يعرض متحف ديل أكاديميا فى فينيسيا بإيطاليا هذا الأسبوع أشهر أعمال الفنان الإيطالى ليوناردو دافينتشى، مبدع الموناليزا أو الجوكُندا التى تعد من أشهر أعماله على الإطلاق، وتأتى شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية التى يعتقد البعض أنها تبتسم بينما يرى آخرون أنها تسخر منهم، وعلى الرغم من أن دافنشى رسم عددا ضئيلا من اللوحات وأغلبها قد فقد أو لم يتم إنهاؤها، لكنه كان فنان عصره ومبدعه وذا تأثير واضح على مدى قرن من بعده.
عرف عنه أنه فى بداية حياته كان فنه يوازى فن معلمه فيروكيو، إلا أنه شيئا فشيئا استطاع أن يخرج من كنف فيروتشيو ليحرر نفسه من أسلوب معلمه الصارم والواقعى تجاه الرسم، فخلق أسلوبه وإبداعه الخاص، وأصبحت رسوماته تلامس الأحاسيس والذكريات فرسم لوحة (توقير ماجى) وفيها ابتدع أسلوبا جديدا فى الرسم جمع ما بين الرسم الأساسى والخلفية التى كانت مشهدا معبرا عن بعد خيالى من أطلال حجارة ومشاهد معركة.
وفى لوحته الشهيرة “العشاء الأخير” تجلى إبداعه المتفرد وخروجه على الأشكال التقليدية، فبدلا من إظهار الحواريين الاثنى عشر كأشكال فردية، قام بجمعهم فى مشهد ديناميكى متفاعل، حيث صور السيد المسيح فى المنتصف معزولا وهادئاً، وضمن موقع السيد المسيح قام برسم مشهد طبيعى على مبعد منه من خلال نوافذ ضخمة مشكلا خلفية ذات بعد درامى. وبسبب ضخامة هذه الصورة وعظمة شأنها استطاع ليوناردو أن يسبق الكثيرين من عصره، واستلزمت هذه اللوحة الكثير من عمليات الترميم (22) عملية انتهت عام 1999 لتعود إلى بعض من رونقها الذى كان.
Add Comment