الاثار العربية

مغارة عاصي الحدث: اكتشافات نادرة توضح مجريات التاريخ الماروني

69

يمكن القول إن مغارة عاصي الحدث واكتشافاتها تشكّل حدثاً بارزاً في علم الآثار القروسطية في لبنان، لما تقدّمه من رؤية توضيحية لبعض مجريات التاريخ الماروني ومكوناته على الصعد الاجتماعية والثقافية والبنيوية.

“عاصي الحدث لبنان – تاريخ مغارة” كتاب مرجع للمؤلفين فادي بارودي وعبدو بدوي وبولس خواجه وجوزف مكرزل، يركّز على تاريخ اكتشاف مغارة عاصي الحدث وما تحويه من اكتشافات، قام بها فريق من “الجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية” ما بين عامي 1988 و 1993، علماً ان ما تمّ اكتشافه أودع المديرية العامة للآثار منذ العام 1995.
في الكتاب اضاءة على مغارة عاصي الحدث في شمال لبنان، وعلى ما يتفرّد به وادي قاديشا، عبر نصوص وصور كثيرة ونادرة تضيء على هذا الكنز الأثري النادر بمحتوياته كلها، من مومياءات محنّطة طبيعياً، وألبسة فاخرة، وقطع نقدية، وأوانٍ منزلية، ولقى، وأدوات حربية، ورسائل مخطوطة، وحلى وسواها…
تبدأ الحكاية بمراحل الاكتشاف التي بدأت مع حلم فادي بارودي منذ ان كان ولداً بالبحث عن مغارة لجأ اليها المسيحيون بعدما اضطهدوا. وهكذا أصبح حلمه حقيقة وأفضى “الى اكتشافٍ أثري يتعلق بالموارنة في القرن الثالث عشر”، وفق بارودي. ثم تطرق الى تأسيس “الجمعية اللبنانية للبحوث الجوفية” وتوق أعضائها الى الاكتشافات في وادي قاديشا، ثم تصنيفه من الأونيسكو في لائحة التراث العالمي. كما تضمن الكتاب فصلاً عن وصف المغارة وموقعها وتسلق المنحدرات وكيفية الوصول اليها، وآخر عن المومياءات والمخطوطات المكتشفة، عن الكتابة على عنق الزجاجة، السهام، مع لائحة كاملة بالمكتشفات وتاريخها.
في الكتاب المؤلف من 315 صفحة كلها بالألوان، صور نادرة وقيمة وموثقة عن عمل فريق الجمعية الذي قام بالاكتشافات، ترافق النصوص، الى صور من الوادي المقدس، من مغارة العاصي والممرات، والأهم عن الاكتشافات كلها…

الاقسام

اعلانات