تعاني المناطق الأثرية التي تعود للعصور البرونزية والحديدية والفترة الرومانية البيزنطية في محافظة طولكرم، الإهمال وأعمال التنقيب والجرف من قبل عدة جهات.
وتتعرض خرب “الطياح والشركس” شرق المدينة، والقصير في منطقة النزلات شمالاً و”سماره” قرب كفر اللبد ومواقع أثرية أخرى، لأعمال تنقيب وتخريب مستمرين، في ظل تزايد عدد المنقبين ومحدودية أداء الشرطة السياحية ووزارة السياحة والآثار، فيما جرف الاحتلال الكثير من المغارات في “كفر صور” و”جيوس” جنوب طولكرم لإقامة جدار الفصل العنصري، ويواصل المستوطنون الحفر في خربة “الحمام” لتغيير ملامحها والسيطرة عليها.
وأكد خالد الهمشري مدير متاحف الشمال في وزارة السياحة والآثار لـ “وطن للأنباء” أن “المنقبين” قاموا العام الماضي بثقب أحد الأسقف وهدم بعض الواجهات المزخرفة في خربة “بيت صاما” قرب بلدة “علار”، للبحث عن قطع ثمينة من أجل بيعها، وبالرغم من أن الشرطة السياحية الفلسطينية اعتقلت بعضهم في مواقع أثرية أخرى، إلا أن أعمال التخريب ما زالت مستمرة حتى اللحظة.
وأوضح الهمشري ان هناك تدني في ميزانية وزارة السياحة والآثار خاصة تلك المخصصة لترميم المواقع الأثرية، بالإضافة إلى ضعف التنسيق بين الشرطة السياحية والبلديات والجهات المعنية للحد من ظاهرة التنقيب ، مضيفا في الوقت ذاته الى ان سلطات الاحتلال تمنع موظفي الوزارة من القيام بأعمالهم لحماية المواقع، خاصة التي تصنف ضمن مناطق “سي”.
ووجه الهمشري اللوم أيضا الى وزارة الثقافة، لعدم إشراكها ذوي الاختصاص من أجل إقامة ندوات ثقافية تتحدث عن الآثار والحفاظ عليها، واهتمامها بأمور أخرى كأكبر “سدر مفتول” وأكبر “صحن فتوش” حسب تعبيره.
بدوره، قال منتصر الكم مدير مكتب وزارة الثقافة في طولكرم لـ “وطن للأنباء”: إن كافة الأنشطة التي تنفذها وزارته في المحافظة تتم بالتنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة بالتراث الفلسطيني.
واتهم الكم وزارة السياحة والآثار في طولكرم، أنها تتعمد تجاهل عملهم، ولا تقدّم اقتراحات لأي نشاط، مشيرا الى ان الوزارة بصدد تنفيذ النشاطات التراثية الفلسطينية ستنفذ خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضح الكم أنه سيتم عرض العرس الفلسطيني خلال فعالية ثقافية تراثية يوم الخميس القادم في مدرسة “بنات فرعون”، بالإضافة لنشاط تسويقي في 23 تشرين أول/أكتوبر للمنتجات التراثية بجامعة الخضوري، يتخلله عرض للمطرزات وقطع القش والخشب، وأنشطة أخرى سيعلن عنها لاحقاً.
ويحاول مكتب وزارة السياحة والآثار في طولكرم، الحفاظ على التراث والأرث الكرمي، من خلال تجميع القطع والمواد الأثرية، ووضعها داخل المتحف المتواجد تحت سقف مكتب الوزارة بالمدينة.
ويقول مدير المتحف خالد الهمشري، انه فتح أبوابه في العام 2009، دون إفتتاح رسمي من قبل الوزارة حتى يومنا هذا، وهو يحوي على 600 – 700 قطعة أثرية، وأكثر من 300 قطعة تراثية، داخل مبنى عثماني عمره أكثر من 120 عام.
ويوضح الهمشري، أن المتحف يعمل على تنظيم زيارات للعديد من المؤسسات والجمعيات والجامعات والمدارس من شتى أرجاء الوطن والعاصمة، وتعريف الزوار على إرثنا وتاريخنا الفلسطيني، داعياً إلى رفده ودعمه حتى يبقى شاهدا حيا وحقيقيا لقضيتنا وتاريخنا.
ولفت الى أن المتحف يؤرخ القضية والأرض الفلسطينية منذ أقدم العصور، ورُتبت القطع داخله بحسب التسلسل للفترات التاريخية، ليشاهدها الزائر ويقرأ التاريخ قراءة سريعة، فيما يستطيع الزوار دخول المتحف مجانا.