المتاحف والمعارض

برعاية من جلالة السلطان والرئيس الفرنسي افتتاح معرض «عمان والبحر» 17 سبتمبر

61

يستضيفه المعرض الوطني البحري في باريس –

بدر بن حمد: رسالتنا الخير والسلام والانفتاح على الآخر وإبراز تاريخنا –
سالم المحروقي: السلطنة عرفت العولمة قبل أن يخترع مصطلحها حديثا –

برعاية مشتركة من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وفخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا جيرار جورج هولاند تفتتح السلطنة  في السابع عشر من الشهر الجاري معرض “عمان والبحر” بالمتحف البحري الوطني الفرنسي بباريس.
ويمثل قيادتي البلدين في حفل افتتاح المعرض كل من معالي السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي الوزير المسؤول عن شؤون الدفاع ومعالي جون ايف لودريان وزير الدفاع الفرنسي.

وتنظم المعرض وزارة التراث والثقافة بالتعاون مع وزارة الخارجية والجمهورية الفرنسية. وكشف أمس معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي جمعه مع سعادة سالم بن محمد المحروقي وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث وسعادة السفير الفرنسي ايف اودان سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى السلطنة وبحضور سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة تفاصيل المعرض والأهداف المرجو تحقيقها منه خلال ثلاثة أشهر هي مدة المعرض.
وأكد معالي السيد أن المعرض يأتي امتدادا للعلاقات التاريخية بين السلطنة وفرنسا والتي تعود إلى ما يقرب 380 عاما حيث كان أول اتصال تجاري موثق بين البلدين.
مشيرا أن اختيار العاصمة الفرنسية باريس لإقامة هذا المعرض يأتي إضافة إلى العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين لأهمية باريس كونها احد أهم الوجهات السياحية في العالم، وهي فرصة جيدة لإبراز التاريخ العماني البحري ودور البحارة والسفن العمانية في التواصل الحضاري والتجاري بين الامم سواء للجمهور الفرنسي أو العالمي الذي يزور المدينة.
وتحدث معالي الأمين العام عن ربط سيناريو المعرض برحالة فرنسي بارز كان قد زار عمان في بدايات القرن التاسع عشر وبالتحديد عام 1838 وهو الادميرال فرانسوا إدمون باريس الذي جاء الى مسقط ورسم مخطوطات تفصيلية ورسومات عن السفن التقليدية العمانية ساهمت  في حفظ وتوثيق التراث البحري العماني حيث صدرت في كتاب بعد ذلك.
وستحضر حفل افتتاح المعرض وفود من البلدين ورئيس اللجنة الوطنية للشباب. وتعمل وزارة التراث والثقافة ووزارة الخارجية على حملة إعلانية في فرنسا من أجل ان تساهم في الترويج الإعلامي للمعرض هناك.
وأكد سعادة سالم بن محمد المحروقي خلال المؤتمر الصحفي أن السلطنة تقطع خطوات متقدمة خلال المرحلة الحالية في مجال تطوير منظومتها المتحفية. والتاريخ العماني مرتبط في مجمله بالبحر حيث كانت عمان تتواصل مع العالم الخارجي عبر البحر خلال سبعة آلاف سنة مضت نسجت خلالها السلطنة علاقات قوية وواسعة مع مختلف بقاع العالم المأهول. مؤكدا أن المعرض لم يكن صدفة بل جاء نتيجة تخطيط واسع لعرض تراث السلطنة البحري أمام العالم إضافة إلى الاستفادة من تجربة المتحف الوطني البحري الفرنسي في سياق أن السلطنة تقطع خطوات جيدة في إنشاء معرضها البحري في مدينة صور. ومن المتوقع حسب سعادة المحروقي أن تبني السلطنة خبرة علمية كبيرة في مجال تنظيم المعارض.
