتار. وكشفت الحفريات التي أجريت في الموقع الأثري عن أقدم فرن للفخار في المنطقة الشرقية، كما كشف عن طفلة بكامل مرافقاتها الجنائزية تعود إلى القرن الأول الميلادي.”1″

وقد ورد اسم ثاج بكثرة في المعاجم وكتب التراث مثل «معجم البلدان» لياقوت الحموي و«بلاد العرب» للعمدة الأصفهاني و«صفة جزيرة العرب» للهمداني و«تهذيب اللغة» للأزهري. كذلك ورد ذكر ثاج في عدد من الكتب والدراسات التي أصدرها عدد من دارسي الآثار الذين عبروا المنطقة الشرقية منهم بلي أثناء مروره بالمنطقة الشرقية عام 1865، ولوريمر الذي اورد في تقاريره حين يصف وادي المياه أن أهم موقع أثري في الوادي هي ثاج. كما زارها ريكمانز وزوجته فيوليت عام 1942، وقدما وصفاً دقيقاً لها.

وكانت ثاج مقصد المهتمين بالآثار ومنهم البعثة الدنماركية عام 1968، أثناء زيارتها لمنطقة الخليج بقيادة الباحث جيفري بيبي، ونقبت البعثة عن بعض القبور القديمة ونشرت عنها في تقرير عن هذه الزيارة عام 1973. كما زارها هارينغتون وماندفيل عام 1962. وعثر جون مولر عام 1958 على نقش مدون عليه «وجر وقبر» وهذه الكتابة تستخدم في شواهد القبور الاحسائية. وعنها يوضح الحشاش، مدير متحف الدمام الأقليمي سابقاً، «يعود تاريخ ثاج إلى 500 سنة قبل الميلاد وكان ازدهارها في فترة الاستعمار الإغريقي ابان حملات الاسكندر الأكبر للمناطق المحيطة بالجزيرة العربية وقد سكنتها قبائل الجرهاء من القبائل العربية المعروفة». ويضيف الحشاش «كانت هذه المدينة من الحواضر المهمة في الجزيرة العربية في التاريخ القديم». وفي عام 1982 أوفدت إدارة الآثار والمتاحف ـ كانت وكالة تابعة لوزارة المعارف ـ فريقاً أثرياً بإشراف الدكتور دانيال بوتس لمعاينة الموقع، وفي العام التالي أجرى فريق أثري من وكالة الآثار والمتاحف بإشراف الدكتور محمد صالح قزدر أول موسم تنقيب في ثاج. وتتعذّر اليوم زيارة الموقع بسبب الإغلاق، ويوضح الحشاش انه «جرى تسوير الموقع الأثري من قبل الوكالة ووضع حراسة عليه بسبب أهميته الأثرية».”2″

المصدر: “1”الشرق الاوسط، “2” يكيبيديا
الصور من مصادر متعددة

الاقسام

اعلانات