الاثار السعودية تعليم هيئة التراث وزارة الثقافة

مسار الآثار والسياحة في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

مسار السياحة والآثار بكلية الآداب بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل
نشأ مسار الأثار والسياحة بقسم التاريخ – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل- نتيجة للتطورات الأكاديمية التي مر بها التعليم الجامعي منذ حوالي 42 سنة، حيث كانت بدايات التعليم الجامعي للبنات في المنطقة الشرقية متزامنة مع نشأة (كلية الآداب) في العام 1399-1400هـ تحت إشراف الرئاسة العامة لتعليم البنات، بعد ذلك انضمت الكلية إلى وزارة التربية والتعليم لمدة سنتين، ثم إلى وزارة التعليم العالي، وفي عام ١٤٢٨هـ أصبحت إحدى كليات جامعة الملك فيصل. حتى صدر القرار الملكي في ١٥/٩/١٤٣٠هـ بإنشاء جامعة الدمام كجامعة مستقلة عن جامعة الملك فيصل التي اقتصرت على مدينة الأحساء.
وبعد ما تشرفت الجامعة بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- تم اصدار قرار تعديل مسمى الجامعة إلى جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل تخليدًا لذكرى والد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود رحمها الله.
خلال هذه المسيرة التعليمية الطويلة كان قسم التاريخ يسير بخطى حثيثة لمواكبة المتغيرات المختلفة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، وإيماناً من القسم بدوره وأهميته وتأثيره في خدمة المجتمع فقد حرص على تطوير برامجه الأكاديمية بما يتوافق مع النهضة التعليمية واحتياجات سوق العمل، وتأصل دور القسم بظهور رؤية المملكة 2030 التي أكدت إحياء مواقع التراث الوطني والعربي والإسلامي والقديم وتمكين الجميع من الوصول إليها بوصفها شاهداً حياً على إرثنا العريق وعلى الدور الفاعل، والموقع البارز على خريطة الحضارة الإنسانية. من هنا جاءت فكرة استحداث مسار للأثار والسياحة في عام ١٤٣٨/١٤٣٩هـ.
تبلورت فكرة المسار من خلال رسالة البرنامج القائمة على أساس إعداد خريج منافس في الدراسات والبحوث التاريخية والحضارية والسياحية ملتزماً بالقيم، مُعتزاً بالهوية الوطنية، قادراً على تلبية سوق العمل، بشراكة مجتمعية، والهادفة إلى إعداد كوادر في المعرفة التاريخية والآثرية والسياحية ملتزمة بالقيم ومعتزة بالهوية الوطنية مما يعزز الخبرات المهنية ومتطلبات سوق العمل إضافة إلى توثيق صلة المجتمع بتاريخه وتراثه الوطني والحفاظ عليه.
كما كان للمسار أبعاد عدة في مختلف المجالات العلمية والتكنلوجية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية من حيث إثراء المعرفة بالتاريخ الحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، لتأصيل الانتماء الوطني وتنمية روح الاعتزاز والولاء للوطن. إضافة ً إلى تلبية احتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي بالمنطقة الشرقية لمتخصصين في مجالات التاريخ والأثار والسياحة والإرشاد السياحي وإدارة موارد التراث. فضلاً عن تعريف المجتمع بالأهمية الاقتصادية والثقافية لآثار والسياحة وموارد التراث والدراسات التاريخية ومدى ارتباطها بخطط التنمية الاقتصادية الحالية والمستقبلية وخطط التنمية المستدامة مع ربط المجتمع بتراثه المتنوع وثقافته وتعريفه بالثقافات الأخرى لدعم التواصل الإيجابي معها.
بعد أن تطلع القسم لافتتاح مسار الأثار والسياحة تزامناً مع رؤية المملكة ٢٠٣٠ فقد عمل جاهداً لتحقيق غاياته وهي أن يأهل طالبة منافسة في الدراسات والبحوث التاريخية والحضارية والسياحية فقد أسس خطة دراسية متكاملة بمخرجات تساهم في تنمية قدرات الطالبات وتمكينهن تاريخياً وآثارياً وسياحياً. بعدد ساعات معتمدة ١٣٢ ساعة تبنى من خلالها المعارف والمهارات اللازمة للطالبة، سواء كان بإكسابها المعرفة من خلال دراسة أبرز المتغيرات التاريخية التطورات عبر العصور المختلفة كمقرر: تاريخ وحضارات الشرق الأدنى القديم، وتاريخ الجزيرة العربية القديم، وتاريخ حضارة اليونان والرومان، وتاريخ السيرة النبوية والخلفاء الراشدين، وتاريخ الجزيرة العربية والخليج العربي في العصر الإسلامي، وتاريخ وحضارة المملكة العربية السعودية. إضافة إلى المقررات التي تركز على المهارات والمعرفة اللازمة للمتخصصين في الآثار مثل:
المدخل إلى علم الآثار، آثار الجزيرة العربية، العمارة القديمة في الجزيرة العربية، مقدمة في علم الفخار، الفنون الصخرية، التسجيل والتوثيق الأثري، التنقيب الأثري، مبادئ ترميم وصيانة الأثار، الأثنوجرافيا الأثرية، المسكوكات القديمة والإسلامية، الكتابات القديمة والإسلامية.
كما يخصص البرنامج مقررات للسياحة تثري مهارات الطالبة في هذا المجال مثل:
المدخل إلى صناعة السياحة، مصطلحات سياحية باللغة الإنجليزية، الأنماط السياحية، الأنثروبولوجيا الطبيعية والثقافية، الأجهزة المنظمات السياحية، الحرف والصناعات التقليدية بالمملكة، إدارة المهرجانات والفعاليات، أعمال وكالات السياحة والسفر، إدارة موارد التراث الطبيعي والثقافي، الإرشاد السياحي، تسويق المقاصد السياحية.
وتبرز مهارات الطالبة وتتبلور من خلال التطبيق العملي لما درسته في مقرري تدريب ميداني (سياحة)، تدريب ميداني (الأثار).
وهكذا فإن القسم يقدم للطالبات المهارات اللازمة ببناء المعرفة ويعززها باستراتيجيات التدريس التي تنمي مهارات التفكير التحليلي والتفكير الناقد، والتفكير المنطقي، وتعزز الإصرار والمبادرة والإبداع والابتكار في جميع المستويات.
وتحرص إدارة القسم على تنوع مصادر التعلم وتوفيرها للطالبات من خلال الزيارات الميدانية والآثرية كزيارة ميناء العقير، وجبل قارة، ومسجد جواثا، وموقع ثاج الأثري، وشجع أعضاء هيئة التدريس الاتصال الدائم مع الجهات التي تساعد الطالبة على تطبيق المعرفة النظرية التي اكتسبتها أثناء فترة الدراسة تطبيقاً عملياً مما جعلهم يحصلون على فهم أكبر وأوسع للتخصص حيث تكون الطالبة أكثر إبداعاً واتقاناً، وذلك بعمل مقابلات شخصية مع موظفي مركز الملك عبد العزيز الثقافي (إثراء)، وفي أمانة الشرقية وذلك للتعرف على تجاربهم في المنشأة والقدرات والمهارات التي أهلت الموظف لنيل تلك الوظيفة.
أيضاً تم عمل مسح ميداني لتحقيق التميز السياحي وتم ذلك بشراكة مجتمعية مع بلدية الخبر. وعملن الطالبات على تحليل وضع شركات السياحة والسفر في المنطقة الشرقية وذلك بعمل زيارة لوكالات السفر والسياحة لتمكينهن من الخوض في التطور السياحي والاستثماري في المملكة. وعمل تصميم برنامج سياحي لأحد الواجهات السياحية بشكل محترف ومسعّر ومصمم للتسويق، ثم تقوم الطالبة بتنفيذ البرنامج بنفسها أو بواسطة شركة ويتم تصميم استمارة عن تقييم كافة البرنامج ومدى رضا السائحين وتحليل نتائجه. بالإضافة إلى مسرحية باللغة الإنجليزية تحقق المتعة وتلخص وتبسط المقرر بأساس تربوي ولتنمية الحس والذوق والفن لدى الطالبة.
كذلك تم عمل أفلام وثائقية لتسليط الضوء على نماذج عمارة وفنون الأثار الإسلامية مما عزز التطور التكنولوجي لدى الطالبة ومكنها من الخوض في عالم التقنية. أيضاً عمل مناظرات داخل الفصل الدراسي لتساعد الطالبة على مواجهة تحديات المستقبل وتساهم في بناء شخصيتها وقدرتها على المناقشة. وعمل مقالات أثرية تهدف إلى تنمية المهارات اللغوية والكتابية والفكرية لدى الطالبة، وإثراء المعرفة الأثرية والتاريخية.
هذه المجهودات كانت كفيلة بنيل القسم باستحقاق على شهادة الاعتماد البرامجي الكامل من هيئة تقويم التعليم والتدريب ممثلة بالمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي للفترة ما بين ٢٠١٨م-٢٠٢٥م.
ختامًا أنجح الرؤى هي التي بنيت على قوة وأساس علمي متين. فقد سخر القسم بمسارية طاقته في تحقيق أهدافه على أكمل وجه وتبوء مكانة رفيعة ومنافسة للجامعات المملكة العربية السعودية. ولا يكتمل النجاح إلا باكتمال الأدوار التي نؤديها، فالقسم يملك أعضاء هيئة تدريس ذوي كفاءة عالية قادرين على اعداد خريجات طموحات يسعين لتحقيق رؤية مملكتنا الحبيبة ٢٠٣٠ لخدمة الوطن.

تقرير: مجلة الآثار
كتبه – نوره القحطاني

الاقسام

اعلانات