المتاحف والمعارض

متحف ديليسبس من الاهمال الى النسيان الى النهب والسرقة

158

لم يجد الراحل جمال عبد الناصر افضل من كلمه ” ديليسبس ” لتصبح كلمة السر لتأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية ومن وراءه رددت الجماهير العربية هذه الكلمة المأثورة والتى حفظتها عن الرئيس جمال عبد الناصر‏,‏ وظلت ترددها دليلا علي العزة والكرامة ليظل المهندس الفرنسى “دليسبس” صاحب مشروع قناه السويس شاهدا على تاريخ قناه السويس

وقد بدء المسئولين فى قتل هذا التاريخ بالإهمال ثم النسيان انتهاء بالنهب والسرقة حيث تحول متحف ديلسبس بالإسماعيلية الى مبنى مغلق ينخر فى جدرانه الاهمال الذى تحول مع مرور الزمن الى النسيان وجاءت الاحداث الحالية التى تمر بها البلاد لتعطى الفرصة الى البعض بنهب محتويات المتحف مستغلين ضعف الحالة الامنية وفى متحف ديليسبس بالاسماعيلية
ويرجع تاريخ متحف دليسبس إلى فترة حفر قناة السويس ” 1859 ” حيث تأسست كاستراحة لإقامة المهندس الفرنسي ” فرديناند ديليسبس” الذي حصل على امتياز حفر قناة السويس من الخديوي إسماعيل  عام 1860 في مدينة الإسماعيلية والتى تبعد عن القاهرة نحو 130 كيلومترا شرقي القاهرة وكانت المقر القديم للشركة العالمية لقناة السويس البحرية
ويضم المقتنيات الخاصة بالمهندس الفرنسى ديليسبس صاحب مشروع قناة السويس وبها مذكراته اليومية وعربته الخاصة التى كان يستقلها فى تحركاته، ومتعلقاته والرسوم الهندسية و الخرائط كذلك قطعة أصلية من ” الكانفاه ” مشغول عليها حرفين S.C إختصار لعبارة قناة السويس ، و الاعاب والتسالى الخاصة به ومراكب صغيرة كان يستقلها فى تحركاته قنوات الجرى الملاحى اثناء التنفيذ لتفقد العمل ونموذج للدعوة الأصلية التي وجهت للملوك والرؤساء لحضور حفل إفتتاح قناة السويس الأسطوري في 17 نوفمبر 1869 ، ومدافع وذخائر قديمة للدفاع عن مشروع القناه فى ذلك الوقت و غرفة المعيشة تم تغليفها بورق حائط أستخدم لأول مرة في مصر فى ذلك الوقت، و تم جلبه من فرنسا في هذا الوقت إلى جانب مقياس حرارة للجو – مائي و الذي مازال يعمل بكفاءة إلى الأن
ويقع المتحف بشارع صلاح سالم بإحدى فيلات هيئة قناة السويس التاريخية الا أن هذا المتحف “يشكو الوحدة” ولا يوجد زائرين له لأنه ليس مفتوحا أمام الجماهير وتم السطو علية لاكثر من مرة خلال الايام الماضية لسرقة ونهب محتوياته
وفى منتصف المتحف وضعت عربته الشخصيه التي تجرها الخيول على نصب تزكارى ، لتكون رمزاً تعبيرياً لحقبة المكان التاريخية وهى نفس العربه التي كان يستخدمها للمرور على مواقع العمل , كما ان المكان مزود بميزان لقياس الحرارة يعمل بميزان مائى ، ولا يزال يعمل الى الان بكامل كفائته ، وقد غطت الجدران ورق حائط استقدم من فرنسا خصيصاً في ذلك الوقت الا ان كلها تتعرض للتلف نتيجة للإهمال
وكذلك تتعرض باقى مقتنيات التحف مثل الستائر الخاصة المنتشرة والالعاب الورقية والمراكب التى كان يستخدمها الى  التلف , علاوة على تساقط ورق الحائط المصنوع بفرنسا ، بخلاف التشققات الموجودة في الحوائط والأسقف التي تهدد المبنى كله بالانهيار، وذلك بسبب تجاهل ترميمه .
ويقول الدكتور ” علي السويسي “  رئيس قسم كلية تربية فنية بجامعة السويس ان متحف ” دليسيبس ” متحف غاية في الاهمية , حيث انه يساعد الاجيال القادمة علي معرفة تاريخ حفر قناة السويس , ومدي التضحية التي ضحي بها عمال مصرالابطال , وكم الجهد الكبير الدي بذله العالم الفرنسي ” فردناند دليسيبس ” لحفر القناة .
وقد ابدي ” السويسي” اعتراضه علي الاهمال الشديد الذي يتعرض له المتحف , وقال انه يجب ان يسمي هذا المتحف بمتحف ” قناة السويس ” وليس متحف ” دليسيبس ” , وجمع كل الرسومات والخرائط والاوراق التي تخص القناة , من باقي الاماكن الاثرية بمصر ووضعها في المتحف باسمه الحقيقي ” قناة السويس” , علي حد قوله . وناشد وزير الثقافة و جميع المسئولين , لإعادة ترميم المتحف والاهتمام بما يحتوي من اثار ومستندات هامة , لانه يعبر عن حقبة تاريخية عظيمة في تاريخ مصر
وفى الوقت الذى أعلنت فية وزارة الثقافة المصرية عن مشروع متحف قناة السويس بمشاركة مصرية فرنسية لتحويل استراحة فرديناد ديليسبس بمدينة الإسماعيلية إلى متحف عالمي ومركز بحثي يستعرض تاريخ مصر منذ الفراعنة حتى القرن التاسع عشر الا ان الوضع كما هو ولم يتخذ اى اجراء بشان الحفاظ على متحف دليسبس وحتى ان يبدأ هذا الحلم بشكل واقعى لن يجد ما يبدأ به لان المتحف سيصبح فارغ ومدمر من كثرة اعمال النهب والسرقة والإهمال

الاقسام

اعلانات