من جهته، أكد سعادة سفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى السلطنة، والذي تحدث باللغة العربية، أن  المعرض بالنسبة لفرنسا يعتبر حدثا مهما  سيستطيع من خلاله الجمهور الفرنسي أن يتعرف عن قرب على التاريخ والتراث البحري العماني. والفرنسيون يحبون البحر كثيرا ويحبون الحديث عنه. وأكد السفير الفرنسي أن الفرنسيين يحبون عمان كثيرا ويحبون زيارتها مدللا أنه زار منذ فترة قلعة نزوى ووجد اغلب الزوار هناك من الفرنسيين.
وأشار سعادته  أن هذا المعرض سوف يخبر الجمهور الفرنسي عن عمان وتاريخها والفضل يعود للجهود المبذولة من السلطات العمانية”. ومشيرا الى أن المعرض سيكون في قلب العاصمة الفرنسية وبالقرب من برج إيفيل.
ويتصدر المعرض العماني في المتحف الوطني التابع لوزارة الدفاع الفرنسية مجسم لسفينة البغلة العمانية حيث يمر الزائر بعد ذلك على نموذج بالحجر الطبيعي لقارب من طراز البدن وهو يتوجه إلى الطابق الأرضي من المتحف حيث تقع القاعة المخصصة للمعرض.
وأكد معالي السيد أمين عام وزارة الخارجية أن الرسالة التي يحملها المعرض هي رسالة عُمان، رسالة السلام والخير والانفتاح على العالم من حولنا، مؤكدا أن لا نية لنقل المعرض إلى دول أخرى مشيرا معالي السيد الأمين العام إلى مثل هذه المعارض تحتاج إلى جهود كبيرة لتنظيمها وجهود اكبر لنقلها من دولة إلى أخرى.
وفي السياق نفسه أكد سعادة سالم المحروقي أن عمان اليوم هي امتداد لماضيها وهي عرفت العولمة قبل أن يخترع المصطلح في العصر الحديث حيث كانت تجوب العالم أجمع وتتثاقف معه وتتبادل جوانب ثقافية كبيرة. مشيرا أنه لزاما علينا أن نقدم للعالم اليوم هذا التاريخ العماني والتراث البحري بشكل خاص.
مؤكدا أن شخصية البحار العماني أحمد بن ماجد لا بد أن يكون حاضرا في مثل هذه المناسبات العالمية.
وسيضم المعرض واجهات تحمل معروضات مستعارة من المتاحف الكبرى في باريس مثل متحف اللوفر ومتحف الفن الشرق آسيوي في باث بالمملكة المتحدة، إضافة إلى معروضات من عمان من المقتنيات الخاصة بوزارة التراث والثقافة، ومتحف أرض اللبان في مدينة صلالة، والمتحف العماني الفرنسي هنا بمسقط، ومركز بناء السفن التقليدية في قنتب، إضافة إلى قطع أثرية تمت استعارتها من المتحف البحري الوطني الفرنسي نفسه.
وستتراوح المعروضات من القطع العلمية إلى النماذج الجميلة ومن المصنوعات اليدوية العتيقة والتاريخية إلى الخرائط والمخطوطات الأصلية التي لم يتم عرضها من قبل في باريس. والمعروض موجه إلى فئات مختلفة من الزوار من طلاب المدارس وعامة الناس إلى المهتمين بشكل خاص بالسلطنة ومنطقة المحيط الهندي.
وسيضم المعرض 8 أجنحة، ستحتوي على الخرائط والرسومات، وجناح للملاحين العمانيين الأوائل، وآخر لطرق البناء التقليدية للسفن، وجناح لفن الملاحة، وآخر للتجارة عبر المحيطات، وجناح للإبحار نحو المستقبل. وجناح حمل اسم “منطقة الاستكشاف” وهي منطقة مخصصة للأطفال الذين يأتون برفقة عائلاتهم وتشمل مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية العلمية.
ويرافق المعرض كتاب توثيقي وفيلم مدته 53 دقيقة عرض جزء منه في المؤتمر الصحفي أمس. ويتتبع الفيلم جان بيير مادامي، وهو آخر قريب ما زال على قيد الحياة للأميرال باريس وهو يزور السلطنة ويقتفي أثر جده  الأكبر في اكتشاف التراث البحري العماني. كما يقوم خلال الفيلم بزيارة المخطوطات الملحقة بوزارة التراث والثقافة.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات