المتاحف والمعارض

مطالبات بتحويل أشرس السجون في العراق إلى متحف يوثق الظلم

112

لعقود طويلة، كان مجرد ذكر “نقرة السلمان”، يثير الخوف في نفوس من يسمع الكلمة، فمنذ زمن الوجود البريطاني في العراق، وحتى السنين الأخيرة من حكم النظام السابق، كان هذا السجن الواقع في منطقة السلمان، وسط بادية محافظة المثنى، مكاناً لسجن النشطاء السياسيين، الذين لم يغادره بعضهم أحياء .

الشاعران مظفر النواب، وعريان السيد خلف، والكاتب والمؤرخ الكردي محمد جميل روز بياني، هم من اشهر نزلاء هذا السجن، وكلماتهم وقصائدهم التي كتبت بين جدرانه وخلف أسواره، تحولت في ما بعد إلى اشهر المحكيات المرعبة عن مايجري هناك، وسط الصحراء، لكن السجن الشهير، تحول الآن إلى مجرد خرائب، تقول حكومة المثنى المحلية أنها تفكر بتحويلها إلى متحف يوثق تاريخ السجن بعد قرار من وزارة السياحة بذلك.
مجلس المحافظة: لا نعلم سبب تعطيل تحويل السجن إلى متحف وطني
ويقول عضو مجلس محافظة المثنى فهد سيف في حديث الى (المدى برس) إن “سجن نقرة السلمان لم تطرأ عليه أية تغييرات منذ سنوات والحكومة المحلية اليوم عازمة توثيق الأحداث التي مر بها السجن ونزلائه”.
وأضاف سيف أنه “من المحتمل ان يبقى السجن أثراً ومعلماً مهماً يحكي طابع ما حملته هذه النقرة”، مبينا أن “وزارة السياحة قامت في وقت سابق باتخاذ قرار بتحويله الى متحف تاريخي ولا نعلم سبب تعطيل تنفيذه الى الآن ليبقى هذا السجن مهجوراً دون الاستفادة منه”.
فيما، يقول عضو مجلس محافظة المثنى، رئيس جامعة المثنى السابق، غازي الخطيب في حديث الى (المدى برس) إن “نقرة السلمان اشرس السجون التي عرفها تاريخ العراق وفيه سجن المثقفون والسياسيون الذين يعارضون الدولة من الوطنيين”، مشيرا الى أن “السجن أصبح رمزاً للنضال”.
ويضيف الخطيب أنه “مؤخرا قررت وزارة السياحة والآثار تحويل سجن نقرة السلمان الشهير إلى متحف لتوثيق الحقبة الدكتاتورية المظلمة”.
خبير تاريخي: عمر السجن سيصل إلى مئة عام قريباً
ومن جانبه، يقول أستاذ التاريخ القديم في جامعة المثنى حسن البهادلي في حديث الى (المدى برس) “في عام 1928 بنى القائد الإنكليزي كلوب باشا بعد احتلال العراق قلعة حولتها الحكومات اللاحقة الى سجن ضد الوطنيين وأبطال الانتفاضات والمعارضين”، ويتابع “بعد عام 1946 شيدت الحكومة سجناً آخر في هذا المكان الذي تحيطه الصحراء”.
ويبين البهادلي أن “سجن نقرة السلمان هو أحد أقدم السجون في العراق وكان يعد منفى في ذلك الوقت حيث اختار الإنكليز منخفض السلمان أو ما يعرف بنقرة السلمان، لتكون مقرا لهذا السجن”، ويشير الى أن “السجن كان مكانا خاصا لايواء السجناء السياسيين”.
وبدوره، يقول الكاتب والناقد عبد الله الصالح، في حديث الى (المدى برس)، “في تسعينات القرن الماضي تحول سجن السلمان الى مخزن للحبوب، ومن ثم هجر قبل عام 2003″، ويوضح أن “من اشهر نزلائه الشاعر مظفر النواب والكاتب والمؤرخ الكردي محمد جميل روز بياني، والشاعر عريان السيد خلف وغيرهم”.
سياحة المثنى: تحويل السجن إلى متحف يوثق الظلم
ويقول الناطق باسم مديرية السياحة في المثنى علي السماوي في حديث (للمدى برس) إن “وزير السياحة والآثار اتخذ قرارا يقضي بتحويل سجن نقرة السلمان الى متحف يوثق الحقبة المظلمة والأليمة من تاريخ العراق وذلك بعد التنسيق مع محافظة المثنى ووزارتي العدل والداخلية، فضلا عن الأجهزة والدوائر الخدمية في المحافظة”.
ويضيف السماوي أن “الوزير قام بزيارة سجن نقرة السلمان وأطلع على الكتابات المحفورة على جدران السجن والزنازين التي خلفها المعتقلون وراءهم كذكرى شاهدة على معاناتهم وظلمهم من قبل النظام البائد”.
يذكر أن سجن نقرة السلمان يعد أحد أقدم السجون في العراق، يقع في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية تتبع ناحية السلمان بمحافظة المثنى (مركزها مدينة السماوة، 250 كم جنوب العاصمة بغداد)، أسس السجن من قبل القوات الإنكليزية في عشرينات القرن الماضي، وبنت الحكومة العراقية في ستينات القرن الماضي سجنا اكبر بكثير على أنقاضه.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات