الاثار العالمية

بالصور: العثور على سترة من الصوف القديمة في الجليد

24

يعتقد العلماء أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة في عدد الاكتشافات الأثرية في المناطق التي كانت ذات يوم مغطاة بطبقات واسعة من الجليد. في الآونة الأخيرة، أثناء ذوبان الثلوج تم الكشف عن رداء إغريقي من الصوف، والذي ربما كان لباساً لصياد غزلان. يقدر عمر هذا الاكتشاف بحوالي 1700 عام. وفي عام 2011 تم العثور على قطعة من هذا القماش في النرويج يمكن أن تسلط الضوء على نمط حياة الشعب الذي عاش في العصر الحديدي، ولكن فقط مؤخراً بدء العلماء بدراسة هذه القطعة بدقة.

لم يكن هناك أزرار في الرداء كما لم يكن هناك ربطة عنق، وبالتالي تم ارتداؤه عن طريق الرأس وكأنه سترة، علماً أنه كان حيك باستخدام النسيج القطني، الذي من الواضح أنها كانت موضة العصر في تلك الأيام.

استخدم العلماء طريقة الكربون المشع، لتحديد عمر الرداء من الصوف وتبين أنه كان مصنوعاً في الفترة ما بين 230 و 390 عام و كان يرتديه شخص ما عاش في منطقة الصيد بالقرب من بحيرة جليدية “ليندبرين” والواقعة على ارتفاع حوالي 6560 متر فوق مستوى سطح البحر.

ويعتقد البروفيسور يورجنسن بأن هذا الاكتشاف نادر جداً، وذلك لأن كمية الملابس التي نجت منذ بداية الألفية الميلادية الأولى في أوروبا، يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة.

وقد أظهرت الدراسات اللاحقة للرداء التي تمت عن طريق المجهر الإلكتروني الماسح أنه من أجل تصنيع هذه القطعة من الملابس استخدم نوعان من الصوف: صوف الأغنام وصوف الضأن الناعم.

يعتقد العلماء، أنه ليس هناك ادنى شك بأنه تم اختيار الصوف بعناية لصناعة النسيج وأخذت بعين الاعتبار كلاً من نوعية الصوف واللون. ويبدو أن هذه السترة كانت تعتبر قطعة لباس أنيقة جداً من الملابس في ذلك الوقت.

كما تم تحديد بأن السترة كانت مخصصة لرجل ذو قوام ممشوق وبالغ يصل طوله حوالي 175 سم. كذلك يرى الباحثون، إن المنتج بداية صنع بلا أكمامن ولكن بعد ذلك تم تعديله.

كما تم العثور على مثل هذا الرداء قبل أكثر من 150 عاماً مضت في مستنقع بالقرب من تورسبيرغ في الجزء الشمالي من ألمانيا. ويفترض، أن هذه اللقية كانت لجندي، وذلك لأنه وجد بالقرب منها سلاح. ويعتقد البرفسور يورجنسن أن التشابه بين الرداءين مثيرة جدا للاهتمام وانهما مصنوعتان في نمط مماثل، لذلك ربما كان هناك سبب للتفكير أن الحديث يدور عن موضة كانت سائدة في العديد من الأماكن.
على الرغم من حقيقة أن الرداء يبدو أنه ترك من قبل صاحبه، إلا أن علماء الآثار يعتقدون أن الصياد لقي حتفه عند عبوره لممر جبلي، وربما أنه تعرض لعاصفة ثلجية، أو لضباب كثيف، مما تسبب بفقدانه لملابسه.

وقد اكتشف علماء الآثار حوالي 50 جزءً من القطع الأثرية المختلفة في نفس المنطقة و يخططون للعثور على أكثر من ذلك بكثير في حال ازداد مستوى الاحتباس الحراري. ومع ذلك، فإن ذوبان الأنهار الجليدية لا يرضي العلماء. لأن ذلك يحدث بسرعة كبيرة، وهناك خطر فقدان العديد من الآثار. خاصة أن الخطر الكبير يحدق بالرفات البشرية والمواد الطبيعية مثل الصوف والجلود.

فالمواد التي تتعرض للهواء الطلق بعد ذوبان الطبقة الجليدية فإنها تتحلل في غضون أيام معدودة.

وهنا تحدثنا ماريان فيدلر من جامعة أوسلو عن الصعوبات قائلة: “نظراً لظاهرة الاحتباس الحراري والذوبان السريع للأنهار الجليدية والحقول الثلجية التي تحدث في جبال النرويج وأجزاء أخرى من العالم، هناك المئات من الاكتشافات الأثرية التي تظهر من الجليد كل عام”.

ولكن الآثار التي كانت مغطاة تحت طبقة من الجليد الثخينة تتعرض لدرجات حرارة مرتفعة. وعلى الرغم من أن هذا يساعد على إنجاز الاكتشافات فإنه في حال عدم العثور عليها في الوقت المناسب، فإنها تتحلل أو تتعفن من مجرد ملامستها للهواء.

الاقسام

اعلانات