المتاحف والمعارض

14 قطعة فنية نادرة يحتفي بها متحف الشارقة للحضارة الإسلامية

94

معرض «إكساء الأراضي المباركة.. منسوجات من الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة»

بالتزامن مع بدء موسم الحج يقيم متحف الشارقة للحضارة الإسلامية معرضا عن «إكساء الأراضي المباركة: منسوجات من الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة»، يستمر حتى 1 ديسمبر (كانون الأول)، يقدم خلاله فرصة فريدة للجهور للاستمتاع بتجربة ثقافية غنية.

تضم المجموعة المعروضة المنسوجات التاريخية والمعاصرة الأصلية من مقتنيات المتحف، والتي كانت تستخدم لتغطية الأماكن المقدسة داخل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية.

ويعتبر المعرض هو الأحدث في سلسلة من المبادرات التي تنظمها إدارة متاحف الشارقة، الهادفة إلى إتاحة الفرصة أمام الجمهور لمشاهدة روائع التحف الفنية الخاصة بالعقيدة والثقافة والفن الإسلامي.

ويعود تقليد كسوة الكعبة في مكة المكرمة إلى عصور ما قبل الإسلام. ثم حرص الحكام المسلمون على كسوة الكعبة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم بالمنسوجات الثمينة تكريما واحتفاء بقدسيتهما عند المسلمين.

وكانت الكعبة الشريفة تغطى بشكل تدريجي بعدة طبقات لدرجة أنها كانت معرضة لخطر الانهيار بسبب كثافة هذه الطبقات، ثم صدر مرسوم في عام 160هـ، الموافق 782م، يقضي بتغطية الكعبة بغطاء واحد يسمى «الكسوة». وفي القرن السادس الهجري / الثاني عشر الميلادي، أصبحت الكعبة تغطى بكسوة من الحرير الأسود، وفي وقت لاحق تم إضافة الزركشة وتزيينها بالنقوش في تقليد أصبح شائعا حتى يومنا هذا.

وكانت عملية إنتاج المنسوجات الدينية تتم تحت إشراف الحكام المماليك في مصر وسوريا والسلاطين العثمانيين حتى عام 1346هـ / 1927م مع نهاية الإمبراطورية العثمانية، ليستمر هذا التقليد بعد ذلك تحت رعاية المملكة العربية السعودية، حيث يتم حياكة كسوة الكعبة المشرفة في مصنع تم إنشاؤه خصيصا لهذا الغرض في مكة المكرمة.

وتشمل كسوة الكعبة التي يتم صناعتها وحياكتها اليوم الكسوة الخارجية للكعبة المزركشة بحزام منقوش بآيات قرآنية، وستارة بباب الكعبة، والكسوة الداخلية، وستارة «باب التوبة» الذي يؤدي إلى سقف الكعبة، ومواقع أخرى هامة داخل الحرم.

وتستغرق عملية صناعة كسوة الكعبة (وكسوة ثانية احتياطية لحالات الطوارئ) سنة كاملة. ويستخدم في صناعة الكسوة 670 كيلوغراما من أرقى وأجود أنواع الحرير، فضلا عن 120 كيلوغراما من الذهب و50 كيلوغراما من الفضة بتكلفة إجمالية تقدر بأكثر من 17 مليون ريال سعودي.

وبهذه المناسبة، قالت منال عطايا، مدير عام إدارة متاحف الشارقة، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن فخورون جدا بعرض هذه المنسوجات الراقية من مقتنيات المتحف، حيث يتزامن تنظيم هذا المعرض مع بدء موسم الحج بهدف الاحتفاء بهذا الموسم البالغ الأهمية».

وأضافت عطايا: «كما يأتي عرض هذه المجموعة الخاصة في إطار رسالتنا وجهودنا المستمرة لعرض القطع الأثرية وتوفير الفرص التعليمية التي تسلط الضوء على الثقافة الإسلامية ونشر وجهات النظر الإسلامية المتعلقة بالفنون والعلوم والثقافة والتاريخ للجمهور العالمي».

وقالت نورا المغني، مساعد أمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المعرض يعتبر أول معرض يقيمه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية لمقتنيات المتحف، التي عرض بعض منها في صالات المتحف الدائمة وبعضها يعرض لأول مرة في هذا المعرض. لهذه المنسوجات من الحرمين الشريفين قيمة تاريخية وتعليمية وثقافية وفنية، لذلك على هامش هذا المعرض تقام الكثير من الأنشطة وورش العمل التي تقوم بدورها لإيصال الغرض من هذا المعرض لجميع فئات المجتمع. وخلال فترة المعرض سيتم التركيز على الرحلة الروحانية إلى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، التي نوفر من خلالها فرصة فريدة لزوار متحف الشارقة للحضارة الإسلامية للاستمتاع بتجربة ثقافية غنية حول مناسك الحج، فضلا عن فرصة الاستمتاع بتذوق مياه زمزم المقدسة، ثم فرصة القيام بحياكة قطعة من المنسوجات المستوحاة من هذه المنسوجات المعروضة في هذا المعرض. سيكون البرنامج الشامل للفعاليات والأنشطة المصاحبة للمعرض متاحا قريبا، إضافة إلى ورش العمل من أجل خلق فهم أفضل للمنسوجات المقدسة، وخلق تقدير أعمق لرحلة الحج المقدسة التي تمثل ركنا أساسيا في الإسلام».

وركزت عائشة ديماس، مدير الشؤون التنفيذية في إدارة متاحف الشارقة، على أنه «في الوقت الذي يركز فيه هذا المعرض على أحد المواضيع الهامة التي تشكل جزءا أساسيا من عقيدة المسلمين وممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية لأكثر من ألف سنة، فقد تم تصميم المعرض بطريقة لا تحتفي بالعقيدة الإسلامية فحسب، بل وبالثقافة والفن الإسلامي. ونأمل من خلال إتاحة هذه المقتنيات لجمهورنا وعلى نطاق واسع أن نشجع كل أفراد المجتمع، وزوارنا من جميع أنحاء العالم، على المشاركة والتعلم والاستمتاع بهذه المقتنيات النادرة».

تشكل الإطارات الزخرفية الستة عشر التي تشبه المصابيح جزءا من زينة الكسوة المطرزة، وتظهر ثلاثة منها على كل جانب من الجوانب الأربعة للكعبة، تتداخل مع أشرطة خطية أسفل حزام الكسوة، أما الأربعة الأخرى فتميز جانب الكعبة الذي يوجد فيه الحجر الأسود، تطرز الإطارات على الحرير الأسود وسلك معدني مطلي بالذهب على وسادة من القطن والحرير، كما تحتوي على معظم أسماء الله الحسنى بخط الثلث الجلي الرائع، ومن هذه الأسماء: يا رحمن يا رحيم (الرحمن الرحيم).

ومن القطع الهامة إطار زخرفي على شكل مصباح (قنديل) من المملكة العربية السعودية، مكة المكرمة، أم الجود، 1427هـ / 2006م. وستارة حريرية مطرزة بخيوط معدنية لمسجد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، مصر، منتصف القرن الثالث عشر الهجري / منتصف القرن التاسع عشر الميلادي.

ربما كانت مثل هذه الستائر مخصصة لمحراب الصلاة في مسجد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث تتضمن النماذج السابقة من هذا النوع نقشا مكتوبا فيه: «هذا هو محراب النبي صلى الله عليه وسلم». وتتضمن هذه الستارة الشهادتين ودعاء إلى الله «يا فتاح» وجزءا من الآية 197 في السورة الثانية من القرآن الكريم، «البقرة». قال تعالى: «… وتزودوا فإن خير الزاد التقوى».

ويوجد في الأسفل أربعة أطر دائرية تتضمن أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة تحيط بشعار الإمبراطورية العثمانية أو «الطغراء» الخاصة بالسلطان العثماني عبد المجيد (1255 – 77هـ / 1839 – 61م) الذي أمر بصناعة هذه الستارة. ومثلما فعل سابقوه، فقد كلف أبرع الخطاطين في عصره بتصميم أروع الأنسجة الدينية مثل الخطاط قاضي العسكر مصطفى عزت (1216هـ / 1801م – 1293هـ / 1876م).

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات